حريق مهول يحول 400 ساحة تجارية إلى رماد بسوق الصفصاف شب في حدود الساعة الرابعة من فجر أمس الأحد حريق مهول بالسوق المتواجد على مستوى المقر السابق لوحدة الأروقة الجزائرية الكائن بحي الصفصاف غرب مدينة عنابة ، و قد تسبب في تحويل أزيد من 400 رواق تجاري إلى حطام ورماد ، لأن النيران خلفت خسائر مادية معتبرة و إصابة احد الحراس بحروق طفيفة على مستوى اليدين . و شهد محيط سوق الصفصاف فوضى عارمة بعد حالة الهستيريا التي أصابت العشرات من التجار الدين تنقلوا مند الدقائق الأولى إلى عين المكان للوقوف على حجم الكارثة التي خلفها الحريق , وسط حالات إغماء و دموع الحسرة في أوساط الباعة. و من جهتهم اجمع التجار المتضررون على أنهم راحوا ضحية للتهديدات المتبادلة بين الإدارة السابقة للأروقة و الإدارة الجديدة التي كان يفترض ان تباشر عملها إبتداء من اليوم , كما ذهب البعض إلى حد توجيه أصابع الاتهام إلى أشخاص معروفين في الضاحية، خاصة و أن المساحة التجارية الكبرى المشتهرة بتسمية " الوفاء " تعيش على وقع إنقسامات و تكتلات كبيرة. إلى ذلك فقد اعترض العشرات من الشباب الغاضب طريق الجرافات التي أرسلتها مصالح البلدية لمباشرة عمليات إزالة الركام ، و هي العملية التي تزامنت مع تواصل تصاعد الدخان الكثيف من أرجاء الفضاء التجاري حيث أقدم المحتجون على تكسير جرافة و إجبار الشاحنات على الانسحاب في جو مشحون، مما استدعى تدخل قوات أمنية مؤازرة لعناصر الأمن الحضري الثامن، التي لم تتمكن من السيطرة على الوضع . يأتي هذا في الوقت الذي علمت فيه "النصر" من مصادر بولاية عنابة ان والي الولاية قد أمر شخصيا بفتح تحقيق من أعلى المستويات لكشف الملابسات الحقيقية للحادثة ، و ذلك عقب تنقله رفقة مسؤولي مختلف الهيئات الولائية إلى مكان الحدث للوقوف على حجم الأضرار التي خلها الحريق قبل ان يغادر المكان بسرعة بعدما قابله الشباب الغاضب بمحاولة رشق السيارات الرسمية بالحجارة ، تعبيرا منهم عن إستيائهم من تكرار سيناريو سوق وسط المدينة ، مع التأكيد على أنهم مستعدون للتكفل بإعادة بناء فضاءاتهم التجارية بعيدا عن المساومات . بالموازاة مع ذلك فقد أعرب التجار المتضررون عن رفضهم الحديث عن إندلاع شرارة كهربائية ، و تصنيفه كسبب رئيسي في الكارثة، كون الأروقة التجارية سبق لها و ان شهدت بعض الحوادث المنعزلة التي لم تكن كافية لحرق كافة الفضاءات التجارية . و في إنتظار التوصل إلى الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذه الكارثة قامت مصالح الأمن بإتخاذ جملة من الإجراءات الإستثنائية و ذلك بتعزيز تواجد وحدات مكافحة الشغب في كل المسالك المؤدية إلى ضاحية الصفصاف تحسبا لأي رد فعل من التجار الغاضبين. ص / فرطاس