كنت مطلوبا يوم كان الرصاص "يغني" واليوم تناسوني -الغناء هو "الخبزة" لكن التهميش جعلني أفكر في الاعتزال فنان عصامي عمل على تطوير موهبته بمدينة الجسور المعلقة قسنطينة قبل 25 سنة بإمكانياته الخاصة، وتبقى أغنية «نونة» من أشهر أغانيه، إن لم تكن أشهرها على الإطلاق. فرات الذي التقته النصر على هامش مهرجان ليالي سيرتا في طبعته الثانية، كشف عن جديده، والمتمثل في الألبوم الأخير بعنوان «أنت مليحة»، مؤكدا في ذات السياق بأن أغنية «نونة» تبقى ملح الطعام، والتي ستظل موجودة في كل الألبومات. فرات لم يخف استياءه من تعمد القائمين على القطاع تهميشه على غرار العديد من زملائه الفنانين، مشيرا إلى أن ما حز في نفسه دعوته للغناء يوم كان لا صوت يعلو على صوت الرصاص، ليجد نفسه على الهامش- كما قال- بعد استتباب الأمن بفضل مشروع فخامة رئيس الجمهورية، المتمثل في المصالحة الوطنية. الشاب فرات لثاني مرة في ليالي سيرتا مقابل غيابه في باقي أيام السنة، فما هو السبب؟ - قسنطينة مدينتي التي ولدت وترعرعت فيها، والتي كانت بدايتي الفنية فيها قبل 25 سنة، وشيء طبيعي أن ألبي نداءها وأشاركها أفراحها، والدليل مشاركتي في مهرجان ليالي سيرتا للمرة الثانية على التوالي. أما غيابي فهذه قضية أخرى سنتعرض لها بالتفصيل فيما بعد. ما هو الجديد الذي جاء به فرات للمشاركة في الطبعة الثانية لمهرجان ليالي سيرتا؟ - يتمثل في الأغنيتين الجديدتين اللتين تضمنهما ألبومي الجديد الذي يحمل عنوان «انت مليحة»، والذي سجلته مؤخرا بالجزائر العاصمة «أنا زوالي وانت زوالية» و «واين تكون الخبزة تكون داري»، والتي هي من كلماتي وتلحيني وبمساعدة الشيخ سلطان، هذا بالإضافة إلى ملح الطعام والمتمثل في الأغنية المشهورة «نونة». على ذكر أغنية نونة ما سر تواجدها في كل ألبوماتك؟ - ليس هناك أي سر. فالقضية وما فيها هي تمسك الجمهور بها وحبه لها، والدليل أنه يطالب بها في كل مرة، فهي الأغنية التي كان لها الفضل في شهرتي، وهو ما جعلني أدخل عليها بعض التعديلات، ليس من ناحية النص والكلمات بل من ناحية الموسيقى، من خلال استعمال بعض الآلات العصرية. لاحظنا على غرار عشاق الشاب فرات غيابك عن الساحة، فما السبب يا ترى؟ - الإجابة جد بسيطة لأن مسؤولي القطاع ومنظمي مثل هذه المهرجانات والحفلات، نسوني أو تناسوني أو تعمدوا تهميشي... لست أدري السبب الحقيقي؟ وحتى مسؤولي الديوان الوطني للثقافة والإعلام سألوني السنة الفارطة عن عدد الألبومات التي أصدرتها، وانبهروا لما قلت لهم بأنني انتجت 45 ألبوما، لكن لحد الآن لم يتصلوا بي ولم يشركون في أي نشاط. بكل صراحة حتى الفن أصبح ب «المعريفة»، فأنا كنت مطلوبا يوم كان الضرب سخون- كما يقال-، يوم كان صوتي ينافس صوت الرصاص، وقتها كثير من المغنيين هاجروا الوطن، وبعد استتباب الأمن بفضل مشروع المصالحة الوطنية لفخامة رئيس الجمهورية، هم اليوم أول المستدعين للحفلات والمهرجانات. في ظل مثل هذه الأوضاع ألم يفكر فرات في الاعتزال؟ - في الحقيقة وبعد 25 سنة في مجال الغناء، وهو مشوار طويل والدليل أن بدايتي كانت بالزرنة والمزود، بمساعدة توفيق وبلقاسم الأمير، اللذين أعجبا بصوتي وطالباني بتسجيل أغنية «نونة»، فقد راودتني فكرة الاعتزال في كثير من المرات، لكن الغناء بالنسبة لي هو «الخبزة»، وبالمناسبة أشكر السيد حسان بليكز الذي يتذكرني في مثل هذه المناسبات، وحتى مدير الثقافة الحالي، ومع ذلك أقول لجمهوري بأن فرات لم ينته، وسيطالعكم بالجديد في القريب العاجل. وبالمناسبة استسمح جريدة النصر لأتقدم بتشكراتي الخالصة للفنان رضا بودباغ الذي أشركني في جولة فنية في فرنسا إلى جانب الشاب خلاص. حاوره: حميد بن مرابط /تصوير: الشريف قليب