مواجهات بين الشرطة ومحتجين بسبب انقطاعات الكهرباء بباتنة عاشت ولاية باتنة نهاية الأسبوع المنقضي على وقع الاحتجاجات في عدة مناطق مست بصفة خاصة أحياء عاصمة الولاية وذلك بسبب عودة أزمة انقطاعات التيار الكهربائي والتي تزامنت وتوقيت الإفطار، وتطورت احتجاجات وقعت ليلة الأربعاء إلى الخميس إلى مواجهات بين محتجين ومصالح الأمن خلفت إصابة 03 من رجال الشرطة بجروح وصفتها مصادر أمنية بالخفيفة. وكانت شرارة الاحتجاجات قد انطلقت لحظات بعد آذان المغرب في الأحياء الشعبية بالجهة الغربية من المدينة وهي حي بوعقال، دوار الديس، تامشيط، وحي الشهداء، والتي عرفت انقطاعا للكهرباء أجبر العائلات على الإفطار على ضوء الشموع الأمر الذي أثار غضب السكان. فقد أقدم محتجون على غلق طرقات في نقاط مختلفة مستعملين الحجارة والمتاريس وأضرموا النار في العجلات المطاطية حيث أغلقت كل المنافذ المؤدية للجهة الغربية بعد أن أغلق المحتجون الطريق بحي الزمالة بجوار مقر المجلس الشعبي البلدي ،وتحول الاحتجاج إلى مواجهات مع عناصر الأمن التي تدخلت بكثافة لإعادة فتح الطرقات . وقد تعرض عنصران لإصابات بسبب الرشق بالحجارة، وعلى محور طريق تازولت أغلق محتجون من حي دوار الديس الطريق المؤدي للحي بالقرب من المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني كما تم غلق الطريق الكبير الرابط بين بوعقال ودوار الديس في ثلاث نقاط متباعدة عن بعضها بواسطة حرق العجلات ما أدى إلى تشكل دخان كثيف وسادت حالة من الفوضى بالحي الذي يعرف حركية دائمة سواء بالنهار أو الليل كونه يعرف حركية تجارية كبيرة وكانت فئة التجار من أغلبية المحتجين نظرا للخسائر التي تكبدوها بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء خصوصا منهم الجزارون وتجار المواد الغذائية. وقام محتجون آخر بحي تامشيط وحي الشهداء في نفس الجهة بغلق طرقات بالشوارع تعبيرا عن استيائهم من الانقطاع المتكرر للكهرباء وأدى الاحتجاج إلى إصابة شرطي بحي الشهداء من طرف محتجين ولم يعد الهدوء والسكينة إلا بعد عودة التيار الكهربائي ومعه التدخل السريع والمكثف لعناصر الأمن المختصة في مكافحة أعمال الشغب التي فرقت المحتجين، وعلى غرار الاحتجاجات بعاصمة الولاية عرفت مناطق متفرقة من الولاية احتجاجات بسبب أزمة انقطاع الكهرباء كالطريق الوطني رقم 03 الذي تم غلقه ليلة أول أمس من طرف محتجين بفسديس وكان قبله محتجون آخرون ببلدية المعذر قد أغلقوا الطريق الولائي 26. من جهته أوعز المدير الولائي لمديرية توزيع الكهرباء والغاز بباتنة السبب الرئيسي والوحيد حسبه لتجدد انقطاعات التيار الكهربائي في الآونة الأخيرة إلى الاستهلاك المفرط للطاقة الكهربائية وقال ذات المسؤول في ندوة صحفية عقدها أول أمس بمقر المديرية حول أزمة الانقطاعات التي دفعت السكان للاحتجاج، بأن سبب الانقطاع يتلخص في معادلة بسيطة تتمثل عدم التوازن بين الطاقة المطلوبة والطاقة المتوفرة. وكشف المتحدث عن إجراءات استعجاليه اتخذت قصد محاولة وضع حد للإنقطاعات أو التخفيف منها كما أرجع السيد كواش محمد الصالح الاحتجاجات التي أعقبت الانقطاعات إلى سوء الفهم من طرف المواطنين ولانعدام الاتصال . وفي هذا السياق أوضح بأن عددا من التجار بحي بوعقال ودوار الديس كان يظن بأن مصالح مديرية توزيع الكهرباء والغاز لجأت عمدا لقطع الكهرباء لتزويد أحياء أخرى في الجهة الشرقية في إطار سياسة المؤسسة لخلق توازن في التوزيع. لكن ذات المتحدث نفى ذلك وقال بأن الجهة الشرقية التي تمتد من برج الغولة إلى غاية بوزوران تعتمد على مصدر آخر في التزود بالكهرباء غير الذي تعتمد عليه الأحياء التي عرفت احتجاجات والتي تعرف انتشارا كبيرا للمحلات التجارية حيث يكثر حسبه الطلب على الطاقة الكهربائية مؤكدا بأن سبب حدوث الانقطاع بهذه الأحياء يرجع للطلب الكبير على الطاقة مما أدى إلى حدوث انقطاعات آلية، وأوضح أيضا بأن احتجاج سكان المعذر جاء لعدم الاتصال بمصالح مديرية توزيع الكهرباء التي كانت على علم بالعطب الذي حدث وتأخرت في إصلاحه بسبب عطب آخر طرأ في قرية حمله. مدير التوزيع للكهرباء والغاز كشف خلال الندوة الصحفية عن تدابير استعجالية تمثلت في إشعار بلدية باتنة بتخفيض استهلاك الطاقة الموجهة للإنارة العمومية في بعض الشوارع التي تنتشر بها الإنارة بشكل مضاعف بالإضافة إلى اللجوء لربط شبكة الضغط العالي بتلك الموجودة ببسكرة لخلق توازن في حالة الحاجة إلى طاقة إضافية، واعتبر مدير توزيع الكهرباء بأن الحل يكمن في عدم التبذير والإفراط في استهلاك الطاقة من طرف المواطنين حيث دعا إلى الاقتصاد في استعمال الكهرباء. وفي سياق متصل كشف المتحدث عن تدخل الوالي لتسوية مشكل العقار الذي اصطدمت به مصالح التوزيع لإنجاز محولات في الأحياء لتحسين خدمة الربط بالكهرباء وفي هذا الصدد كشف عن الشروع في إنجاز 12 محول بالأحياء الكبرى منها حي بوعقال، كشيدة، طريق تازولت، طريق حمله،أولاد بشينة، الشهداء، بارك أفوراج ومن شأن المحولات التي ستنجز تحسين خدمة توفير الكهرباء حسب مدير التوزيع الذي أكد أيضا بأن مشكل الانقطاعات ستودعه مدينة باتنة في الصيف القادم بعد الانتهاء من مشروع المولد الكبير الذي تجري به الأشغال والذي رصد له مبلغ 300 مليار سنتيم.