* تطوير الصناعة الصيدلانية تحصين للسيادة الوطنية أكد رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مرغمي كريم، أن الصناعة الصيدلانية بالجزائر مازالت بحاجة لحماية من الحملات المغرضة التي تسعى لضرب مصداقيتها والتشكيك في نجاعة ونوعية الأدوية المصنعة وطنيا، مثلما تؤكد تصريحات وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني في عدة لقاءات، بأن هذه الحملات المغرضة تحاول تشويه الصناعة الصيدلانية. وأوضح رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مرغمي كريم في اتصال مع النصر، أن نقابة «سنابو» والصيادلة واجهوا هذه الحملات التي تشنها أطراف ذات مصالح ضيقة التي تفضل الاستيراد على حساب الأمن الدوائي للجزائريين وعلى حساب المصلحة العليا للبلاد، ونجحوا في المهمة بفضل المجهود الكبير الذي قاموا به في الميدان من خلال التعريف والتحسيس وتوعية المرضى والمواطنين بصفة عامة بجودة الدواء المصنع وطنيا ونجاعته وأنه آمن و تناوله لا يطرح أي مشكل صحي. كما كان لاتفاقية الدفع عن طريق الغير أي نظام بطاقة الشفاء، دور كبير في هذا النجاح كونها ساهمت ومنحت الأفضلية لصرف الأدوية المصنعة وطنيا، وهذا ما دعم تطوير الصناعة الصيدلانية وجعل المنتجين والمتعاملين يقبلون على هذه الاستثمارات التي تطورت كثيرا في المدة الأخيرة، مبرزا أن «سنابو» تواصل الترويج للمنتوج الوطني من خلال ضبط برنامج لتنظيم ندوات وأيام دراسية في كل ولايات الوطن للتعريف بالدواء الجزائري وبالمتعاملين الوطنيين للصناعة الصيدلانية التي أصبحت توفر أصنافا كثيرة وتتجه كذلك لصناعة أدوية معقدة مثل المماثلات الحيوية والانسولين وأدوية السرطان، التي كانت حكرا على بعض المخابر الأجنبية، ولكن بفضل الطاقات الجزائرية أصبحت تصنع وطنيا بجودة ومعايير عالمية، وهذا ما يشجع ويطمئن حول الوفرة المنتظمة والمستقرة لهذه الأصناف التي كانت في السابق تعرف تذبذبات وانقطاعات من حين إلى آخر، مما كان يعرض صحة المريض للخطر. مضيفا من جهة ثانية، أن النقابة الوطنية للصيادلة تربطها علاقات جد قوية بالمتعاملين الصيدلانيين الجزائريين وهناك لقاءات دورية سواء في ندوات وأيام دراسية أو لقاءات تشاورية حول كيفية حماية الصناعة الصيدلانية، وهناك كذلك فضاء آخر هو المرصد الوطني للوفرة الصيدلانية تحت إشراف وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني و"سنابو" عضو في هذا المرصد لبحث سبل إيجاد آليات لتحقيق وفرة مستقرة ومنتظمة لمختلف الأصناف الدوائية، وكذا تتبع سوق الدواء بشكل دوري ومنتظم، مضيفا أن هناك اقتراحات لتحسين التغطية الصيدلانية، مما سيساهم في تطوير الصناعة الصيدلانية ويجعلها أكثر قوة و متانة وتستطيع مواجهة كل التحديات والمنافسة الشرسة المفروضة من المخابر الأجنبية، معتبرا في ذات الصدد، بأن تطور الصناعة الصيدلانية ووصولها إلى تغطية السوق الوطنية بنسبة مرتفعة، وتوجيه المنتوج الصيدلاني الوطني للتصدير للعديد من الدول الإفريقية و الآسيوية وحتى أمريكا اللاتينية و بعض الدول الأوروبية، جعل الصيادلة يضعون أملهم فيها لتحقيق الأمن الدوائي مشيرا أن «الدولة التي تصنع دواءها ستكون في مأمن من التقلبات السياسية التي تحدث من حين لآخر» مردفا أن أزمة وباء «كوفيد 19» أحسن مثال حيث أغلقت المصانع وكانت هناك صعوبات في النقل، بينما استطاعت بلادنا تجاوز الأزمة بفضل التصنيع المحلي لكل الأدوية التي تدخل في البروتوكول العلاجي لمكافحة كورونا، وحتى مستلزمات الوقاية كانت تصنع محليا. نحو تغطية حاجيات السوق الوطنية بنسبة 