فشل دولي في إجبار الكيان على الامتثال للقرارات الأممية فشل المجتمع الدولي في إجبار الكيان الصهيوني على الامتثال لقرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية لوقف إطلاق النار في غزة ووقف كل الأعمال التي من شأنها أن تؤدي إلى إبادة جماعية وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام، ويواصل بالمقابل الكيان الصهيوني حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، وجعل هذه المنطقة غير صالحة للحياة باستخدام سياسة الأرض المحروقة وتدمير كل مقومات الحياة. في أقل من أسبوع صدر قراران أمميان هامان، الأول من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة بعد مساعي الجزائر الحثيثة لتمرير القرار دون فيتو أمريكي، والثاني من محكمة العدل الدولية الذي أمر الكيان الصهيوني باتخاذ تدابير إضافية تخص إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل عاجل بالتعاون مع الأممالمتحدة، كما كان قد صدر قبل شهرين قرارا آخر من محكمة العدل الدولية دعت فيه الكيان الصهيوني إلى وقف كل الأعمال التي من شأنها أن تؤدي إلى إبادة جماعية والسماح بإدخال المساعدات لقطاع غزة، لكن هذا الكيان الغاصب يواصل غطرسته وضرب كل قرارات الأممالمتحدة ومحكمة العدل الدولية عرض الحائط، ويستمر في حرب الإبادة الجماعية بالرغم من الضغوطات الدولية لتنفيذ قرارات الأممالمتحدة ومحكمة العدل الدولية. ويرى محللون أن الضغوط الدولية لإلزام الكيان الصهيوني بتنفيذ القرارات الأممية تبقى غير كافية، إذا لم تترجم هذه الضغوطات في شكل عقوبات على هذا الكيان المارق، لكن الوصول إلى فرض عقوبات على الاحتلال الصهيوني يبقى مرتبطا بصدور قرارات من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، في حين يبقى هذا مستبعدا، ولن تسمح الولاياتالمتحدةالأمريكية بذلك وتشهر الفيتو ضد أي قرار في مجلس الأمن قد يصدر ضد الكيان الصهيوني تحت الفصل السابع، خصوصا وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أظهرت خلال الأيام الأخيرة بعض الليونة في مواقفها لم تتعد هذه الليونة سوى التصريحات فقط، وتحدثت أمس مصادر إعلامية عن تزويد أمريكا للكيان الصهيوني خلال الفترة الأخيرة بكميات كبيرة من الذخيرة والقنابل لقتل المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة التي تدعي في نفس الوقت أنها حريصة على حياتهم، وتقدم لهم المساعدات الغذائية عن طريق الجو، وتسعى لإنجاز ميناء لوصول المساعدة عبر الممر البحري المنتظر إنشاؤه. وفي هذا الإطار عبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية عن أسفها الشديد للفشل الدولي في إجبار الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع لقرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، وأشار بيان الوزارة إلى أن المطالبات والمواقف والمناشدات الدولية تأخذ طابع الاستجداء دون ّأن يتم ترجمتها إلى ضغوط حقيقية وإجراءات تلوح بعقوبات رادعة على حكومة الاحتلال الإسرائيلية بسبب رفضها تلك المطالب، واستغربت وزارة الخارجية الفلسطينية مواقف عدد من الدول التي تواصل مطالبة رئيس وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني بوقف قتل المدنيين وتأمين حمايتهم، وفي ذات الوقت تقوم بتزويد حكومة الاحتلال بالأسلحة، ولفت البيان إلى التناقض المبدئي والأخلاقي الصارخ الذي يكشف المستوى المتدني من جدية تلك المواقف. وعلى صعيد التطورات الميدانية في غزة يواصل الكيان الصهيوني ارتكاب المزيد من المجازر في حق المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال، وكثف خلال اليومين الماضيين من قصف مدينة رفح المكتظة بالنازحين التي يهدد باستمرار بنقل العدوان إليها، رغم التحذيرات الدولية المتواصلة من خطورة هذه الخطوة، وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال خلال 24 ساعة الأخيرة 8 مجازر وصل منها للمستشفيات 82 شهيدا و98 إصابة، كما ارتفع عدد شهداء العدوان منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 32705 شهيد و75190 إصابة، وفي نفس الوقت تتوسع المجاعة بشمال القطاع مع استمرار الاحتلال الصهيوني منع دخول المساعدات ومنع وكالة الأونروا من النشاط بشمال القطاع، كما يواصل جيش الاحتلال استهداف الشرطة الفلسطينية في غزة التي تشرف على تأمين المساعدات، واستهدف الاحتلال أمس قوة شرطية في نادي الشجاعية الرياضي مما أدى إلى استشهاد 10 أفراد ومواطنين من بينهم سيدة حسب ما كشف عنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، كما اغتال جيش الاحتلال أحد ضباط الشرطة الفلسطينية مع أفراد عائلته على دوار السنافور بحي الشجاعة، وفي السياق ذاته يواصل الاحتلال محاصرة مجمع الشفاء الطبي والطواقم الطبية والنازحين داخله وفي محيطه لليوم 13 على التوالي وارتكاب جرائم قتل وتنكيل بحقهم. من جهة أخرى أصدرت أمس لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية بيانا بمناسبة الذكرى 48 ليوم الأرض، ودعت اللجة إلى ضرورة العمل الفوري للجم الاحتلال الصهيوني الفاشي ووقف العدوان وإنهاء حرب الإبادة الجماعية، كما أكدت على الموقف الوطني الجامع بأنه لا اتفاق ولا صفقة تبادل مع الاحتلال إلا بوقف شامل للعدوان وعودة النازحين والانسحاب الكامل من قطاع غزة والإيواء وإعادة الإعمار وكسر الحصار وفتح المعابر وإدخال المساعدات، وعبرت لجنة المتابعة للقوى الوطنية عن رفضها حديث قادة الاحتلال حول تشكيل قوة دولية أو عربية لقطاع غزة، وأكدت بأن هذا الحديث وهم وسراب وأن أي قوة تدخل قطاع غزة هي مرفوضة وغير مقبولة وهي قوة احتلالية، كما ثمنت ذات اللجنة موقف الدول العربية التي رفضت المشاركة والتعاون مع مقترح قادة الاحتلال.