أسماء مطر بن مشيرح إلى شقيقتي الشاعرة البحرينية فاطمة نعيمي في حزنها الباذخ يقال أن الجرس الذي لا تطفئه حركات القمر لن يخلد في البهجة و في طلوع الطبيعة عند النبع و لن يُستثنى من قدم الرنين ذات صوت، كان الرجل يكنس مسافة الشوق يقيسها بضلوعه المذبوحة في الظلّ و كان يتخبّط ليخْضَّرَ وجهه و يقابل في المسك امرأة ..... سار حيث ملّ التعثّر و دلّته حواس الريح على قبر كان لها كان كلما أضاء خطوة انكسر نادته الغابة: أي سرّ يخبئك في الناي لتحزن؟ أي سحر هذا الذي يتدلى كنبض العسل لتكسب فيه جبينك أيها المطوي في السحاب على أي لون تتعرى فصاحتك؟ ثم نظر إلى يده.. رأى ساقَ امرأة يتغطى من الحفيف بكفن و رأى ثلاثين شجرة يهلكها الصباح ثم نادته عثرةٌ مزّقت الطريق إليها: إلى أين يهاجر الحجل اليتيم و كم ألفًا تمتد في المجاز ليقف الغياب أشار لها بالتفلْسُف عن وعْي ثم شرَدَ في الخَرَس ينطق بغرابة ضوء يسقط في الأفق.. اقترب من الشاهد.. و انحنت الغيمة تفرغ عمقها.. و تبكي.. .... توسّد النرجس فقر الهواء ليجنّ كان يعلّم العشب كيف يقفز في الوهم و كيف يتخيّل أن الجلوس في البكاء مريح و أن الذين يحزنون هم الأبهى في الكتب و هم الذين سيرثون الماء و لونه لكن الرجل تنكّر للنرجس حين زار قبرًا كان لها.. و انتظر أن يفشي السلام المرّ على غفوته ليموت.. فقال الشجر للّوز الذي يقطنه: الحزانى جميلون يسيرون في الملح و يأكلون الطعام نيئًا و يصطادون مزاج الحديقة كي تُشجر كان الجرس ينصت كي يدقّ و السماء موجوعة بالقراءة للنجم.. و كوكب يتقشّر عن جلدته رآه الرجل و هو يتلوّن بالأحمر قالوا لكثرة الحديد.. و قالوا: بحر مات لكثرة الملح.. و سار العدد الداّل على الخفقة اعتلى هاوية الحب تقطّع بنقطتين.. .... حين يصير أسودَ .....عليك أن تدقّ و اصقل أسماءك من وجع اللون و تفرّد عنهم بغيابها الأبدي.. و خبئ للحطب إشارة كي تحترق و اكتب وصيتك على الشجر، و في مرايا العاشقات الكبيرات.. أنت الذي يقطف ريشه من الفقد و تتّسع به منافذ القصّ و خدوش الموت في الماء أنت الذي وهبته المدينة ألف عين ليَعْمَى.. ... حين قرعته اللّغة نسيَ في الصوت صوتَ الطيْر و عاد من غير لبنٍ لامرأة تأبى الكلام أوقف فيها زحف الرمال و سار بها في الحساب كي ينبئ الذاهب بخطوات الشوق بالذي سيجنيه من فأس العتاب.. ثم تسلّق الشتاء في عينيها و قال: أريد أن أكتفي بالكسل لأحصد ضحكتك و أحتال على كل سنبلة في قلبكِ الصيفي... قال لها و الصخر يبكيه: أنا رجل تخشى الصواعق جسدي و أخشاها بما يكفي لأهربك حين مسح عن الفكرة الوقت.. دار وحده في تخوم القلب.. كانت تنصفه أمواج الغناء و هو يرسو على كتفيه طيرًا.. و كان صوت المعدن فيه يتأرجح و هو يدقّ.. يدقّ.. يدقّ.... مرثية شاعر اعتنق الرحيل رفيق جلول إلى صديقي الراحل مالك بوذيبة إلى عروة بن الورد إلى كل الشعراء الذين يرفضون عشبة الخلود أنتظر اللاّشيء عيني غارقة في زرقة البحر تختصر مسافات الشفق على يونيكورن الآلهة تجوب الكون ... تلامسه فتمتطي صهوة الهدوء بما تبقّى من يدها الّتي قطعت حسدا رأس " ميدوزا " الجميل عيني الّتي حسبتُ بها أنّي "نارجيس" الّذي غرق في ماء عذري ّ حبًّا في نفسه وارتوت بكاء على قبر شاعر أشياؤه أيّامه أوراقه مبلّلة كالماء فلا الخيل ولا اللّيل ولا الفلّ و لا الكلّ يعرفه وحيدًا يتهادى نشوان الفؤاد لتمتطي على ظهر الزّمن صخرةً أبديّة الدّهر عيني التي أحرقت يد سارق النّار فمن سرق النّار ؟ أ أنا ؟ أم عيني التي تلتهب دمعًا أم نيرون الذي أحرق التاريخ بمن فيه وهذا الوطن المقدس عيني التي بكت ولطمت قبر عروة بن الورد الذي كان يسرق الخبز ليأكل منه شعبه الجائع ليمر الوقت وثانية وسنوات مع صبى الروح التي سافرت واعتنقت الرحيل ففي بلادي نرمي ضرس بروسيوس لتتحول إلى سن خروف ذبيح عيني التي بكت من حنين إلى حنين حين يضحك القدر ويفتح البرزخ بابه