قوادرية يلجأ إلى العدالة ومنادي يطالب بتدخل المركزية النقابية للحسم في أزمة مركب الحجار تواصل غياب الإطارات الأجنبية عن المركب لليوم الخامس على التوالي أخذ الصراع على زعامة نقابة أرسيلور ميطال أمس الإثنين منعرجا آخر، بعدما لجأ جناح قوادرية إلى العدالة وتقدم بشكوى رسمية ضد جماعة منادي على خلفية تواجد العشرات منهم في مقر الفرع النقابي، ما يتزامن مع شروع الجهات الأمنية في التحقيق في الشكاوى التي تقدمت بها المديرية العامة للمؤسسة ضد منادي وثمانية من المحسوبين على صفه إثر إقدامهم على تحطيم البوابات الرئيسية للمركب واقتحامها بإستعمال العنف، فضلا عن التهجّم على الإطارات الأجنبية في تجمع عمالي علني بالساحة المحاذية لمبنى الإدارة. في الوقت الذي طالب عيسى منادي بضرورة التدخل الفوري والعاجل لممثلي الإتحاد الولائي للعمال الجزائريين بعنابة من أجل الحسم في مصير الفرع النقابي للمؤسسة، حيث قرر نقل الصراع من المركب إلى مقرّ الإتحاد الولائي لترسيم تنحية قوادرية من منصبه كأمين عام للنقابة، وبالتالي الشروع في إتخاذ الإجراءات المتعلقة بإنتخاب فرع نقابي جديد، مع تأكيده على أن القضية مطروحة على طاولة المركزية النقابية. منادي أكد في اتصال هاتفي ظهيرة أمس مع “النصر” بأنه رمى بالكرة في معسكر الإتحاد الولائي للعمال الجزائريين بعنابة، بعدما كان أول أمس الأحد قد سلم مسؤولي هذه الهيئة نسخة من عريضة سحب الثقة من المكتب التنفيذي للفرع النقابي الذي يقوده إسماعيل قوادرية مرفقة بتوقيعات 3900 عامل، إضافة إلى نسخ من إستقالات 5 من أعضاء النقابة، وهي الوثائق يضيف منادي التي تكفي لتوضيح موقف العمال من الفرع النقابي الحالي، مادامت الأغلبية المطلقة من الكتلة العمالية قد أعربت حسبه عن مساندتها لمخطط سحب الثقة، إضافة إلى كون ثلثي أعضاء مكتب النقابة أعلنوا كتابيا عن إنسحابهم، مشيرا إلى انه بناء على ذلك أودع هذه المستندات وكان قد اتفق مع مسؤولي الإتحاد الولائي على النظر في الوضعية وإشعار عمال أرسيلور ميطال بالقرار صبيحة أمس الإثنين، غير أن الهيئة المعنية التزمت حسبه الصمت إزاء المطلب العمالي “لأسباب تبقى مجهولة”. من هذا المنطلق أشار منادي إلى أن بعض الأطراف في الإتحاد الولائي تحاول دعم قوادرية، لكن هذه الوضعية حسبه “ لن تدوم طويلا ، لأننا كمعارضة للفرع النقابي الحالي مصرون على مواصلة كل المساعي من أجل تجسيد المخطط الرامي إلى تنحية قوادرية من منصبه في أسرع وقت ممكن، و ممثلون عن الجناح المعارض سيقومون هذا الثلاثاء بوقفة إحتجاجية أمام مقر الإتحاد الولائي للتعبير عن إستيائهم من إلتزام الصمت تجاه عريضة سحب الثقة الموقعة من طرف الأغلبية المطلقة من العمال، و بالتالي فإنني أجبرت على إشعار مسؤولين من المركزية النقابية بآخر التطورات”. على صعيد آخر كشف منادي بأن تواجده بالمركب منذ أزيد من أسبوع لا يعني إطلاقا نيته في العودة إلى منصب الأمين العام للفرع النقابي “بل جاء إستجابة للطلب الذي تقدّم به آلاف العمال للوقوف إلى جانبهم في هذه المرحلة، لأن الفرع النقابي الذي قاده قوادرية لم يتمكن من إثبات تواجده في الساحة، مادامت المطالب العمالية لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع، فضلا عن كون الشريك الفرنسي لم يجد أي رد فعل من النقابة في كل المخططات التي سطرها، الأمر الذي حرك مشاعري و أجبرني على التواجد إلى جانب العمال من أجل القيام بتغيير جذري في المؤسسة، رغم أنني سأكون بعد نحو شهر ضمن قائمة المتقاعدين، ولن أترشح لمنصب الأمانة العامة للفرع النقابي، و هدفي الرئيسي هو تخليص العمال من قوادرية و الإدارة الفرنسية التي فرضت سلطتها داخل المركب”. من الجهة المقابلة، جدّد قوادرية تأكيده على أنه يزاول مهامه بصفة عادية وأن حديث منادي عن مخطط سحب الثقة إجراء غير قانوني، مضيفا في هذا الإطار بأن استقالته من النقابة “أمر لا نقاش” فيه بسبب إرتباطاته البرلمانية، فضلا عن كون العهدة ستنتهي في شهر جويلية القادم، والتحضير للجمعية الإنتخابية إنطلق على مستوى الورشات والوحدات الإنتاجية، لكن منادي على حد تصريحه يحاول إستغلال مركب الحجار لتجنب مواجهة ملفات الفساد التي كان قد تورط فيها طيلة العهدة التي شغل فيها منصب الأمين العام للنقابة، وعليه تقرر برمجة مسيرة عمالية حاشدة يوم الخميس القادم داخل المركب “من أجل المطالبة بضرورة إخراج كل الأشخاص الغرباء من محيط المؤسسة، سيما وأن الإطارات الأجنبية كانت قد غادرت المديرية العامة ورفضت العودة إلى مناصب عملها بسبب أجواء التوتر التي تثيرها مجموعة الغرباء بقيادة منادي”. هذا وأشار قوادرية إلى أن النقابة تقدمت بشكوى رسمية إلى الجهات الأمنية والقضائية بسيدي عمار والحجار، على خلفية بقاء العشرات من الأشخاص المحسوبين على جناح منادي داخل مقر الفرع النقابي، مضيفا في سياق متصل بأن الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببلدية الحجار كانت قد وجهت إستدعاءات في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الأحد إلى كل من عيسى منادي و أحد أبنائه وسبعة أشخاص آخرين من النقابيين السابقين للتحقيق معهم في الشكاوى التي أودعتها الإدارة ضدهم، بعد إقدامهم على تكسير البوابات الخارجية للمركب والتجمعات العمالية المنظمة أمام مبنى الإدارة ومقر النقابة، وقد منحتهم الجهات المعنية مهلة أقصاها 8 أيام كما أكد ذات المتحدث بأن الصندوق الوطني للتقاعد أرسل إلى المفتشية الولائية للعمل بعنابة أمسية الأحد مقررة تتضمن إحالة عيسى منادي على التقاعد براتب شهري يقارب 16.5 مليون سنتيم، وهو ما يعني حسبه بأن منادي لم تعد تربطه أية صلة بمركب الحجار. وبخصوص الأجواء السائدة داخل المركب، فإن الهدوء الحذر يبقى يخيم على الورشات مع تلقي أعوان الأمن الداخلي تعليمات تقضي بمنع منادي من الدخول إلى المؤسسة، الأمر الذي إستوجب تعزيز تواجد الفرق الأمنية عند البوابة الرئيسية، رغم أن منادي لم يلتحق أمس بمؤسسة أرسيلور ميطال وظل يترقب موقف الإتحاد الولائي، في حين بقيت مجموعة من المحسوبين على صفه تحكم سيطرتها التامة على مقر النقابة في غياب تام لممثلين عن جناح قوادرية، كما أن غياب الإطارات الأجنبية عن المركب تواصل لليوم الخامس على التوالي رغم أن هذه الأزمة لم تنعكس على التسيير الإداري للمؤسسة بدليل أن العمال تلقوا أمس رواتبهم الخاصة بشهر ماي الجاري.