أفاد مجلس قضاء العاصمة، أمس، بأن النتائج الأولية للتحقيق الابتدائي حول وفاة خمسة أطفال غرقا على مستوى شاطئ منتزه «الصابلات» بالعاصمة أول أمس الجمعة، أسفرت عن توقيف سبعة أشخاص، تم وضعهم تحت النظر إلى حين استكمال إجراءات التحقيق، التي سيتم إطلاع الرأي العام بنتائجها في حينه. أصدر مجلس قضاء العاصمة بيانا صحفيا أكد فيه بأن نيابة الجمهورية لمحكمة حسين داي أمرت بفتح تحقيق ابتدائي معمق ودقيق حول واقعة وفاة خمسة أطفال غرقا بمنتزه الصابلات إثر رحلة للنزهة، بهدف كشف الظروف والملابسات التي صاحبت الواقعة، وبالأخص مدى توفر الشروط القانونية والتنظيمية المتعلقة بحماية الأطفال المعنيين خلال هذه النشاطات، والمحافظة على سلامتهم الجسدية، مع تحديد المسؤوليات ضد كل من يثبت ضلوعه في واقعة الحال. وأضاف البيان بأن النتائج الأولية للتحقيق الابتدائي أسفرت عن توقيف سبعة أشخاص، تم وضعهم تحت النظر إلى حين استكمال إجراءات التحقيق، التي سيتم إطلاع الرأي العام بنتائجها في حينه، مشيرا إلى أن الواقعة سجلت إثر رحلتين للنزهة خاصة بالأطفال، تم تنظيم إحداهما من قبل دار الشباب الشهيد «مزاري لحسن» لبلدية عين بوسيف، والثانية من طرف جمعية المرجان الكائنة بولاية المدية، لفائدة أطفال متمدرسين. ويذكر بأن منتزه «الصابلات» بالعاصمة عاش الجمعة الماضي حادثة أليمة هزت المجتمع الجزائري، راح ضحيتها خمسة أطفال قدموا من ولاية المدية في رحلة للنزهة ، حطوا خلالها بشاطئ الصابلات، ليلقوا حتفهم غرقا، في حين تم إنقاذ ثلاثة أطفال آخرين وإحالتهم إلى مصلحة العناية المركزة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، من أجل الرعاية الصحية. وبحسب مصالح الحماية المدنية فإن الأطفال الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و12 سنة، تم انتشالهم في حالة حرجة، ليفارقوا الحياة بعد وصولهم إلى المستشفى، في حين تم انتشال الضحية الخامسة فيما بعد من قبل فريق من الغطاسين التابعين لذات المصالح، مع إحالة ثلاثة آخرين إلى المستشفى. وأكد البروفيسور المشرف على المتابعة الصحية للأطفال الثلاثة استقرار حالتهم الصحية وتجاوزهم مرحلة الخطر، متوقعا مغادرتهم للمستشفى عما قريب، بعد مثولهم للشفاء، سيما بالنسبة لأحد الأطفال الثلاثة، الذي كان وضعه أكثر صعوبة نوعا ما بسبب ابتلاع كمية من المياه. ويعرف شاطئ «الصابلات» بالعاصمة باستقطابه خلال العطل الأسبوعية وموسم الصيف العديد من الزوار من داخل وخارج العاصمة، بعد أن تم تهيئة المكان من أجل استحداث فضاء عائلي لفائدة سكان الولاية والقادمين إليها من مناطق مختلفة، سيما وأن هذا الموقع السياحي المطل على خليج العاصمة، يتضمن فضاءات واسعة للتجوال وركوب الدراجات، وممارسة بعض الأنشطة الرياضية. وما تزال التساؤلات تطرح حول ملابسات غرق الأطفال الخمسة، وعن مدى مسؤولية القائمين على تنظيم وتأطير الرحلة التي انطلقت من ولاية المدية، سيما والسباحة في هذا الوقت ما تزال محيطة بكثير من المخاطر، خاصة بالنسبة لصغار السن، لكون كل الشواطئ المسموحة للسباحة ما تزال غير محروسة، في انتظار الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف الذي يكون عادة يوم الفاتح جوان من كل عام، تزامنا مع بداية العطلة الصيفية للطلبة والمتمدرسين. وينتظر أن يزيح التحقيق القضائي الغموض الذي يلف القضية، ويرفع اللبس عن تفاصيلها، ويحدد المسؤوليات، في ظل تضارب الأنباء حول ملابسات الواقعة، وعن ظروف غرق الأطفال الخمسة، إذ ما تزال أسر الضحايا تحت وقع الصدمة.