إعجابي بالزربية هو الذي دفعني لأهتم بالرسم * لا يمكن أن يتطور الفن التشكيلي دون اهتمام الدولة يُرجع الفنان التشكيلي بلقاسم بوطبة بدايات الفن التشكيلي بولاية خنشلة إلى فترة الثورة التحريرية انطلاقا من أعمال الرسام والخطاط محمد الأزرق (مصمم شعار الاتحاد العام للعمال الجزائريين بأحد المعتقلات الاستعمارية). ويطالب في هذا الحوار بأن تهتم الدولة بالفن التشكيلي مثلما تهتم بالغناء. بلقاسم بوطبة، رسام ونحات، عصامي التكوين، من مواليد 17/05/1960 بخنشلة. شارك في الكثير من المعارض والصالونات الوطنية والدولية، أين نال عدة جوائز منها: الجائزة الثانية في المهرجان الوطني السادس للفنون التشكيلية بسوق اهراس. حاوره: نورالدين برقادي حدّثنا عن بدايات الفن التشكيلي بولاية خنشلة ؟ تعود بدايات ظهور هذا الفن إلى مرحلة الثورة التحريرية مع مجموعة من الرواد مثل الخطاط والرسام محمد الأزرق، ثم لزهر حكار، حمة بن شنوف، عبد الرحمان عيدود (أستاذ بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالعاصمة)... وبعد هذا الجيل جاء جيل عمار العايش وبلقاسم بوطبة...، وأخيرا جيل خالد سباع، جمال رويبي، نبيل لطرش، علي كنزاري... الخ. هل توجد أسماء تستطيع مواصلة مسار: محمد الأزرق، لزهر حكار، عبد الرحمن عيدود.. ؟ نعم، توجد مجموعة من الأسماء تستطيع القيام بذلك مثل: الرسام والنحات خالد سباع، الرسام جمال رويبي.. وغيرهم، وهذا بشهادة نقّاد الفن التشكيلي. اشتهرت خنشلة بفنانيها التشكيليين وصالونها السنوي، أين وصل هذا الصالون ؟ ظهر هذا الصالون إلى الوجود بعد افتتاح دار الثقافة؛ حيث بدأ سنة 2005 وقد تميز بمستواه الراقي خلال الخمس طبعات الأولى، وخاصة الطبعة 4 والطبعة 5، إذ بلغ مستوى دوليا من خلال تنظيمه المحكم ونوعية الأسماء المشاركة فيه والدقة في اختيار الأعمال، ثم اختفى السنة الماضية، مما أثّر سلبا على مكانته ضمن الصالونات الوطنية، وعاد هذه السنة ولكن بمستوى دون المتوسط. من أين يستلهم الفنان التشكيلي الخنشلي مواضيع لوحاته ؟ بدأ اهتمامي بالرسم من خلال إعجابي بالزربية التي تجمع بين الألوان والأشكال، وقد ساعدني على ولوج هذا الميدان ثراء منطقة الأوراس من خلال تنوع المناظر الطبيعية والصناعة التقليدية؛ حيث شكّل كل هذا خزان هام لمختلف أعمالي، إلى جانب الاحتكاك بالفنانين في مختلف المناسبات والبحث في عالم الريشة. تتنوع المدارس التشكيلية وتتعدد اهتماماتها، ما هي المواضيع التي يهتم بها الفن التشكيلي في الألفية الجديدة ؟ تهتم هذه المدارس بجميع المواضيع ولكن المدرسة الانطباعية تحظى باهتمام الرسامين إلى جانب المدرسة التجريدية أكثر من بقية المدارس. للجزائر أسماء تشكيلية محترمة، ولكن الدولة لم تستثمر بعد في مجال الفن التشكيلي مثلما استثمرت في الغناء من خلال المهرجانات العديدة: مالوف، شعبي، راي، قبائلي، رقص شعبي، ڤناوي ... الخ. ولا يمكن أن يتطور الفن التشكيلي دون اهتمام الدولة بهذا المجال. تجمع بين المدرستين الواقعية والتجريدية في لوحاتك، ما هي الرسائل التي ترغب في إيصالها للجمهور عبر الرسم والنحت ؟ يتفاعل الفنان التشكيلي مع مختلف القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تحيط به مثل قضية فلسطين... وذلك من خلال التعبير عن ذلك فنيا. تعمل بورشة الفنون التشكيلية لدار الثقافة علي سوايحي لمدينة خنشلة، ماذا عن اهتمام الأطفال بهذا الفن ؟ هناك اهتمام كبير ويتجلى ذلك من خلال العدد الكبير من الأطفال الذين يرغبون في تعلم الفن التشكيلي وخاصة في السنوات الأخيرة. وكان أول عرض لأطفال الورشة أقل من 15 سنة بمناسبة الأسبوع الثقافي الخنشلي بالجزائر العاصمة، سنة 2007.