تنطلق يوم غد الخميس الطبعة 16 لسلسلة الدروس المحمدية، بالمقر الرئيسي للزاوية البلقايدية الهبرية، في بلدة سيدي معروف، شرق مدينة وهران، تحت عنوان « العقيدة الأشعرية مرجعية الأمة الإسلامية « بمشاركة علماء الدين وفقهاء وأساتذة باحثون من الجزائر وبلدان عربية وإسلامية. ويتضمن برنامج هذه الطبعة التي تدوم أشغالها إلى غاية ال 29 من شهر مارس الجاري، حسب ما كشف عنه الناطق الرسمي باسم الزاوية الأستاذ أحمد معزوز في ندوة صحفية نشطها بالجزائر العاصمة، تقديم 25 محاضرة تتفرع مواضيعها عن المحور الرئيسي لطبعة هذه السنة، يقدمها أساتذة و علماء من الجزائر ومن بلدان عربية وإسلامية على غرار موريتانيا و مصر و ولبنان والأردن وسوريا وتركيا ونيجيريا. ويقترح الملتقى – حسب المتحدث - محاضرات بعناوين متنوعة تتمحور كلها في خدمة الإسلام وخدمة الوسطية، على غرار ‹›عناية الفقهاء المالكية بالعقيدة الأشعرية والمحدثون الأشاعرة وخدمتهم للسنة عبر العصور›› إلى جانب «معالم العقيدة الأشعرية في مكتوبات سيدي أبو مدين الغوثي والأمير عبد القادر» و « تجليات الوسطية في العقيدة الأشعرية ودورها في أمن البلاد ‹›، وكذا «التأويل عند أهل السنة والجماعة». كما تتمحور المحاضرات أيضا حول « الجهاد والفتوحات الإسلامية عند الأشاعرة والماتريدية» و» دور العقيدة الأشعرية في الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية عبر العصور» علاوة على « آل البيت رضي الله عنهم والعقيدة الأشعرية» و '' وتوظيف الفكر الأشعري في حياتنا المعاصرة''، فضلا عن '' جهود علماء الجزائر في خدمة العقيدة الأشعرية» وغيرها. و تبرمج محاضرات هذه الطبعة من سلسلة الدروس المحمدية التي سيشرف على افتتاحها وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد يوسف بلمهدي، بعد صلاة العصر وكذا بعد صلاة التراويح غير أنه سيتم تقديمها يومي الجمعة 22 مارس والجمعة 29 مارس، بشكل استثنائي، بعد صلاة الجمعة مع الإبقاء على البرمجة الليلية، بعد صلاة التراويح. يذكر أن الطبعة ال 15 عشر من سلسلة الدروس المحمدية قد نظمت شهر رمضان السنة الماضية، تحت عنوان ''ضوابط التفسير ومدارس المفسرين''. وفي رده عن أسئلة الصحافيين، انتقد الأستاذ أحمد معزوز، إقران البعض '' العقيدة الأشعرية '' بمفاهيم خاطئة، عندما صنفوها ضمن مذاهب ''منحرفة''، لنشر الفرقة في وسط الأمة، وقال أن المسعى من وراء ذلك يرمي إلى بث سموم الشك في نفوس الشباب وهو كما قال نوع من استهداف كيان الأمة واستقرارها عبر ضرب مرجعيتها التي ضمنت لها الوحدة والاستقرار، ومكنتها من مواجهة التحديات الكبرى. وفي هذا السياق أبرز الناطق الرسمي باسم الزاوية البلقايدية الهبرية بأن الأشعرية هي عقيدة السواد الأعظم من المسلمين السنيين وهي – كما قال - عقيدة عموم الجزائريين، مؤكدا أن الأشاعرة هم أهل السنة وعلماء التفسير وعلماء الحديث وعلماء الفقه الذين نقلوا إلينا الدين الإسلامي الوسطي الصحيح. من جهة أخرى أشاد المتحدث بافتتاح جامع الجزائر باعتباره صرحا إسلاميا شامخا و مقصدا لطلبة العلم من شتى أصقاع العالم، مثمنا في ذات الوقت تعيين رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لشيخ زاوية الهامل ببوسعادة، السيد محمد مأمون القاسمي الحسيني، على رأس عمادة الجامع، وهو اعتراف – كما قال – بهذا العالم من علماء الجزائر وبصفته أحد أعيان المذهب المالكي . و قد كانت مختلف طبعات سلسلة هذه الدروس مناسبة للعلماء و الفقهاء المشاركين من مختلف الأقطار من العالم العربي والإسلامي وخارجهما لربط المحاور ومواضيع المحاضرات مع القضايا الراهنة لا سيما الدعوة إلى نبذ العنف و التطرف والوقاية من التعصب وتوغل الأفكار الدخيلة المتناقضة مع مبادئ الإسلام.