الدرك يلقي القبض على 196 شخصا تورطوا في سرقة أكثر من 24 طنا من كوابل النحاس عاشت نهاية الأسبوع الماضي مشاتي مدينة فكيرينة بولاية أم البواقي ظلاما دامسا دفع السكان إلى الاحتجاج والتجمهر وغلق الطريق الوطني رقم 80 الرابط بولاية خنشلة وظن المواطنون المحتجون من سكان المشاتي بداية أن الأمر يتعلق بخلل كهربائي أو انقطاع مفاجئ كباقي الانقطاعات التي تعودوا عليها وعودتهم بها مصالح سونلغاز ليكتشفوا في النهاية بأن لصوص الكوابل الذين يشكلون عصابات وشبكات لتهريب النحاس هم الذين يقفون وراء الانقطاع غير المبرمج للتيار الكهربائي بفعل تمكنهم من السطو على أزيد من 400 متر من كوابل الشبكة الأمر الذي أدخلهم وسكناتهم في ظلام، وهو مشهد أشار المحتجون بأنهم تعودوا عليه حتى عشية دخول أبنائهم من تلاميذ المؤسسات التربوية في امتحانات موسمية أين يدرسون تحت ضوء الشموع، في مشهد عمّ أرجاء الوطن بفعل جشع وطمع بارونات تهريب النحاس الذين لم يراعوا الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الوطني وكذا الأضرار المادية والمعنوية التي تلحق بالسكان. قيادة الدرك الوطني كشفت نهاية الأسبوع المنقضي عن الأرقام الخاصة بنشاطها في محاربة ظاهرة سرقة الكوابل النحاسية أين أطاحت بعديد الشبكات الإجرامية الناشطة في هذا المجال واسترجعت كميات معتبرة من الكوابل بعد أن ألحقت عناصر الشبكات أضرارا جسيمة بمؤسسات اقتصادية وتجارية مختلفة، وبحسب بيان قيادة الدرك فعمليات السطو وسرقة الكوابل سواء الهاتفية أو الكهربائية عبر مختلف الأقاليم التي تدخل ضمن نطاق اختصاص الدرك الوطني سواء منها المناطق الحضرية أو شبه الحضرية والريفية في خسائر اقتصادية جسيمة للعديد من المتعاملين كشركة سونلغاز والجزائرية للاتصالات، كما تسببت من جانب آخر في تعطيل مصالح المواطنين وذلك جرّاء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي تؤدي بالضرورة إلى إتلاف العديد من الأجهزة الكهربائية والكهرومنزلية وكذلك تعطل الخدمات على مستوى المصالح الإدارية والعمومية ذات العلاقة المباشرة بالمواطن الذي يخرج في كل مرة للاحتجاج بغلق الطرق وقطعها أمام مستعمليها. وهران الأولى من حيث الخسائر في الغرب وأم البواقي والوادي أكثر الولايات تضررا بالشرق تكشف الحصيلة التي نحوز نسخة منها أن وحدات الدرك الوطني عاينت خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة الحالية 2012 عددا من القضايا المتعلقة بسرقة الكوابل الهاتفية والكهربائية وسجلت معالجة 364 قضية تم على إثرها توقيف 196 شخصا من أعمار متفرقة تم إيداع 92 منهم الحبس الاحتياطي، وتأتي بحسب ذات الحصيلة ولاية وهران في المقدمة بعدد معالجة وحدات الدرك بها 32 قضية تليها المدية ب31 قضية وبعدها ولايتي بجاية وتيزي وزو ب19 قضية، وتم من خلال القضايا المعالجة في هاته الفترة أزيد من 8201 متر من الكوابل من إجمالي 89908 مترا التي تعرضت للسطو أين تم استرجاع 2789 متر ووزنها 2136 كلغ من إجمالي 60056 متر ووزنها 14409 كلغ من الكوابل الكهربائية المسروقة، كما