أعتبر نفسي نصف جزائري و ألبوماتي رأت النور في باريس حاورته مريم بحشاشي قال أنه لم يفكر كثيرا في العرض الذي وصله من الجزائر للمشاركة في قافلة الإمزاد لإيمانه بضرورة الحفاظ على التراث الترقي الأصيل، و الذي يسعى من جانبه منذ سنوات طويلة إلى حمله إلى العالم من خلال تشكيلاته الفنية المتنوّعة التي رأت النور بباريس و حرصه على تقديم ألحان منبثقة من عمق أرض التوارق، و هو سر حفاظه على قيثارته القديمة التي طوّعها على طريقته لتكون على أوزان الموسيقى الترقية و الغربية في آن واحد، إنه الفنان «ريسا آغ واناغلي» عضو سابق بالفرقة النيجيرية «تاكريست آنكال» و مؤسس مجموعته المتألقة «آنتري أنفوس»أو نجم الصحراء الذي سجلنا معه هذا الحوار على هامش عرضه المشترك مع الفنانين الجزائريين ضمن قافلة الإمزاد التي مرت مؤخرا بقسنطينة. عدت إلى أحضان الجزائر التي تربيت فيها، لكن كفنان ملتزم، مؤمن بقضية، هلا أخبرتنا المزيد عن ذلك؟ - صحيح عدت إلى الجزائر التي عشت بها أهم محطات طفولتي و شبابي، و في الواقع لم أغادرها يوما، حتى و أنا مستقر بفرنسا منذ سنوات...و إن جئت اليوم كفنان لم يترّدد و لم يفكر مرتين في عرض اقترحه عليه المبادرين إلى مشروع قافلة الإمزاد، لأن الإمزاد جزء مني، من تاريخي و أصالتي التي أعتز بها و لا أتوقف عن إبراز تراثنا بمسارح العالم. و هذه ليست المرة الأولى التي أشارك فيها في اللقاءات الفنية الدولية للإمزاد بتمنراست. و اليوم أشارك في قافلة الإمزاد التي أقدم فيها مع زملائي الفنانين طبقا فنيا متنوّعا يعكس ثراء إفريقيا و الذي اخترت من خلاله التعريف بالتراث الآييري النيجيري الذي لا يقل سحرا عن الموسيقى الترقية. كيف تعيش جولتك الفنية مع زملائك الجزائريين؟ - قافلة الإمزاد متعة فنية و رسالة محبة أسعد بمشاركتي في نشرها في كل مكان. انتقالك بين ليبيا و الجزائر و النيجر جعلك فنانا متعدد الجنسيات، فأي المحطات أثرت فيك أكثر؟ - أعتبر نفسي نصف جزائري ونصف نيجيري، وانتقالي بين ليبيا و النيجر و الجزائر منحني فرصة أكبر لاغتراف أكبر قدر من الفن الأصيل، و من التراث الأمازيغي الصحراوي و الإفريقي الأصيل. عرفك الجمهور بالتشكيلة النيجيرية «تاكريست آناكال» و سرعان ما أسست تشكيلتك الخاصة «آنتري آنفوس»بباريس، هلا حدثتنا عن هذه المغامرة؟ - تركت المدرسة من أجل الفن الذي ولجت ساحته في نهاية الثمانينات و كان لي الحظ في التتلمذ على يد عازف القيتار الترقي المشهور عبد الله أومبادوغو ، و التحقت بفرقة «تاكريست آناكال»التي غادرتها و عدت إليها مرة ثانية قبل أن أنشئ فرقتي الحالية «آنتري آنفوس» و قبلها فرقة بليبيا لم يكن لها إسم لكن الكثيرين كانوا يدعونها على اسمي «ريسا»...و أنا و رفاقي بأنتري آنفوس»نعمل على إيصال الموسيقى الصحراوية إلى أبعد الحدود من خلال الحفاظ على اللوحات الإفريقية الأصيلة سواء على مستوى الأزياء أو نوعية الآلات الموسيقية و الأطباق النغمية التي نختارها بعناية كبيرة. تعزف التأثيرات الغربية بنفس البراعة التي تؤدي بها التأثيرات التراثية الأصيلة الخاصة بالتوارق و على قيثارة واحدة، أخبرنا عن سر هذه الآلة؟ - لا يوجد سر و إنما هي تعديلات بسيطة تمكننا من التحكم في الأوزان التي غالبا ما نحاول أن نجمع من خلالها بين الموسيقى الغربية بتأثيرات البلوز و الجاز و التراث الموسيقي الصحراوي الأصيل القريب إلى حد كبير من هذه الموسيقى الكونية، و الآلة عادية لكنها تعني لي الكثير. حدثتنا عن ألبوماتك؟ في الواقع ألبوماتي غير موّزعة بإفريقيا و هي موجودة أكثر بأوروبا و آخرها ألبوم «آكال» الذي يعني الأرض،و يتكوّن من أربعة أغاني منها «آيثما»أي المواطن و كذا أغنيتي «مدان» و «شاغات»العاطفيتين.