يحرص مفتشو التربية الوطنية على إعداد التقارير النهائية حول مستوى تنفيذ البرنامج الدراسي خلال شهر ماي، بغية اعتماد المعطيات التي يتم جمعها من الميدان من قبل الفريق المكلف بإعداد المواضيع الرسمية، الذي دخل فترة الحجر على مستوى المقر الفرعي للديوان الوطني للمسابقات والامتحانات بداية الشهر الجاري، من أجل إعداد مواضيع تتمحور حول ما تلقاه التلاميذ من دروس خلال العام. كشف رئيس النقابة الوطنية لثانويات الجزائر زبير روينة بأن متابعة تنفيذ البرنامج الدراسي من قبل وزارة التربية الوطنية يجري على مدار العام عن طريق مفتشي المواد، تحسبا للشروع في إعداد مواضيع الامتحانات الرسمية، إذ يقوم الأساتذة منسقي المواد بالإشراف على العملية على مستوى المؤسسات التربوية، عبر تدوين المعلومات بصفة دورية وتبليغها للمفتشين، بغية تحقيق الانسجام بين مختلف المؤسسات، ومعالجة الخلل إن وجد. وأضاف المتدخل بأن التوقف الفعلي للدروس بالنسبة للأطوار التعليمية الثلاثة كان قبل حوالي 15 يوما، أي قبيل الشروع في تنظيم الامتحانات التجريبية، مؤكدا بأن تنفيذ الدروس تم في ظروف عادية هذه السنة، وأن التأخر الذي قد يسجل سببه عدم التزام تلاميذ الأقسام النهائية بالحضور إلى المؤسسة التعليمية فور انقضاء الفصل الثاني، معتقدا بأن الغيابات المتكررة والعزوف عن الدراسة من أجل التوجه إلى الدروس الخصوصية من قبل المرشحين لاجتياز امتحانات البكالوريا يحول دون إتمام المقرر، نظرا لاستحالة التدريس أمام قاعات شبه فارغة. وترمي التقارير الدورية التي يتم إعدادها من طرف المفتشين إلى الوقوف على سير العام الدراسي من قبل القائمين على القطاع، فضلا عن ضبط المحاور التي تصاغ في إطارها مواضيع الامتحانات الرسمية، من أجل ضمان راحة المترشحين وتحقيق مبدأ الإنصاف والعدالة بين جميع التلاميذ، خاصة في حال ما إذا كان سبب تأخر تنفيذ البرنامج يتعلق بظروف قاهرة، من بينها الكوارث الطبيعية التي تفرض على القطاع تأجيل الدراسة إلى حين استقرار الوضع. وأوضح المصدر بالنسبة لمجريات إعداد مواضيع الامتحانات الرسمية بأنها عملية معقدة ويتم التمهيد لها خلال العام الدراسي، عبر إشراك الأساتذة ذوي الخبرة في المجال، من أجل اقتراح مواضيع حول مختلف المواد التي يمتحن فيها التلميذ، ويتم تنسيق العمل مع اللجان الوطنية المكلفة بإعداد المواضيع المقترحة وجمعها من الميدان، بهدف إعداد أرضية يعتمد عليها الفريق الذي يحال على الحجر، من خلال الاقتباس منها أو انتقاء بعض التمارين التي يرونها مناسبة، للخروج بمواضيع متكاملة ومتدرجة من حيث مستوى الصعوبة. وأضاف الأستاذ زبير روينة بأن إعداد مواضيع الامتحانات الرسمية لا ينطلق مع بداية فترة الحجر بالنسبة للفريق المكلف بالعملية، وإنما يجري على مدار العام، غير أن العبء الكبير والجزء الهام من المسؤولية يقع على الفريق المكلف بتصميم وقراءة وطباعة المواضيع، وفق معايير وشروط صارمة، من بينها أن تكون خالية من الأخطاء، وأن تتمحور حول المقرر الدراسي، فضلا عن ضرورة ضبط عملية طباعتها وتوزيعها على مديريات التربية، تفاديا لأي أخطاء قد تقع، كتوزيع مواضيع لا تتعلق بالمادة الممتحن فيها. ويتم خلال مرحلة تنظيم الامتحانات الرسمية طباعة ملايين النسخ من المواضيع، بما يعكس حجم العملية وكذا الإمكانات المادية والبشرية الضخمة المسخرة من قبل الدولة لإنجاح هذه المواعيد البيداغوجية الهامة التي يتهيأ لها القطاع وكذا الأسر منذ بداية الموسم الدراسي، سيما في ظل تسجيل ارتفاع في العدد الإجمالي للمترشحين الذي فاق هذه السنة 1.6 مليون تلميذ مقبل على اجتياز شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا. ويستمر عمل الفريق المعد للمواضيع دون توقف إلى غاية آخر يوم من امتحانات شهادة البكالوريا، إذ يتحول المقر الفرعي للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالعاصمة إلى ما يشبه خلية نحل، لا يتوقف نشاطها إلا حين إتمام كافة العملية، في ظل توفير كافة الشروط لاسيما الإجراءات الأمنية الصارمة حفاظا على مصداقية الامتحانات الرسمية، إلى جانب تسخير الوسائل لطباعة ملايين النسخ من المواضيع، من بينها المواضيع الاحتياطية التي يتم اللجوء إليها في حالة الطوارئ.