تم ضبط واسترجاع 2531 متر ووزنها 286 كلغ من إجمالي 25549 متر ووزنها 5903 كلغ من الكوابل الهاتفية المسروقة، أما فيما يخص النحاس تم استرجاع 2881.5 كلغ من إجمالي 4303 كلغ، وتوحي قراءة في حصيلة نشاطات الدرك الوطني منذ مطلع السنة الجارية أن الولايات الأكثر تضررا توسعت من الشرق إلى الغرب ففي الجهة الغربية للوطن اعتلت الصدارة ولايات وهران ومعسكر وتلمسان من خلال عدد القضايا المعالجة، أين تمت معالجة 32 قضية و14 و13 قضية في كل منها على التوالي أما بولايات الوسط فتصدرت ولاية المدية طليعة الولايات العرضة لعمليات السرقة وتخريب شبكة هواتفها وكوابلها الخاصة بتزويد السكان بالتيار الكهربائي وكذا بالهاتف الثابت، أين عالجت وحدات الدرك بمجموعة المدية 31 قضية إلى جانب تسجيل 19 قضية بتيزي وزو و15 قضية بتيبازة، أما بالجهة الشرقية فاحتلت ولاية أم البواقي مقدمة الترتيب بمعالجة مصالح الدرك بها 16 قضية تم خلالها توقيف 12 شخصا من بينهم شابين أودعا رهن الحبس المؤقت وهم الذين تورطوا في سرقة 750 متر من الكوابل الكهربائية و310 متر من الأسلاك النحاسية، وسجلت مصالح الدرك بالوادي 11 قضية تم خلالها القبض على 10 أشخاص منهم اثنين رهن الحبس، أين قاموا بسرقة 4860 متر من الكوابل الكهربائية و300 متر من النحاس، وبولايات سكيكدة وجيجل والبرج تمت معالجة 30 قضية بمعدل 10 قضايا في كل ولاية، وبولايتي قسنطينة وعنابة عالجت مجموعتي الدرك 5 قضايا في كل منهما إضافة إلى 6 قضايا بولاية قالمة. قيادة الدرك تضع مخططا ردعيا لتوقيف الفاعلين وتقديمهم للعدالة وأكدت قيادة الدرك أنه وبالرغم من الاعتداءات المتكررة ضد تلك المنشآت والتي تدخل ضمن الاعتداء على الممتلكات والمجرمة قانونا، فمصالحها تقوم بتنفيذ مخططات وقائية وردعية وقمعية للقضاء على حالات السرقة التي تمس بالكوابل وذلك من خلال الدور الوقائي الذي تقوم به والمتمثل في إجراء دوريات عبر الأقاليم لتفادي حالات السرقة وكذا التواجد الميداني المستمر على شكل نقاط مراقبة ودوريات في المناطق التي تكثر بها سرقة هذه الكوابل، إضافة إلى تشديد الرقابة وتفتيش المركبات بمختلف أنواعها في الحواجز الأمنية خاصة تلك التي يحتمل أن تهرب على متنها الكوابل نحو مختلف المناطق الحدودية، بالإضافة إلى الدور القمعي الذي يتمثل في توقيف المتورطين، وتقديمهم للعدالة واسترجاع المسروقات. وبأم البواقي كشف العقيد عبد الرحمان بوستة أن المجموعة الإقليمية للدرك الوطني وضعت في الآونة الأخيرة مخططا أمنيا محكما قصد الإطاحة بالعصابات المختصة في سرقة الكوابل النحاسية الخاصة بالتيار الكهربائي وكذا بشبكة الهاتف الثابت، وبين قائد مجموعة الدرك أن المخطط تم وضعه في أعقاب تعرض متفرقة بإقليم الولاية لحوادث متفرقة عزلتها عن محيطها الخارجي وأثبتت التحقيقات أن من يقف وراءها شبكات مجهولة لسرقة الأسلاك النحاسية، العقيد بوستة أوضح قائلا "من المستحيل أن عائلات تبيت في ظلمات لسبب واحد هو سرقة الكوابل التي تربطها بشبكة التيار الكهربائي". منشط الندوة الصحفية أكد بأن المخطط