القناوة وراينا راي والشاب رمزي في سهرة رمضانية مميزة بعد راحة لمدة ثلاثة أيام عادت الحيوية والنشاط إلى ركح ومدرجات مسرح الهواء الطلق محمد وشن، الذي يحتضن فعاليات مهرجان ليالي سيرتا في طبعته الثانية، حيث عاش الجمهور والعائلات القسنطينية أول سهرة رمضانية، والتي كانت مميزة مقارنة بالسهرات الأربع الأولى. الميزة الأولى هي ارتفاع عدد الجمهور بنسبة كبيرة، رغم تخوف المنظمين من المقاطعة بسبب شهر الصيام، لكن أخذ كل الاحتياطات خاصة التوقيت بعين الاعتبار، من خلال منح الجمهور الوقت الكافي لأداء الشعائر الدينية (صلاة التراويح)، كان وراء هذا الإقبال الكبير، كما تكون فرقة راينا راي التي شاركت السنة الماضية في الطبعة الأولى، وفرقة قناوة القسنطينية التي أمتعت عشاق الأغنية المغربية الملتزمة بأغاني للفرق المعروفة كجيل جيلالة وناس الغيوان.... ففرقة قناوة التي خصصت لها 45 دقيقة تجاوزت هذا التوقيت بحوالي الضعف، وهذا بالنظر إلى تجاوب الحضور مع هذا الطابع المميز، على الرغم من أن أكثر من 90 بالمائة منهم لا يعرف هذه الفرقة التي تأسست سنة 1975، والتي تعتبر من أقدم الفرق في الجزائر عامة وقسنطينة على وجه الخصوص، على غرار فرقة الجوالة بقيادة مصطفى بن زراري (نائب المدير الحالي لمسرح الهواء الطلق)، المغني والممثل المسرحي نجيب زروق والأستاذ الجامعي صايغي... ولضمان التواصل واستقطاب الجيل الجديد، عزفت الفرقة على الوتر الحساس من خلال أداء إحدى أغانيها الجديدة بعنوان " يا سنفور"، والتي تجاوب معها أنصار النادي الرياضي القسنطيني. على العكس من ذلك عرفت فرقة راينا راي كيف ترضي الجميع باحترافية كبيرة، سواء بانتقاء الأغاني وإشراك الجمهور في الاداء، خاصة الأغاني المشهورة على غرار "يا الزينة ديري لاتاي" أو "أرايي هكذا هكذا"، مع تقديم الإهداءات لأنصار الفرق الثلاثة (السنافر، الموك و لايسكا)، وقد أبدع قادة زينة في الأداء خاصة برقصاته البهلوانية فوق الركح وحتى وسط الجمهور، ما ألهب مدرجات المسرح وجعل من الصعوبة بما كان على الفرقة المغادرة. وختام السهرة المفاجأة التي اكتشفها الجمهور القسنطيني لأول مرة، والمتمثلة في ابن عين مليلة الشاب رمزي، والذي أبدع بدوره في اداء الأغنية الشبابية التي كانت مزيجا من الراي والأغنية السطايفية العصرية، ما جعل الشبان يتناسى التعب وظل يرقص إلى ما بعد الساعة الواحدة ليلا. حميد بن مرابط انقطاع التيار الكهربائي كاد يفسد السهرة تفاجأ جمهور مسرح الهواء الطلق سهرة أول أمس بانقطاع التيار الكهربائي في مناسبتين، ما تسبب في توقف الأجهزة الصوتية، المرة الأولى عندما كانت فرقة قناوة فوق الركح، ليتكرر السيناريو مع فرقة راينا راي، ما أغضب الجمهور الحاضر الذي احتج بطريقته الخاصة، ولكن عناصر الفرقتين عرفت كيف تمتص غضبهم من خلال تلبية رغباتهم، وأداء الأغاني التي يعشقونها ويحبون الرقص على إيقاعها. للإشارة فإن الأجهزة التقنية والديكور العام الذي انبهر به كبار الفنانين الجزائريين والعرب، على غرار صابر الرباعي، نبيهة كراولي ونوال الزغبي ... إلى جانب جميلة، خلاص، الخالدي وبن زينة وغيرهم، لم يسبق وأن تعطلت منذ بداية مهرجان ليالي سيرتا في طبعتها الأولى، لكن خبرة المكلفين بالإشراف عليها مكنتهم من تصليح الخلل بسرعة فائقة.