" طجين العين " قد يختفي من مائدة رمضان تضاعف سعر الزبيب والمشمش المجفف هذه الأيام في أسواق قسنطينة القديمة وهما أهم مكونات طاجين العين كما يسميه القسنطنيين أو الحلو في أماكن أخرى الذي عادة ما يبدأ به أبناء المدينة العتيقة أولى أيام صومهم حتى تكون كل أيام رمضان حلوة حسب الإعتقاد السائد كما وقفنا عليه ونحن على بعد ثلاثة أيام من الشهر الفضيل . الزبيب الذي كان يقدر ثمنه الموسم الماضي مابين 400 دج و500 دج قفز هذه الأيام في كل مواقع البيع والأسواق العتيقة إلى 800 دج وهي نفس أسعار المشمش المجفف فيما بقي البرقوق المجفف(العين) على نفس الوتيرة 400 دج وقفز كذلك اللوز من 800 دج إلى 1200 دج وهي مكونات الطبق المفضل عند القسنطنيين إضافة إلى أن الكثير منهم يستعملون الزبيب في تحضير طبق السحور المتمثل في"المسفوف" المعروف في معظم أرجاء الشرق لقيمته الغذائية وخفته على المعدة جراء تكونه من سكريات بسيطة سريعة الهضم وصحية. هذه الأسعار جعلت من تحدثنا إليهم من التجار يقولون أن الأسعار تخضع للعرض والطلب وأنهم لا يد لهم في غلاء هذه المواد لأنهم آخر حلقة في سلسلة تسويقها بدء من المستورد فيما لاحظنا أن معظم المستهلكين كانوا في وضعية استطلاع للسوق قبل فترة الشراء ولم نلاحظ خلال جولتنا من أقدم على الشراء. هذه المواد وإن لم تكن أساسية فهي تدخل في تحضير أطباق تعتبر موروثا شعبيا يميز هذه الحاضرة العتيقة وسيمة من عادات قسنطينة القديمة التي توارثتها الأجيال.فهل يأتي يوم يتسبب فيه الغلاء في اندثار بعض العادات المتوارثة في مدينة الصخر العتيق.