يطالب عدد من السكان ولجان الأحياء بعدد من بلديات الوادي، السلطات، بإعادة بعث الدعم الموجه للسكن الهش، لفائدة المتضررين من الأمطار الأخيرة بالأحياء الشعبية، خاصة وأن سكناتهم القديمة مبنية بالحجارة والجبس التقليدي الموروثة عن الآباء والأجداد الذين شيدوها قبل أكثر من 30 سنة. وذكر عدد من ممثلي لجان الأحياء من بلديات البياضة، الوادي، الرباح وغيرها من البلديات الأخرى، أمس الأحد، في اتصالهم بالنصر، أن المنازل القديمة الآهلة بالسكان والمبنية بالجبس التقليدي والحجارة، قاومت الأمطار وظاهرة صعود المياه منذ أواخر الثمانينيات، حيث باتت بحاجة لإعادة بعث مشاريع دعم الدولة للبناء الهش المتوقف منذ نحو 6 سنوات في جل البلديات. كما أكد بعض من ممثلي لجان الأحياء، أهمية إعادة فتح الاستفادة في إطار القضاء على السكن الهش بالبلديات التي ما زالت فيها البيوت والمنازل القديمة المشيدة بالجبس التقليدي والتي ستخفف الضغط عن قوائم الانتظار لطالبي السكن في الصيغ الأخرى، سواء الاجتماعي أو التحصيصات الاجتماعية في المناطق الحضرية، ناهيك عن شساعة جل هذه المنازل المبنية على مساحة يتعدى أغلبها 400 متر مربع وبالإمكان أن يستغلها أزيد من واحد من أبناء العائلة المشتركون في ملكية بيتهم القديم ومسجلون ضمن طالبي السكن. وأكد عدد من المتضررين للنصر، أن منازلهم الهشة باتت غير صالحة للسكن، بعد موجة الأمطار الكبيرة التي شهدتها الولاية في آخر 48 ساعة والتي تعد الأكثر من حيث نسبة التساقط، حسبهم، مقارنة بما مر عليها خلال 20 سنة الأخيرة، مشيرين إلى أن جل مالكي هذه المنازل من العائلات محدودة الدخل وعجزت عن هدمها وإعادة تشييدها. وأضاف ذات المتحدثين، أن حتى منازلهم التي ما زالت قابلة للسكن بعد تغطية قبابها بالبلاستيك أو صفائح الحديد، سيزداد خطرها بعد انتهاء موجة الأمطار وتشبع جدرانها وأسطحها بالمياه، كونها عرضة في أي لحظة للسقوط أو تصدع هيكلها بعد التعرض مباشرة للشمس وتشققها، وهو ما يجبر العديد منهم لمغادرتها والبحث عن أي مكان آخر يأويهم وعائلاتهم. وأكد بعض المنتخبين المحليين للنصر، أن دعم الدولة لأصحاب البنايات الهشة ظهر بداية الألفية لكنه توقف حوالي سنة 2017 بأغلب بلديات الولاية، باستثناء من تحصلوا على مقرر استفادة قبل ذات الفترة ويطالبون باستكمال منازلهم حتى يتم صب الإعانة المالية في حساباتهم بعد معاينة الجهات الوصية، مؤكدين استقبال طالبي هذه الصيغة بشكل مستمر من مالكي السكنات القديمة والمهترئة ولم يسبق لهم الاستفادة من الصيغ المختلفة. يذكر أن المصالح المحلية ممثلة في الحماية المدنية، الديوان الوطني للتطهير والبلديات، لم تتوقف على مدار 48 ساعة، عن عمليات التدخل الميداني لشفط المياه المتجمعة داخل البيوت وفتح المشاعب الخاصة بشبكة الصرف الصحي، مسخرة جل الإمكانات المادية والبشرية التي تم تجنيدها منذ وصول النشرية التحذيرية لمصالح الأرصاد الجوية، إلى جانب مديرية التوزيع للكهرباء والغاز التي جندت مصالحها للتدخل وإصلاح الأعطاب الكهربائية.