انخفاض فاتورة استيراد الحبوب إلى 50 بالمائة خلال السنة الجارية شدد وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى أول أمس بتيارت على ضرورة تجنيد كل طاقات التخزين المتاحة لاستقبال محاصيل الحبوب لهذه السنة والتي من المتوقع أن تبلغ 58 مليون قنطار ما سيوفر نصف فاتورة الاستيراد . ولدى اعطائه إشارة انطلاق حملة الحصاد والدرس ببلدية سيدي الحسني بتيارت، قال الوزير أنه يجب استغلال كل وسائل التخزين التابعة للقطاع العام وفي حالة الضرورة اللجوء إلى الوسائل المتوفرة لدى الخواص وحتى إن تطلب الأمر تجنيد وسائل بمناطق أخرى لتخزين محاصيل الحبوب. وأشار بن عيسى إلى أن انتاج الحبوب عرف خلال هذا الموسم تحسّنا بمختلف مناطق الوطن ويرتقب حسب التوقعات تحقيق 58 مليون قنطار على المستوى الوطني، مضيفا أن الدولة جنّدت كل الوسائل لإنجاح حملة الحصاد والدرس ومنها 9500 حاصدة حيث بالإمكان لكل حاصدة انجاز 350 هكتارا وشدّد في هذا الصدد على التنظيم الميداني حتى يتم توفير الحصادات بمختلف مناطق الوطن. وفي ذات السياق توقع المدير العام للديوان الجزائري المهني للحبوب نور الدين كحال أول أمس، أن تنخفض فاتورة استيراد الحبوب هذه السنة 2012 إلى نسبة 50 بالمائة مقارنة بما كانت عليه في 2011 وذلك بفضل وفرة المنتوج الفلاحي هذا الموسم، وأوضح ذات المتحدث على هامش زيارة العمل والتفقد لوزير الفلاحة والتنمية الريفية، أن هذا الانخفاض سيسجل بفضل الوفرة الكبيرة في الإنتاج المنتظرة مع نهاية موسم الحصاد والدرس الحالي لا سيما في منتوج القمح الصلب واللين، بحيث يتوقع أن تنتقل فاتورة استيراد من 2.8 مليار دولار في 2011 إلى حوالي 2.1 مليار دولار خلال هذه السنة. وأضاف ذات المسؤول، أن إنتاج الحبوب لهذا الموسم سيكون وفيرا ومرتفعا جدا بفضل التساقطات المطرية التي شهدتها عدة مناطق بالوطن لا سيما تلك التي تشتهر بزراعة هذا المحصول على غرار تيارت وتيسمسيلت وغليزان ومعسكر وباتنة والمسيلة والجلفة، وأشار كحال، إلى أنه بفضل مجهودات كل المنتجين فإن الوفرة الوطنية من منتوج الحبوب سترتفع مما يسمح حسبه بتغطية حاجيات السوق الداخلية على المدى القريب لنصل إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في محصولي القمح الصلب والشعير. كما أفاد المدير العام للديوان الجزائري المهني للحبوب من جهة أخرى، أنه ستنطلق بعد أقل من شهر أشغال انجاز وحدة تخزين الحبوب بسعة 200 ألف قنطار بمنطقة سيدي منصور “خميستي" والذي ستشرف على تجسيده مؤسسة أجنبية حيث من المتوقع أن تنتهي الأشغال قبل بداية حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي المقبل 2012-2013. وفيما يتعلق بالتأخر الذي واجهه انطلاق هذا المشروع أوضح ذات المسؤول أن ذلك راجع لطول مدة الإجراءات الإدارية والمتمثلة في المناقصات الدولية التي أطلقها الديوان الجزائري المهني للحبوب والتي تخص إضافة إلى انجاز وحدة التخزين بسيدي منصور تجسيد 39 مخزنا للحبوب على المستوى الوطني. وأكد كحال أن كل الاحتياطات الضرورية قد اتخذت لإنجاح موسم الحصاد والدرس بولاية تيسمسيلت والمتمثلة في تجنيد كل وسائل التخزين بالمنطقة مضيفا أنه في حالة ما إذا كان إنتاج الحبوب وافرا هذا الموسم سيتم تحويل المخزون من هذا المحصول إلى نقاط تخزين إضافية بالولايات المجاورة على غرار تيارت والجلفة.