90 بالمئة وقال الدكتور مرغمي إن الصناعة الصيدلانية الوطنية، تتجه الآن بخطوات ثابتة نحو الأمام وسيكون لها شأن كبير في المستقبل القريب في تغطية الاحتياجات الوطنية بنسبة عالية تصل إلى 90 بالمئة و إنه ينتظر أن يكون الاتجاه نحو التصدير إلى بلدان أخرى خاصة في أصناف دوائية استراتيجية مثل الأنسولين وأدوية السرطان والأدوية الموجهة لعلاج أمراض الدم وتخثر الدم، مبرزا أن النقابة تدعو لضرورة تقديم تحفيزات و حماية الصناعة الصيدلانية من المنافسة الشرسة التي تفرضها في بعض الأحيان شركات ومخابر متعددة الجنسيات لا تريد الاستثمار في الجزائر و لكن تريد فقط بيع منتوجها، مشيدا في الوقت نفسه، بتوجهات الدولة حاليا نحو منع استيراد كل منتوج أو كل دواء يتم تصنيعه محليا، منوّها بتصنيع الأنسولين محليا عوض استيراده، وكشف عن توجه لمنح مستثمرين وطنيين رخص لتصنيع هذا الدواء الإستراتيجي الذي يستعمله أكثر من 2 مليون جزائري، فضلا عن التوجه نحو صناعة بعض الأدوية المعقدة التي كانت حكرا، في السابق، على مخابر دولية، و لكن اليوم بفضل المتعاملين الجزائريين تنتج محليا، مؤكدا أنه «لا مستحيل في الصناعة الصيدلانية خاصة وأن الطاقات البشرية والكفاءات الجزائرية تعودت على التعامل مع الأدوية المعقدة، مثل صناعة الأنسولين وتتجه حتى لصناعة بلورات الأنسولين وهي المادة الأولية التي تدخل في صناعة هذا الدواء». قرار الرئيس بخصوص مرضى السرطان إنساني وعرج الدكتور مرغمي، على مخرجات الندوة الوطنية السابعة عشر للصيدلة المنظمة من طرف النقابة الوطنية للصيادلة الخواص «سنابو» في 22 أبريل المنصرم، حيث قال إن العمل على تجسيد التطلعات يكمن في أن يلعب الصيدلي كمهني الصحة والصيدلية كفضاء صحي متعدد المهام، دورا كبيرا في منظومة التكفل بمرضى السرطان، و كانت الندوة فرصة لمعالجة موضوع هام يتعلق بدور الصيدلي في التكفل بمرضى السرطان والأمراض المزمنة وإبراز دوره أيضا في ترقية الممارسة الصيدلانية والتكفل بالمرضى المزمنين بصفة عامة، وأفاد أن النقابة الوطنية للصيادلة الخواص تثمن قرارات وتوجيهات رئيس الجمهورية الذي منح بطاقات الشفاء للفئات المعوزة من مرضى السرطان غير المؤمنين اجتماعيا والتكفل بأدويتهم العلاجية بشكل مجاني عبر صيدليات الوطن المتعاقدة، واصفا القرار بالإنساني بالدرجة الأولى، لافتا على أن الدولة جندت إمكانيات مادية وبشرية ضخمة لتجسيد هذه القرارات، فوزارة الصحة خصصت حوالي 70 مليار دينار لدعم الصندوق الوطني لمكافحة السرطان، وتم تخصيص كذلك 20 مليار دينار من طرف الصيدلية المركزية لتوفير الأدوية المبتكرة أي الجديدة والتي لم تكن متوفرة في الجزائر سابقا وهي ناجعة في علاج الداء، بالإضافة إلى خلق مؤسسات صحية للتكفل بمرضى السرطان عبر كافة التراب الوطني، حيث يوجد 15 مركزا لمكافحة السرطان في الجزائر، فضلا عن دعم هيئات الضمان الاجتماعي وصناديق الضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني كذلك التي قامت بتسجيل عدة أدوية في المدونة الوطنية للأدوية المسوقة في الجزائر، وقامت كذلك بإنشاء 7 وحدات صناعية لإنتاج مختلف الأصناف الدوائية الموجهة لعلاج السرطان، ستدخل حيز الإنتاج خلال السنة الجارية، ومن شأن هذه المصانع تحقيق وفرة منتظمة ومستقرة في بعض الأصناف الدوائية الموجهة لعلاج السرطان في ظل هذه المنظومة وفي ظل المجهود الوطني للتكفل بمرضى السرطان، منوها كذلك بالتطور في صناعة الدواء، خاصة في الأربع سنوات الماضية، ضمن مجهود وطني يسعى لتحقيق السيادة الوطنية في مجال الصناعة الصيدلانية.