فتى الجبل «يزلزل» مسرح الهواء الطلق الدبكة اللبنانية دوت على ركح مسرح الهواء الطلق لتخطف الكرى من عيون القسنطينيين وتذهب عن المدينة سباتها الليلي حيث ظلت متقدة في سهرة جمعتها بالفتى الجبلي ابن بلاد الكرز اللبناني المطرب فارس كرم الذي أبدع وأمتع الجمهور القسنطيني في السهرة الثانية من ليالي سيرتا. صمدت العائلات ولم تغادر المدرجات التي ظلت مكتظة على الرغم من تأخر انطلاق السهرة التي تجاوزت الحادية عشر ليلا، حيث تأخر وصول المطرب فارس كرم الذي انتقل الى مدينة قسنطينة من العاصمة برا بسبب اضراب مضيفي الخطوط الجوية الجزائرية، لهذا السبب لم يبدأ الحفل في موعده مسجلا تأخرا ب 3 ساعات كاملة.. ومع هذا انتظر الجمهور ربما لأن الضيف يستحق كل هذا الانتظار.. وقبل نصف ساعة عن بداية الحفل وصلت الفرقة ومعها بدأت اللوحة تكتمل وعادت الحيوية الى المدرجات مع دوي الدبكة اللبنانية الأصيلة والأنغام الموسيقية التي أرقصت الجمهور الساهر رغم التعب البادي على الجميع نتيجة حرارة الجو والانتظار، ليطل بعدها النجم فارس كرم فتلتهب المدرجات.. حيث وقف محييا جمهوره وتبدأ الوصلة الأولى من السهرة التي تواصلت الى الساعة الثانية صباحا تقريبا، واستهل بأغنيته الشهيرة “التنورة». فاكتشف في هذه الأثناء أن الجمهور المتواجد معه على المدرجات يعرف كل أغانيه وهو ما شجعه على انتقاء أجمل الباقات التي اشتهر بها مثل “دخيلك شكلك جنني” التي رددها الجمهور معه كاملة، و “أعنية عليها أغلى جوزعيون» التي أداها معه الجمهور كاملة، وبلغ به الحماس لحد نزوله وسط الجمهور فكانت صورة أخرى حيث رقص الجميع على أنغام الدبكة، ليعود بعدها المطرب فارس كرم الى الركح مطمئنا الحضور الذواق فأهداه قطعة دافئة نزلت بحميمية على قلوب عشاقه عندما ردد مبتسما (وان تو ثري فيفا لالجيري). وتوالت الاغاني وتوالت معها الرقصات حيث أبدت العائلات القسنطينية تجاوبا كبيرا مع هذه السهرة التي استمرت الى غاية الساعة الثانية صباحا تقريبا دون أن يشعر فيها الفنان فارس كرم ولا حتى طاقمه الفني بالتعب نتيجة مشاق السفر، وظل وفيا لجمهوره بالإستجابة لطلباته بتقديم الأغاني التي تلقى الرواج في الجزائر خاصة وأن الفنان اللبناني يعد من المطربين العرب الشباب خاصة من محبي الأغنية العصرية الشبابية. ابنة قفصة اندمجت مع الدفء الجزائريوأطربت ابنة الجنوب التونسي الفنانة نبيهة كراولي جمهور مسرح الهواء الطلق في الليلة الثالثة من سهرات سيرتا التي تتواصل في أجواء جد حماسية للاقبال الكبير من طرف العائلات. نبيهة كراولي بعثت دفء الأغنية الصحراوية الأصيلة حيث بعثت الحرارة في المدرجات وأرقصت الحضور تحت الزغاريد.. وأظهرت ولوعها بالأغنية الجزائرية من خلال أدائها لأغاني رابح درياسة.. «نجمة قطبية» و «أنا عربية» أعطت انطباعا بأنها فنانة أصيلة تحرص على بعث الأغنية العربية بكل ألوانها، فمن أغاني درياسة الى الأغاني السوفية للمطرب عبد الله مناعي فكانت لوحة فنية تفوح بعبق التراث حيث امتزجت ألوانه بألوان الطيف المغاربي الذي ينضح بكل ما فيه من معالم الأصالة. الجمهور الساهر تجاوب مع ابنة قفصة التي استطاعت أن تكسب وده بأغانيها الجميلة وأدائها الرائع، وهي التي رددت كثيرا “ أنا جزائرية”. مدرجات المسرح كانت مليئة بالعائلات ما زاد حماسة الفنانة كراولي التي اندمجت بسهولة في السهرة بدت عليها علامات الارتياح وهي تشاهد تجاوب المدرجات معها، فألقت بالتحية للجزائر الشامخة بشموخ أبطالها ورجالها، حيث رددت طيلة السهرة بأنها ليست غريبة عن هذا الجمهور الذي أكرمها بالحضور لتشجيعها والوقوف معها في مشوارها الفني. السهرة التي تواصلت من الساعة العاشرة الى غاية منتصف الليل عرفت أحداث مثيرة صنعها الجمهور الساهر وكذلك أعضاء الفرقة الذين عبروا عن حبهم للجزائر، حيث كشفت الفنانة أن أعضاء الجوق طلبوا منها مواصلة السهرة لما لقوه من هذا الجمهور من مشاعر الحب، فتواصل الحفل حيث قدمت الفنانة التونسية أطباقا شهية من تراث الخضراء بنكهة مغاربية متجذرة في الأصالة. ع. مرزوق