فرنسا تستعجل التدخل العسكري في مالي قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيفل لودريان أمس ان باريس تطلب من القوة الإفريقية تنظيم نفسها تأهبا للتدخل في مالي بعد طلب المساعدة العسكرية الذي رفعه يوم الثلاثاء الفارط الرئيس المالي ديونكوندا طراوري. الوزير الفرنسي قال ان بلاده لن تتدخل ميدانيا في مالي إلى جانب القوة الأفريقية من دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "سيدياو" مضيفا أنه حان الوقت لكي تبدأ القوة العسكرية الإفريقية التي تشكل أداة التدخل في تحضير نفسها و لكي ترد بالإيجاب على طلب الرئيس المالي. وزير الدفاع الفرنسي قال أن هناك إشارات إلى أن التدخل العسكري في مالي سيبدأ و هلل مضيفا أن ذلك أمر جيد و علينا أن نعمل لكي يتواصل هذا العمل. سئل الوزير لودريان خلال زيارة يقوم بها لمنطقة بروطان شمال فرنسا عما إذا كانت باريس ترغب في لعب دور في القوة الافريقية ميدانيا فأجاب أنه في كل الحالات ففرنسا لن تكون فاعلا عمليا في الميدان، و هي فقط ستوفر الدعم و رد على الصحفيين إن كان الدعم سيكون بتوفير الغطاء الجوي قائلا أترك لكم التكهن بنوعية الدعم الذي ستقدمه فرنسا لقوة التدخل الإفريقية في مالي حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية أمس. و عبر الوزير الفرنسي عن الضرورة الملحة للرد على عملية بسط اليد التي قامت بها الجماعات الإسلامية المسلحة على مناطق من شمال مالي و التي هي الآن بصدد توسيع نطاق سيطرتها حسب نفس المصدر. و لا تريد مالي تدخل قوة عسكرية اجنبية على أراضيها،حيث عبر الرئيس طراوري عن رغبته في تقديم دول مجموعة غرب إفريقيا للمساعدة و الدعم الجوي للقوات الحكومية بما يمكنها من استعادة السيطرة على المناطق الشمالية، من خلال توفير المعلومات الإستخباراتية و المساعدة اللوجستية و إرسال خمس وحدات عسكرية توكل إليها تدريجيا مهمة المراقبة و التحكم في المدن التي ستتم استعادتها، دون أن تشارك القوة الأفريقية في المعارك التي ستدور قبل بسط السيطرة الحكومية على تلك المناطق. الحكومة الفرنسية التي كانت من أول الداعين إلى تدخل عسكري في مالي لطرد الجماعات الإسلامية المسلحة، تريد من جهة الإسراع بتحقيق مطلبها لكنها من جهة أخرى ترفض التورط المباشر في عملية عسكرية في الساحل قد تتحول الى مستنقع بالنظر إلى ماضيها الكولونيالي في المنطقة و إلى معطيات جيوسياسية تتميز بتعدد اللاعبين على مسرح منطقة الساحل و الصحراء الكبرى، و لذلك فهي تستعجل قيام الدول الإفريقية في منظمة "سيدياو" بالمهمة نيابة عنها. و كانت دول مجموعة غرب افريقيا قد أعلنت قبل عدة أشهر تحضيرها لنشر قوة من ثلاثة آلاف عسكري في شمال مالي لكنها لم توضح طبيعة و تشكيلة تلك القوة. أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فاعتبر نهاية شهر أوت الفارط أن على بلاده القيام برد في وجه "الكيان الإرهابي" الذي تشكل في شمال مالي لكن بطريقة غير مباشرة. و أضاف أن على فرنسا و كل الدول التي ترغب في إنهاء هذه الأزمة أن توفر الدعم اللوجيستي للقوة الإفريقية إذا ما تم تنظيمها و بدأت عملها في إطار الشرعية الدولية حسب الرئيس فرانسوا هولاند. ق.و