- أكد المدرب الوطني السابق عبد الرحمان مهداوي، بأن الفوز الذي حققه رفقاء سوداني أول أمس، لا يجب أن يحجب نقائص الخضر، خاصة على مستوى الدفاع الذي مازال لم يجد بعد توازنه، معبرا في حوار للنصر عن ارتياحه للمردود الذي قدمه سليماني الذي رد بفعاليته على المشككين في قدرات اللاعب المحلي . *في رأيك ما الذي صنع الفارق في المباراة أمام غامبيا؟ الفارق صنعته إرادة اللاعبين. لقد أحسسنا بأن هناك رغبة و إصرار كبريين لدى المجموعة التي كانت تريد تحقيق الفوز، خاصة بعد الخسارة أمام مالي التي لم يهضمها اللاعبون، هذه الرغبة ترجمها اللاعبون من خلال تحركاتهم في بداية اللقاء، وتجلت هذه الرغبة في لقطة الهدف الأول الذي سجله سليماني، بضغطه على الحارس و المدافع للحصول على الكرة، وهو ما يكشف عن إرادة اللاعب و بالتالي المجموعة على تحقيق الفوز مهما كانت الظروف، و تكررت هذه الحالة بشكل كبير في الهدف الثالث لنفس المهاجم الذي كانت له الشجاعة لوضع قدمه لتحويل مسار الكرة، هناك نوع من الأهداف ليس نتاجا لجملة تكتيكية و إنما ناجمة عن إرادة اللاعب و رغبته في التهديف ، وهذه من الأمور الإيجابية التي تحسب للاعبين . *ما هي النقائص التي رصدتها رغم الفوز؟ كل مباراة تحمل في طياتها النقائص و الإيجابيات، والتي يمكن رصدها مقارنة بمستوى وقدرات المنافس، و من الطبيعي أن تكون هناك نقائص في كل مباراة ، و الأمر لم يختلف أول أمس، وحسب ملاحظاتي فإن الناخب الوطني مازال لم يجد بعد الحلول المناسبة لمشكلة الظهير الأيمن، ولم يجد اللاعب المناسب في هذا المركز، في المباراة أمام رواندا اعتمد على حشود و أمام مالي على بوزيد و أول أمس على مهدي مصطفى ، وهي دلالة على أن المدرب لم يستقر بعد على لاعب بعينه في هذا المنصب، وهذا يؤثر بشكل كبير على استقرار الدفاع الذي يعد توازنه من الأمور الهامة جيدا في أية تشكيلة، و هنا يجب أن نطرح سؤلا أراه مهما عن أسباب غياب بوزيد الذي جربه الناخب الوطني في مركزين مختلفين في المبارتين أمام كل من رواندا و مالي، ليجد نفسه في مباراة أول أمس في المدرجات ؟ ، وأرى انه لم يكن سيئا في المباراة الفارطة التي تجعل من المدرب يضعه خارج حساباته في المباراة أمام غامبيا . *من الذي شد انتباهك في مباراة أول أمس؟ ما شد انتباهي هو الإرادة الكبيرة التي تحلى بها اللاعبون الذين كانوا يريدون تحقيق الفوز، وهذا أمر مهم في الفريق الوطني، حيث كانت المجموعة مركزة على هذا الجانب ، حتى أن هذه الرغبة و الإرادة في حسم الأمور مبكرا أثرت على انضباطهم التكتيكي، حيث لاحظنا في بعض فترات اللقاء خاصة في الشوط الأول أن بعض اللاعبين كانوا يغيرون مواقعهم بدون جدوى على غرار ما قام به سوداني و مجاني و قادير و سليماني. وهذا ينم في رأي على نوع من القلق لدى العناصر الوطنية التي كانت تريد الوصول بسرعة إلى منطقة المنافس، غير أن الأمور تحسنت بشكل كبير في الشوط الثاني بعد توجيهات المدرب بين الشوطين ، حيث لاحظنا انضباطا تكتيكيا، مع تحكم أحسن في الكرة ونضجا في بناء الهجومات. *هل تعتقد أن اللاعب المحلي أثبت قيمته في الفريق الوطني؟ ما قدمته العناصر المحلية خير رد على المشككين في قدرات اللاعب المحلي، الذي يتوفر على كل المؤهلات البدنية و الفنية و الروح القتالية التي تمكنه من حجز مكانه و بكل سهولة في الفريق الوطني، فاللاعب المحلي مازال يتمتع بتلك الرغبة في إثبات ذاته و التألق وما قدمه سليماني أو حشود كاف لإسكات الأفواه التي قللت من قيمة اللاعب المحلي الذي يبقى بحاجة فقط إلى الثقة، ومنحه الفرصة للإثبات قدراته، شخصيا لم اشك لحظة في قدرة اللاعبين الذين ينشطون في البطولة المحلية على تقديم الإضافة المطلوبة، على الأقل اللاعب المحلي دائما جاهز لتبية دعوة الفريق الوطني، وليس بجاحة إلى معاملة من نوع خاص أو البحث عن أصوله للتأكد من انه جزائري لدعوته لتقمص الألوان الوطنية، اليوم لدينا عدة لاعبين في الفريق الوطني يمكن لهم أن يشكلوا دعامته الأساسية . *ما المطلوب من الخضر في المرحلة القادمة؟ أن يواصل الفريق الوطني على نفس النهج ، خاصة فيما يخص الفعالية في الهجوم، فمنذ سنوات لم يسجل الفريق الوطني نتائج عريضة بهذا الشكل، غير انه يبقى على المدرب الوطني إعادة النظر في تركيبة الدفاع ، حيث أصبحت التشكيلة تتلقى أهدافا عن طريق كرات ثابتة كما كان الشأن في مباراة مالي و القدفات من بعيد كما حدث في مباراة أول أمس، هو ما يتطلب تنظيما دفاعيا جديدا، خاصة وأن المرحلة القادمة ستكون فيها المنافسة عالية المستوى بمواجهات مع منتخبات قوية، وبالرغم من هذه الملاحظات و النقائص المسجلة ، يمكن أن نتفاءل بمستقبل الفريق الوطني .