طيار ليلى وبحسب ما وقفت عليه آخر ساعة بعين المكان في ساعات متقدمة من صباح امس ، فإن الحريق حول المنطقة إلى خراب حقيقي، إذ لم تستثن ألسنة اللهب شيئا يذكر، وأتت على كل ما جاء في طريقها، حتى تحول المكان إلى أكوام من الرماد والحديد والبلاستيك المنصهر بعد أن دام الحريق لأكثر من 5 ساعات إلتهمت النار على كل شيء على غرار السلع التجارية و أرشيف الإدارة مع العلم ان المساحة الإجمالية للمكان تقدر ب 8 آلاف متر مربع ، كما تسببت في انهيار الجدران الأسقف وبعض الواجهات حتى أن ألسنة النيران والدخان الكثيف والمتصاعد من موقع الحريق، كان يهدد خانات سوق الشيفون المحاذية للسوق ، بحيث لم تسلم البعض منها التي لا تبعد إلا أمتارا قليلة عن موقع الكارثة . هذه الأخيرة خلفت وراءها خسائر كبيرة تجاوزت قيمتها 4 ملايير دينار سيما ان أغلب أصحاب الخانات لجؤوا إلى إقتناء سلع جديدة تحضيرا لعيد الأضحى . كما تسبب الحريق في إصابة حارسين ليليين من أصل 4 بحروق متفاوتة الخطورة إستدعت نقل أحدهما إلى مصلحة الإستعجالات بمستشفى إبن رشد لتلقي الإسعافات .هذا فقد عاشت عنابة نهار الأحد حالة من الهلع بحيث تجمهر مئات المواطنين بجوار اكبر مجمع تجاري بالمنطقة إضطر على إثر ذلك أعوان الأمن و الحماية المدنية إلى تفريقهم ، ولم تصدق الغالبية أن سوق الصفصاف تحول بين ليلة وضحاها إلى خراب، علما أن هذا المركز التجاري يشهد توافد ألاف الأشخاص يوميا وعلى مدار أشهر السنة. أصحاب الخانات:‘الحريق أحالنا على البطالة ‘‘ حالة من الغليان و الغضب لمسناه لدى أصحاب خانات سوق الملابس بالصفصاف. على إثر الحريق الذي اصاب المكان و الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها .فتكلموا كثيرا عن الحادثة وشكوا إلينا وضعيتهم بعد الكارثة طارحين إنشغالاتهم التي أرادوا إيصالها عبر أسطر جريدتنا . فقد فقدت أكثر من 1000 عائلة مدخولها جراء هذه الكارثة التي أصابت مصدر رزقهم و أضحوا عاطلين عن العمل دون مصدر يكسبهم قوت يومهم فقد كان مصدرهم الوحيد حتى ان أغلبهم يعيش من التجارة بهذا المركز . مؤكدين انهم يشغلون هذه الخانات منذ عدة سنوات تحملوا فيها الظروف الجوية تحت أسقف القصدير دون تذمر، لتتحول ممتلكاتهم بين ليلة وضحاها إلى خراب، هذا ما دفع بعدد كبير منهم إلى الإحتجاج والتجمهر، مطالبين بتعويضات مالية عن الخسائر المادية التي لحقت بهم و إستعادة مكان عملهم متحدثين في ذات السياق عن دور السلطات المحلية التي أضحوا لا يثقون بوعودها مستشهدين في ذلك بما حدث لنظرائهم في سوق الفلاح بحيث اخبرونا أن ثقتهم بها تكمن في المكان وانهم لن يتوانوا عن تصعيد لهجتهم الإحتجاجية في حال عدم إستجابة الجهات المعنية لمطالبهم المشروعة لأنهم إعتبروا الحادثة تعديا صارخا عن حقوقهم كمواطنين جزائريين لكنهم لن يصمتوا إن لم تحرك السلطات ساكنا لإيجاد حل لوضعيتهم لأنها بذلك ستضطرهم إلى إتباع أساليب أخرى . حتى ان نبرات الغضب في احاديثهم سريعا ما تتحول إلى أصوات حزينة إنهالت عليها ثقل المسؤوليات بتسديد قيمة الديون المتراكمة على عاتقهم وتوفير مصاريف عائلاتهم سيما مع إقتراب عيد الأضحى هذا الأخير الذي يفرض مسؤوليات أخرى من جهة والخسائر التي إرتبطت به من جهة