كشف وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أمس عن رفع الحجم الساعي لمادة التربية الرياضية انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل، مؤكدا بأن القرار يشير إلى دخول المنظومة التربوية مرحلة جديدة بخصوص الرياضة المدرسية، ترمي إلى صقل المواهب الشابة، وتكوين النخب الرياضية التي ستمثل الجزائر في المحافل الدولية. وأعلن وزير التربية الوطنية خلال استقباله لرئيس الاتحادية الدولية للرياضة المدرسية «لوران باتريك»، بحضور رئيس جمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية مصطفى بيراف، عن قرار توسيع الحجم الساعي لمادة التربية الرياضية اعتبارا من الموسم الدراسي المقبل، وذلك في إطار الجهود القائمة لتطوير الرياضة المدرسية، مضيفا بأن الإجراء يمثل بداية مرحلة جديدة لتطوير هذه المادة بالنسبة للأطوار التعليمية الثلاثة. وأضاف الوزير بأن الجهود التي تقوم بها الجزائر من أجل ترقية الرياضة المدرسية لقيت استجابة طيبة من طرف رئيس الاتحادية الدولية للرياضة المدرسية، مؤكدا بأن الطرف الجزائري ينتظر تجسيد أعمال وانجازات مشتركة مع الاتحادية الدولية، تجسيدا لما تعهد به رئيس هذه الهيئة التي تعنى بدعم ومرافقة الجهود التي تبذلها مختلف الدول للنهوض بالرياضة المدرسية، بصفتها خزانا للمواهب الشابة في شتى الأنشطة الرياضية. ويشار في هذا السياق إلى الإجراء الهام الذي بادر به قطاع التربية الوطنية خلال هذا الموسم الدراسي بإدراج مادة التربية البدنية والرياضية في الطور الابتدائي كمادة قائمة بحد ذاتها، وتوظيف حوالي 13 ألف أستاذ متخرج من معاهد تقنيات التربية البدنية والرياضية، من أجل ضمان تأطير متخصص في التربية البدنية لتلاميذ المستوى الابتدائي، بعد أن كان يقتصر الأمر في السابق على القيام ببعض الأنشطة والألعاب تحت إشراف أساتذة مادة اللغة العربية. وتندرج الجهود الرامية إلى ترقية الرياضة المدرسية في إطار تجسيد قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتوظيف أساتذة متخصصين في المادة لتغطية كافة المدارس الابتدائية، مع تنصيب مديرية عامة للرياضة المدرسية على مستوى وزارة التربية الوطنية، بهدف فتح أفق جديدة أمام المواهب الصاعدة، وضمان المرافقة والتأطير المناسبة لهذه الفئة، بناء على برنامج متكامل. ويذكر أيضا بأن وزير التربية عبد الحكيم بلعابد استغل المناسبة لعرض الإنجازات الهامة التي حققها القطاع في ميدان الرياضة المدرسية، واصفا ما تم تحقيقه إلى غاية اليوم بالاستراتيجي، ما من شأنه أن ينقل الجزائر إلى مراتب محترمة على المستوى الدولي، في ظل التوجيهات السديدة لرئيس الجمهورية، من بينها استحداث مديرية للرياضة المدرسية، تتولى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لترقية هذا النوع من الرياضات. وأضاف المتدخل بأن الرياضة المدرسية يؤطرها أساتذة مختصون في المجال على مستوى 21 ألف مؤسسة تعليمية، مما يعد إنجازا كبيرا، في حين تقوم المديرية العامة للرياضة المدرسية بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتطوير هذا النوع من الرياضات وتطويرها على مستوى المؤسسات التعليمية بالتنسيق مع القطاعات المعنية، بهدف صقل المواهب الشابة الداعمة للجهود الهادفة إلى تحضير النخب الرياضية للمشاركة في مختلف المنافسات الدولية. وأثنى من جهته رئيس الاتحادية الدولية للرياضة المدرسية على جهود الجزائر لترقية هذا الصنف من الرياضة، قائلا إن الزيارة التي قادته إلى الجزائر كشفته له عن الرغب الملحة للسلطات العمومية من أجل نقل النموذج المعتمد من قبلها في ميدان الرياضة المدرسية، في إطار النهج الشامل الذي اقره رئيس الجمهورية، القائم على تنظيم المنافسات في ميدان الرياضة المدرسية، وكذا التنسيق مع الجماعات المحلية لتوفير المرافق الرياضية، إلى جانب توظيف أساتذة مختصين. كما كشف المتدخل عن إثارة ملف هام مع رئيس الاتحادية الدولية للرياضة المدرسة، حول تنظيم أول ألعاب مدرسية إفريقية بالجزائر، قائلا:» إن هذا المسعى نتمناه ويسعدنا تجسيده»، آملا في أن يكون هذا المحفل فرصة لتطوير وإنجاح الرياضة المدرسية.