فاتنة السول و الروكستيد تلهب مسرح قسنطينة ألهبت النجمة الأمريكية نيكول سلاك جونس سهرة أمس الأول المسرح الجهوي بقسنطينة حماسا بعد أن استسلم الجمهور الذي غصّ به الركح لمختاراتها الغنائية الخفيفة فرقص لأكثر من ساعتين دون توّقف تحت وقع الموسيقى الصاخبة التي زلزلت التحفة المعمارية. ابنة الساكسوفونيست المعروف "فيليب ماثيو سلاك سينيو" و مغنية الغوسبيل "جودي" أمتعت السمراء نيكول سلاك جونز"جمهور ديماجاز بأطباقها المتنوعة الحاملة لخلطات نجوم موسيقى السول، الغوسبيل، الروكستيدي مستحضرة بذلك أرواح كل من ملكة السول آريتا فرانكلين التي لم تخف ولعها و تقليدها لها، و سحر ويتني هيوستن...و غيرهن من عمالقة الفن الأمريكي الذي وعدت الفنانة جمهورها منذ بداية حفلها بحمله في رحلة مثيرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية و هو ما جسدته من خلال التنويع الكبير الذي عرفته فقرتها الموسيقية المستمرة أكثر من ساعتين تحت هتافات الحضور المعجب و التي لم تستطع معها مغادرة الركح، دون تلبية رغبة جمهورها المتحمس. نيكول سلاك جونز التي أطلت على جمهورها بفستان أسود و حذاء أحمر بلون اللهيب الفني الذي أشعلته بصوتها القوي، كررت مرارا عبارة أحبكم ردا على هتافات الشباب المتيّم بموسيقى السول و الروكستيدي التي حوّلت الفضاء الثقافي إلى حلبة رقص مفتوحة زلزت أرضيتها و شرفاتها تحت أقدام المستسلمين لسحر مقاطعها التي تشابهت من حيث الإيقاع الصاخب، فكان طبقها يحمل بهارات آريتا فرانكلين بأغنيتها الشهيرة"روك ستيدي" و "أنجل" و غلاديس نايت ب"ميدنايت تراين تو جورجيا" ثم ويتني هوستن بأغنيتها الرائعة"سايفن آول ماي لوف فور يو"مع إضافتها لمستها الخاصة من حين إلى آخر ك "أو بيبي يور ماين"،"سبين ديس ريكورد"، "بيزو،بيزو"قبل أن تختمها ب"دي دوي بريك آب تو مايك آب" و التي سبقتها برائعة جايمس براون "ديسيز آمان وورد"و قبلها فيفر الذي زادت معها حمى القاعة، حيث نافس الجمهور النجمة الأمريكية و خطفوا منها للحظات عديدة الأضواء، بعد أن أثاروا اهتمام وسائل الإعلام التي سلطت عليهم الأضواء لما أثاروه من حماس ملفت. و تشابهت سهرة نيكول سلاك بسهرة بوني فيلدز العام الماضي من حيث الحماس الملفت الذي نجحت في زرعه بالقاعة و هي تدعو العازفين واحدا واحدا لمرافقتها في أهم المقاطع القوية التي تصدح بصوتها الساحر و براعة عزف مرافقيها الذي سبق لجمهور ديماجاز اكتشافهم في الطبعة السابقة إلى جانب النجم بوني فيلدز و على رأسهم حبيبته عازفة الساكسوفون "ناديج ديما" و عازف الترامبون"بيير شابريل و عازف الكلافيي جيري ليونيد... و قد زاد تحكم التقنيين المشرفين على المؤثرات الضوئية في الألوان من حماس الجمهور و الفنانين على حد سواء، فغاصت نيكول سلاك جونز في عمق بحر الموسيقى المختزلة لتاريخ و معاناة الزنوج الأمريكيين و هي ترقص رقصة العبيد. و كانت سهرة الأربعاء مشرقية النكهة بأنامل عازف العود التونسي ظافر يوسف و صوته الشدي، حيث استمتع عشاق العود بالوصلات المختارة لنجم السهرة التي دعا في الفقرة الثانية من السهرة كل من عازف الكمان الجزائري خير الدين مكاشيش و القيتاريست الفرنسي ذو الأصول الفيتنامية و أحد الوجوه المعتادة بمهرجان ديماجاز"نغوينلي". و قدم الفنان في السهرة السابعة لديماجاز مجموعة معزوفات من ألبومه الأخير "ربسودة أبو نواس"( القصيدة الملحمية لأبو نواس) تخليدا لروح هذا الشاعر ذو الأصول العربية الفارسية. و للإشارة فإن برصيد الموسيقي التونسي ظافر يوسف سبع ألبومات منها "المسافر"، "ملاك"... و غيرها من مؤلفاته الخاصة التي ألّح الجمهور على سماع بعضها و بالأخص تلك الموسومة"موجات مشرقية". و عرفت السهرات الأخيرة لديماجاز إقبالا كبيرا لجمهور الشباب أكثر من الليالي الأولى التي شهدت حضورا محتشما، خاصة في السهرتين الأولتين، أين بقيت الكثير من مقاعد المسرح الجهوي شاغرة رغم تأكيد المنظمين لنفاذ تذاكر الدخول، في الوقت الذي لوحظ فيه تزايد المدعوين و المستفدين من الدخول المجاني منذ الليلة الثالثة لهذه التظاهرة الدولية التي مددت و لأول مرة منذ 10سنوات إلى 10أيام كاملة. و للتذكير فإن السهرة الختامية ستكون من إمضاء مطوعي الموسيقى الالكترونية بتشكيلات الديجي الصاخبة التي سيرافقها عازفوا الآلات النحاسية و على رأسها الساكسوفون.