منحت حليلوزيتش بطاقة بيضاء والمنتخب تحسن كثيرا منذ مجيئه - الكان ستكون محطة تحضير للمونديال الذي يبقى في صدارة أهدافنا - الكل يتحدث عن مالي لكن علينا اخذ البنين في الحسبان - ثمن رئيس الفاف محمد روراوة إنجاز الخضر، معتبرا التأهل إلى «الكان» مكسبا كبيرا للكرة الجزائرية، بعد غيابها عن الدورة السابقة. حاوره : صالح فرطاس * وتصوير : الشريف قليب وأشاد روراوة في حوار صريح للنصر على هامش مباراة أول أمس بعمل حليلوزيتش، وسعيه للعمل على توفير الإمكانيات المادية والبشرية التي من شأنها مساعدة المنتخب على التحضير بجدية للاستحقاقات القادمة، خاصة وأنه يصنف النهائيات القارية القادمة كأفضل محطة إعدادية للمرحلة المتبقية لتصفيات المونديال، لأن الهدف الرئيسي- كما قال- هو ضمان مشاركة الخضر في مونديال البرازيل. روراوة تحدث أيضا عن أسباب إلغاء مشروع اللقاء الودي أمام البرازيل، وأمور اخرى تخص المنتخب والفاف نقف عندها بالتفصيل في هذا الحوار: ما تعليقكم على نجاح الخضر في التأهل إلى «كان 2013» ؟ الأكيد أن كل الجزائريين فرحوا بالتأهل، لأن المهمة لم تكن سهلة و تطلبت تضحيات كبيرة من الجميع، فالفضل يعود بالدرجة الأولى للاعبين والطاقم الفني. فالفوز على ليبيا كان ثمرة عمل جبار ومتواصل لمدة أزيد من سنة، و الكل يعلم بأن منتخبنا تراجع كثيرا بعد مونديال جنوب إفريقيا، وغيابنا عن « كان 2012 « كان بمثابة نقطة التحول. من الصعب هضم نكسة، لكننا احتوينا الوضع بسرعة، وانتدابنا المدرب حليلوزيتش كان بهدف وضع سياسة عمل جديدة في المنتخب، فكانت أولى النتائج التأهل إلى النهائيات الإفريقية. التأهل كان ضمن بنود عقد حليلوزيتش.. أليس كذلك ؟ فعلا.. عندما فكرنا في جلب مدرب أجنبي، وضعنا المعالم الأساسية لخارطة الطريق الخاصة بالمنتخب، مع تحديد الأهداف على المديين القصير والمتوسط. اتفاقنا مع حليلوزيتش على التأهل إلى « كان 2013 « ومونديال البرازيل، وهما الهدفان الرئيسيان في العقد، رغم أنني كمسؤول أول على الفاف، كنت متيقنا بان المهمة ليست سهلة، فجلب حليلوزيتش كان خلال مرحلة صعبة مر بها المنتخب، ما تطلب القيام بعمل جبار لترتيب البيت، قبل الشروع في العمل الميداني مع اللاعبين، بعدما قرر تغيير إستراتيجية العمل سواء مع المحليين أو المحترفين، و قد منحته بطاقة بيضاء، دون التدخل في صلاحياته، لأن هدفنا هو العودة بالكرة الجزائرية إلى الواجهة مهما كان الثمن. و ماذا عن الهدف المسطر لنهائيات «الكان» القادم ؟ نحن الآن منتشون بالتأهل و بعدها سنستأنف العمل وفق الاستراتيجية المضبوطة، فالمشاركة في النهائيات الأفريقية لها نكهة مميزة، خاصة و أن هذه التظاهرة ستقام بجنوب إفريقيا. نحن تحتفظ بذكريات جميلة في هذا البلد، منذ التربص التحضيري الذي أقيم هناك قبل السفر إلى زامبيا (جوان 2009)، ناهيك عن ذكريات دورتي تونس 2004 و أنغولا 2010، والتجاوب الجماهيري الكبير مع النتائج المسجلة. نطمح للظهور بوجه مشرف يؤكد تطور منتخبنا خلال الفترة الأخيرة، كما أن هناك شيئا مهما لا بد من الإشارة إليه. هل لنا أن نعرفه ؟ الجميع يعلم بأن هذه النهائيات ستقام مطلع السنة القادمة، وتسبق لقاءات الجولة الثالثة لتصفيات مونديال البرازيل بنحو شهر فقط مباراتنا أمام البنين شهر مارس، وعليه فنهائيات «الكان» أفضل محطة للتحضير لتصفيات المونديال، حيث سيكون الطاقم الفني أمام فرصة خوض أكبر عدد من المواجهات الرسمية، والسعي للذهاب إلى أبعد دور ممكن، رغم أن تركيزنا سيكون منصبا على المرحلة الموالية، فالتأهل إلى المونديال يبقى في صدارة أهدافنا. نفهم من هذا بأن بلوغ نهائي «الكان» ليس من الأهداف المحددة لحليلوزيتش؟ كما سبق وأن قلت فإن طموحنا هو الذهاب إلى أبعد محطة ممكنة، وخوض 6 مباريات في النهائيات القارية، كما كان الشأن في دورة أنغولا، لكن ذلك ليس معناه اننا اشترطنا على الطاقم الفني الدور النهائي، فمصير المدرب ليس مربوطا إطلاقا بهذا الهدف، لأننا نبحث عن التأهل إلى «الكان»، لقد نجح في تجسيد أول أهدافه، في إنتظار الشرط الثاني المتعلق بتصفيات المونديال. كيف ترون حظوظ الخضر في التأهل إلى مونديال البرازيل؟ حظوظنا تبقى قائمة ومتساوية مع باقي منتخبات المجموعة، رغم تشاؤم البعض بعد هزيمة بوركينافاسو أمام مالي، لكننا مطالبون بالتركيز على اللقائين القادمين، فمنتخب البينين يتصدر الفوج ويتقدمنا بنقطة واحدة، والفوز عليه في الجزائر حتمية قبل مقابلات العودة، ولو أن أنصارنا ينتظرون مالي في مباراة الإياب، لكننا مجبرون على الإحتياط أكثر من البينين الذي سنواجهه ذهابا و إيابا، قبل التنقل إلى رواندا، ثم استقبال مالي، رزنامة تبقي كل الحسابات واردة، وتسيير المباريات سيكون حسب النتائج المسجلة في كل جولة، رغم أنني متفائل بقدرة منتخبنا على كسب الرهان، خاصة بعد تحسن التشكيلة منذ تولي حليلوزيتش المهمة، وبحكم مسؤوليتنا سنعمل على توفير كل الظروف و الإمكانيات لضمان تحضيرات جدية للمواعيد المقبلة. هل لنا أن نعرف مكان إجراء اللقاء الودي أمام البوسنة بعد شهر، و سبب اختيار هذا المنافس؟ لقد قررنا إجراء المقابلة بملعب 5 جويلية، وهذا قبل الوقوف على الإقبال الجماهيري القياسي على ملعب البليدة، فالمباراة أمام البوسنة تندرج في إطار الإحتفالات الرسمية بخمسينية الاستقلال، ولقاء احتفاليا بمناسبة مرور نصف قرن على تأسيس الفاف، ما جعلنا نختار المركب الأولمبي بالعاصمة لإحتضان هذه المواجهة، التي سيطغى عليها الطابع الاحتفالي بالمدرجات، وستكون عرسا يليق بقيمة الجزائر في ذكرى إسترجاع السيادة الوطنية. وبخصوص اختيار منتخب البوسنة، فالكل يدرك أننا كنا نريد استقدام منتخب عالمي كبير للمشاركة في هذه الإحتفالية، لكن مفاوضاتنا مع البرازيلي فشلت بسبب المطالب المالية، وعلاقة حليلوزيتش بمسؤولي الإتحاد البوسني كانت وراء برمجة المواجهة، وأؤكد بأن منتخب البوسنة منافس قوي، يتصدر مجموعته في تصفيات المونديال، والمقابلة ستكون فرصة مناسبة للتشكيلة الوطنية لمواجهة احد أقوى المنتخبات الأوروبية. لكن البرازيل واجه مؤخرا العراق وسيلاقي كولومبيا منتصف نوفمبر، فما سبب عدم توصله إلى اتفاق معكم؟ موافقة منتخب البرازيل على مواجهة العراق وديا في السويد كان خدمة للنجم البرازيلي زيكو الذي يشرف على المنتخب العراقي، دون الخوض في تفاصيل الاتفاق المالي، ووضعنا نحن يختلف، لأن مفاوضاتنا كانت طويلة مع شركة تحصلت على تفويض من الإتحاد البرازيلي لطرح جملة من المطالب قبل التنقل إلى الجزائر، والإشكال كان بخصوص حقوق النقل التلفزيوني و عائدات الإشهار و السبونسور، والمبلغ الضخم الذي اشترطته الشركة، لقد تمسكنا بموقفنا القاضي بضرورة اللعب في الجزائر، لأن الأمر يتعلق بمباراة إحتفالية في ذكرى خاصة، ما تسبب في توقف المفاوضات دون التوصل إلى اتفاق. بماذا تريدون أن نختم هذا الحوار ؟ لن أفوت هذه الفرصة للتقدم بجزيل الشكر للجمهور الغفير الذي توافد على ملعب البليدة، و آزر المنتخب في مباراته الهامة، والتأهل يعد مكسبا كبيرا لنا، لأنه أهاد الثقة للاعبين والأنصار. كمسؤولين على الفاف لن ندخر جهدا لقيادة المنتخب إلى أعلى المستويات، كما أن جمهورنا متعطش لمشاهدة مقابلات ذات مستوى، ووقوفه إلى جانب الخضر في كل اللحظات، ولا ننسى الروح الرياضية العالية التي تحلى بها. فالاستجابة لنداءات الفاف كانت كبيرة، والأشقاء الليبيين حظيوا بإستقبال حار، و كان لهم كل الإحترام من الجمهور الجزائري.