الفنان والمخرج المسرحي هارون الكيلاني الزوجة تحاصرني ولا تدعني أدخل عالمها، و"شباح الصفرة " طبقي المفضل في رمضان أنا كقلم الحبر، أخاف كثيرا هذه الحرارة الكبيرة التي تأسر الجنوب، أنا قليل الخروج تحت هذه شمس في هذا الشهر، وتحت تشجيعات زوجتي أحاول أن أكون بطلا وفي نفس الوقت عجوزا تحسن اختيار ما يرضي قفتها الخائفة والمترقبة. وأنا أسير في مدينتي أتذكر طفولتي حين كنت أعود من بساتين الغوطة وأنا أحمل فاكهة لأمي قطفها أبي من تين ومشمش وتمر. كنا أيضا نحن الأطفال نبني بالطين والماء والقش موائد صغيرة نجلس إليها وعليها ساعة الإفطار ونتنافس، من منا يفطر العائدين من صلاة المغرب وعابري السبيل. كنا نحب الناس والجيران ولا نخاف الغرباء. رمضان هذه الأيام لا أحب أن أشاهده بقلبي ولا بجيبي ولكن أفضل أن أشاهده في أبنائي وهم ينبتونه طيبا، كيفما كان، ويخرجون إلى الشارع بفطورهم ويعزفون موسيقاهم بطبولهم في السمر. أنا لا أرتاد المطبخ كثيرا، فالزوجة تحاصرني ولا تدعني أدخل عالمها. أما طبقي المفضل في رمضان، هو "شباح الصفرة" على الطريقة الأغواطية المغربية وزوجتي تجتهد في تعلمه من أمي. وأفضل حلوى، هي البقلاوة لأنها تحيلني إلى عهد الدولة الفاطمية. فصدقا، ليس هناك أجمل من حلوانا المشرقية. أما بعد الإفطار فأخرج من منزلي لأجل وجه أمي وابتسامة إخوتي والعائلة، ونحن نتبادل الزيارة طوال شهر رمضان، وهذه الزيارات المتبادلة بيننا هي أجمل الأشياء، وأجمل ما يحدث في رمضان، وطبعا للمسرح نصيب، فأنا لا أغيب عن أصدقائي بالمسرح فنحن نتدرب يوميا. أما عن متابعاتي التلفزيونية ودراما رمضان هذا العام، فأنا أتابع مسلسل عمر بن الخطاب لأني أحب كثيرا طريقة الإخراج لدى الفنان حاتم علي. أيضا رمضان هذا العام أتاح لي فرصة قراءة كتبي وإعادة قراءة البعض، كما أتاح لي فرصة الكتابة أيضا.