يمكننا التنبؤ بميلاد منتخب جديد - أشاد المدرب الوطني الأسبق عبد الرحمان مهداوي بالوجه الطيب الذي ظهر به الخضر في المباراة أمام رواندا، معتبرا في تصريح للنصر الفوز العريض والحيوية الكبيرة في اللعب، مؤشرا لعودة الكرة الجزائرية إلى سابق عهدها. وقال مهداوي إن لقاء أول أمس جسد بما لا يدع مجالا للشك المنحى التصاعدي للأفناك، والنسق المتواصل لمنتخبنا، فضلا عن استعادة الروح التضامنية والثقة بالنفس، مضيفا أن التشكيلة الوطنية التي حملت أسماء جديدة كانت في مستوى ثقة الجماهير الرياضية، بفضل روحها القتالية والتنوع في اللعب وتغيير المناصب، ما جعلها تهيمن برأيه على مجريات اللعب وتحتكر المنطقة الإستراتيجية :» صراحة وقفت على فريق متكامل ومتجانس في خطوطه الثلاثة، بغض النظر عن انضباطه التكتيكي ونزعته الهجومية والفعالية الكبيرة في القاطرة الأمامية، ما يجعلنا نتنبأ بمستقبل واعد للفريق الوطني». وفي سياق متصل اعتبر هذه المباراة فرصة لبعض العناصر الجديدة للكشف عن قدراتها وإبراز مؤهلاتها، في صورة سوداني وسليماني وحشود ما يجسد في نظره تخلص ثعالب الصحراء من احتكار المناصب ونقص المهاجمين:» لو نحاول تشريح مجريات المقابلة من الجانب الفني ، نجد بأنها كانت استكمالا للعمل الذي قام به الجهاز الفني في اللقاء الودي ضد النيجر، بمعنى آخر أن اللاعبين كسبوا الثقة بالنفس الضرورية ونجحوا في فك العقدة، بعد أن تحرروا نفسيا». من جهة أخرى ذكر مهداوي أن التنوع في اللعب، ومن وراء ذلك التمريرات في العمق التي أثمرت الهدف الأول، إلى جانب فنيات فيغولي وبودبوز ومعها المهارات الفردية للمجموعة، شكلت سلاح الخضر في هذه المواجهة وزادهم الحقيقي، مشيرا إلى أن «الكوتشينغ» الذي قام به حليلوزيتش أعطى ثماره، حيث منح للعناصر الوطنية هامش أوسع للمناورة أمام منافس صمد 20 دقيقة قبل أن ينهار ويكتفي بالدفاع عن منطقته على حد تعبيره. إجمالا وصف محدثنا الفوز الساحق على رواندا، بأولى الخطوات على درب التأهل للمونديال، ولو أنه أصر على ضرورة مواصلة العمل بنفس الجدية والصرامة، مع معالجة بعض النقائص سيما على مستوى الخط الخلفي والتغطية.