علم من مصادر مطلعة أن السلطات المحلية بعنابة جمدت العملية التي باشرتها منذ أسابيع لإزالة الأسواق الفوضوية عبر كامل تراب الولاية خاصة بوسط المدينة والأحياء الحضرية بمختلف البلديات إلى ما بعد الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في ال 29 نوفمبر المقبل . وتشير ذات المصادر إلى أن المصالح الأمنية والمجالس المنتخبة التي بقيت أيام قلائل على انتهاء عهدتها منشغلة في التحضير إلى هذا الاستحقاق المهم ، حيث سيتكفل المنتخبون الجدد بهذا الملف الشائك بعد أن بينت عملية انطلاق العملية الوطنية للقضاء على كامل أشكال النشاطات التجارية الفوضوية على مستوى الأرصفة و جميع النقاط السوداء المتمثلة في المساحات التجارية الفوضوية التي تعكف كل من وزارة الداخلية والتجارة على تطبيقها نجاحها النسبي من ولاية إلى أخرى . فعنابة لم تكن للعملية الأثر الايجابي على الأرض رغم إزالة عدد من الأسواق الفوضوية المهمة التي كانت تشوه النسيج الحضري كسوق الليل بوسط المدينة والآخرين المتواجدين بكل من سيدي عمار و البوني مركز مع عجز البلديات على توفير أماكن بديلة للباعة الفوضويين ، وتقديم حلول ظرفية لم ترقى لتطلعات هؤلاء الذي ما زالوا يطالبون بتوفير فضاءات تجارية لائقة لممارسة نشاطهم المعهود . هذا وقد عاد عدد من هؤلاء إلى البيع بالتجوال في انتظار تسوية وضعيتهم ،متحججين بإيجاد مورد بديل لإعالة عائلاتهم بعد إزالة الأسواق التي كانوا يعملون فيها. و في ذات السياق لا يزال أصحاب الطاولات وتجار الأرصفة يقومون ببيع مختلف السلع و المنتجات بشوارع وسط المدينة بعيدا عن أعين مصالح الأمن التي تقوم بحملة مداهمات بين الفينة والأخرى وسط كر وفر للباعة. مصادر من مديرية التجارة بعنابة تقول بأن القضاء على هذه الظاهرة لن يكون جذريا في هذه المرحلة بسبب غياب الردع من الجهة وكذا عدم توفير أماكن بديلة بالشكل المطلوب مما يستدعي تظافر جهود الجميع الفاعلين من أجل إنجاح هذه العملية مستقبلا خاصة وأن إزالة الأسواق المتبقية على غرار السوق المحاذي للأروقة التجارية بالصفصاف وكذا " الغزالة " وهما إحدى النقاط السوداء أمام حركة المرور، و الانتشار العشوائي للأوساخ والقمامة الناجم على الفضلات التي يتركها الباعة الفوضويين تتطلب تحضيرا جيدا من أجل تفادي احتجاج الباعة بعد إحصائهم وتحويلهم إلى فضاءات تكون بحسب عددهم . وقد عرفت الأماكن التي أزيلت منها الأسواق الفوضوية حركة سلسة للمركبات ، ونظافة المحيط بعد تفكيك الخيم والقضبان الحديدية وإزالة ما تبقى من الطاولات عن طريق الجرافات والشاحنات في انتظار استكمال العملية من قبل المنتخبين الجدد.