الذي تم وضعه يقتضي الاحتلال الدائم للميدان خاصة في الفترات الليلية، وهو الذي بدأت ثماره الأولى تتضح جليا بفعل الإيقاع بعديد العصابات وبمناطق متفرقة، ومن خلال سلسلة القضايا المعالجة خلال شهر سبتمبر تبين بأن وحدات مجموعة الدرك عالجت قضيتين في هذا المجال الأولى تتعلق بجرم تكوين جمعية أشرار والسرقة الموصوفة وتخريب أملاك عمومية وحمل سلاح محظور، وهي القضايا التي عالجتها الفرقة الإقليمية لدرك فكيرينة أين تورط فيها شابان أحدهما أودع رهن الحبس والآخر وضع تحت الرقابة القضائية، الموقوفان تبين أنهما قاما بسرقة 2600 متر من الكوابل النحاسية بما مجموعه 215 كلغ من الكوابل كما تمكنت مصالح الدرك من حجز آلة لتقطيع النحاس ووسيلة تسلق الأعمدة، وبإقليم مدينة أولاد زواي حجزت فرقة الدرك سيارة من نوع "داسيا" ورفش ومنشار حديدي وخنجر وتم ضبط 200 متر من الكوابل النحاسية أين تم توقيف ثلاثة شبان أودعوا جميعا رهن الحبس المؤقت. كوابل تهرّب لتونس والمغرب في شكل قوالب نحاسية ومن بين أهم القضايا المعالجة في إطار محاربة نشاط شبكات سرقة الكوابل وتهريبها في شكل قوالب نحاسية نحو المناطق الحدودية الغربية منها والشرقية تلك المعالجة بإقليم عين تيموشنت في الثالث من شهر مارس من السنة الحالية وذلك إثر دورية على الطريق الوطني رقم 108 قام بها أفراد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني، أين قاموا باسترجاع سيارة واحدة كان على متنها 31 قنطار و65 كلغ من النفايات النحاسية تخلى عنها المهربين، وبولاية أم البواقي تمت معالجة يوم السابع من شهر مارس من السنة نفسها قضية مماثلة عالجتها الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بعين فكرون وعناصر فصيلة الأمن والتدخل للمجموعة الإقليمية أين قاموا باسترجاع 150 قنطار من النفايات النحاسية كانت على متن أربع سيارات تخلى عنها المهربون بوسط مدينة الحرملية، كما قامت الكتيبة الإقليمية بعين مليلة بتاريخ السادس عشرة من شهر جوان من توقيف شخص واحد كان على متن شاحنة بها 90 قنطار من النفايات النحاسية موجهة للبيع بطريقة غير شرعية، وبولاية خنشلة عالجت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالمحمل وعناصر فصيلة الأمن والتدخل بمجموعة الدرك يوم التاسع والعشرين من شهر أفريل قضية على الطريق الولائي 18، أين تم توقيف شخص واحد كان على متن شاحنة بها 10 قناطير و80 كلغ من النفايات النحاسية كانت موجهة للتهريب، وبعد مواصلة التحقيق في القضية وبواسطة إذن بالتفتيش تم تفتيش مسكن المعني، أين تم العثور على شاحنة بها رقم تسلسلي مزور، وسيارة وكمية معتبرة من النفايات النحاسية قدرت إجمالا ب80 قنطار و700 كلغ كما تم العثور على 29 دلو به 220 لتر من الوقود، وبتاريخ السادس من شهر أوت الماضي تمكن أفراد سرية أمن الطرقات بغليزان أثناء قيامهم بمهام شرطة الطريق على مستوى مفترق الطرق الرابط بين الطريق الوطني رقم 23 و4 بمنطقة بلدية أولاد جمعة، من توقيف شخص واحد كان على متن شاحنة بها 150 قنطار من النحاس بدون فواتير.