اخرى نظرا لقيمة السلع التي إقتنوها لتغطية إحتياجات هذا الموسم. و بعبارات نقلناها عن ألسنهم لن نتخلى عن مكاننا و سنسترجعه مهما كان ثمن ذلك حتى لو إضطرنا الوضع إلى إكتساح المكان عبر خانات. مدير سوق الصفصاف لآخر ساعة : ‘‘الحريق مدبر و مرتبط بالنزاعات الموجودة على مستوى الإدارة ‘‘ إستبعاد سيناريو أن تكون الحادثة بسبب شرارة كهربائية هذا ما اكده لنا مدير شركة الوفاء (سوق الصفصاف) أثناء زيارته لمقر جريدة آخر ساعة . هذا و قد أضاف في سرد تفاصيل الأحداث أن الشركة تعيش حالة إضطراب و اللاإتفاق منذ سنوات بين مساهمي الشركة البالغ عددهم 39 مساهم بحيث عرفت هذه الأخيرة نزاعات منذ 2007 فصلت فيها جهات قضائية بعد ان قامت مجموعة من المساهمين بالإستيلاء على الإدارة دون إتباع الطرق القانونية في ذلك هذا ما ادى بالإدارة السابقة إلى رفع قضية لإستعادة منصبها حكم في شانها بإسترجاعه في أفريل 2009 لم ينفذ توبع بحكم آخر في 2011 ورد به إلزامية تسلمه مفاتيح مكتبه و عدم التعرض إليه أثناء تأدية مهامه و قد طبق الحكم بالقوة العمومية في 14 جوان الفارط تعرض أثناءها المدير للإعتداء و نصب مديرا آخر في ذات اليوم على إثر جمعية إستثنائية لم يستدع إليها المدير ذاته هذا الأخير الذي أوضح لنا أنه خلال فترة إستعادته لمنصبه مورست على العمال ضغوطات و تهديدات حتى انه الأسبوع الفارط هددت الجهات الأخرى انها ستقوم بإستعادة مكانتها في الإدارة يوم الأحد المقبل مهما كانت الطريقة و هو يوم أمس الذي عاش فيه أصحاب الخانات الحريق الكارثي الذي تسبب في إتلاف أكثر من 400 خانة في ظرف 5 ساعات و هو ما يؤكد شكوكه حسب ما أدلى به لجريدتنا. هذا و قد اوضح ذات المتحدث ان الإدارة ستتقدم نهار اليوم بشكوى رسمية لدى مصالح الأمن بخصوص الحادثة لأجل الكشف عن خلفيات الحادثة . مضيفا انه بصدد الكشف عن وثائق تثبت إختلاسات و ثغرات مالية تجاوزت مليار سنتيم أثناء العهدة التي إمتدت بين 2007 و 2011 .من جهة اخرى فقد بين لنا أصحاب الخانات و الحراس الذين كانوا حاضرين بعين المكان ان الحريق شب في أماكن مختلفة في آن واحد هذا ما صعب من عملية إخمادها مبينين انهم منذ حوالي شهرين تمكنوا من العثور على قارورات من البنزين مخباة داخل السوق وقاموا أثناءها بإبلاغ الأمن الحضري الثامن . فيما لا تستبعد عملية الفعل الإجرامي الأمن يفتح تحقيقا لكشف تفاصيل الحادثة أسماء درايعية أثارت حادثة الحريق الذي شب بسوق الصفصاف سخط التجار الذين وجهوا أصابع الاتهام إلى المسؤول السابق على السوق والذي كان من المفترض أن يحل محله المسؤول الجديد يوم أمس خاصة بعد أن وصف الحارس الحادثة بالغريبة إذ أن الحريق شب من الأرضية وفي عدة أركان متفرقة وهو ما استبعد فرضية شرارة كهربائية خاصة بعد العثور على قارورات بنزين وعليه فقد اعتبروها بفعل فاعل، وفي هذا الصدد فتحت الجهات المختصة تحقيقات لمعرفة الأسباب الخفية للحادثة التي أتلفت أزيد من 400 خانة وشردت أكثر من 1000 عامل فيما قدرت نسبة الخسائر بحوالي 100 مليون سنتيم للتاجر الواحد سعر السلع التي قاموا باقتنائها مؤخرا تحضيرا لعيد الأضحى ، ناهيك عن فوائد المبيعات التي كانت موجودة بصناديق النقود الخاصة بهم . وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها إذ انه سبق أن تعرضت خانتان بالسوق إلى حريق سرعان ما أقدم العمال على إخماد النيران فيه ، كما شهد السوق قبل سنة حادثة حريق أخرى تمثلت في اشتعال النيران في رف أرجعت أسبابها إلى شرارة كهربائية . وفي ذات السياق فقد تم العثور قبل قرابة الشهرين على قارورات بنزين مخبئة داخل السوق والتي أثارت شكوكهم ليتوجهوا إلى الأمن الحضري الثامن أين بلغوا بها الجهات الأمنية مناشدين بالتدخل العاجل قبل وقوع كارثة غير أن هاته الأخيرة لم تأخذ شكواهم على محمل الجد.وفي سياق ذي تنقل والي ولاية عنابة إلى عين في حدود الساعة السابعة صباحا لتفقد مكان الحريق والتحدث مع التجار الذين كانوا في حالة ذهول قصوى لم يخفف من وقعها إلا الإيمان بقضاء الله وقدره حيث حاول طمأنتهم وإبلاغهم بتعيين ممثلين عنهم والحضور إلى مقر الولاية لدراسة الأمر وفق الأطر القانونية وفتح تحقيق إداري وقضائي لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا الحريق المهول ، ومحاسبة المسؤولين عن مثل هكذا حوادث تشرد المئات من العائلات التي كان سوق الصفصاف رزقها الوحيد. بسبب الحريق المهول نفاد المياه من رجال الإطفاء والاستنجاد بحنفيات الطوارئ وجدت وحدات الحماية المدنية صعوبة كبيرة في التحكم في النيران التي شبت بسوق الصفصاف بسبب احتوائها على عدد كبير من الألبسة والمواد البلاستيكية السريعة اللهب ، حيث وصلت إلى مسرح الحادثة في حدود الساعة الخامسة ونصف صباحا بعد تنقل عدد من التجار إلى مقرهم المتواجد على بعد أمتار من السوق وذلك بعد أن باءت جميع محاولاتهم للاتصال بهم بالفشل والتي وصلت حسب تصريحات البعض إلى 100 اتصال، وقبل أن يلتحق الفوج الأول من الحماية المدنية كانت النيران قد أتت على كل محتويات السوق و البالغة أكثر من 500 خانة تجارية (نصبة) متخصصة في بيع شتى أنواع الملابس والأدوات الكهرومنزلية وغيرها من المستلزمات الضرورية للحياة اليومية ، ولم تمض دقائق معدودة حتى تحول السوق إلى رماد بعد أن سقط سقفه الذي طالته ألسنة اللهب، وعند وصول رجال الحماية المدنية المعززة ب 6 شاحنات لإخماد الحرائق وشاحنة السلم الميكانيكي بالإضافة إلى شاحنة الاحتياط التي قامت بتزويد شاحنات إخماد الحرائق بالمياه ، تمكنت من إخماد الحريق الذي يرى من على بعد أمتار عديدة من أرجاء مدينة عنابة بعد الاستنجاد بحنفية الطوارئ المتواجدة هناك ، وإنقاذ السوق المجاور له والمعروف ب» البالة « . فيما قام رجال الأمن والشرطة القضائية بوضع متاريس وحواجز أمنية وغلق جميع المداخل المؤدية إلى شارع الصفصاف. أسماء درايعية سيناريو حريق الحطاب تسائل تجار السوق الذي تعرض إلى الحريق حول مصيرهم بعد الحادثة التي أحالتهم على البطالة والتي ذكرتهم بالأحداث التي وقعت قبل سنة عندما تعرض فيها سوق الحطاب إلى حريق مشابه بتاريخ 19 فيفري 2010 اتلف على إثره 350 محلا تجاريا وبلغت الخسائر فيه 100 مليار سنتيم دون الحصول على أي تعويضات ليتنقل العديد منهم إلى سوق الصفصاف الحالي غير انه تعرض هو الآخر إلى حريق أدخلهم مجددا عالم الحيرة والخوف من المستقبل خاصة وان جل العاملين فيه يعتبرونه مصدر رزقهم الوحيد الذي يعيشون عليه . أسماء درايعية