فغولي يقهر النادي البافاري وينتزع لقب رجل المباراة تألق صانع ألعاب الخضر سفيان فغولي سهرة أول أمس، وخطف الأضواء من الجميع في سهرة كروية احتضنها ملعب الميستايا، فشهدت تأهل الفريقين إلى الدور ثمن النهائي من أمجد وأقوى المسابقات الكروية الأوروبية، وذكرت الكثير من المتتبعين بنهائي عام 2001 بملعب سان سيرو. ورغم تواجد عديد النجوم فوق المستطيل الأخضر، انتزع فغولي أول أمس التقدير من الجميع فاستحق لقب أفضل لاعب في المباراة بإجماع المحللين والتقنيين، حيث منحه الخبراء (08 على 10) وهي أكبر علامة في سلم التنقيط لهذه المباراة، لفعاليته وخطورته وكذا تسيده الرواق الأيمن، أين كان أخطر وأبرز عنصر في تشكيلة الخفافيش بتقديمه مردودا رائعا في الشقين الهجومي و الدفاعي في وجود الكبيرين ألابا و ريبيري، و الغريب أن فالنسيا تحررت أكثر في أعقاب طرد الظهير الأيمن أنطونيو باراغان بعد مرور نصف ساعة لعب، وإصرار المدرب بيليغرينو على الحفاظ على نفس التعداد، ما حفز لاعبنا الدولي ودفعه لإخراج اللعب الجميل وتقديمه عروضا تؤكد كبر إمكاناته، حيث شكل مصدر خطر دائم على مرمى الحارس نوير، وكان له شرف توجيه أول إنذار للضيوف، بداية من الدقيقة 32 أين استرجع كرة داخل المنطقة و بقذفة يسارية أرغم نوير على استعمال كامل براعته لإبعاد الكرة إلى ركنية، وعكس كل التوقعات لم يحدث بيليغرينو أي تغيير بين الشوطين ما جعل فغولي يتحول إلى ظهير أيمن، وهو الدور الذي أداه بتميز رغم مواجهته أخطر مهاجم بافاري فرانك ريبيري ومعه ألابا، حيث استرجع الدولي الجزائري عديد الكرات وظهر في فورمة ممتازة، خولت له وضع بصمته على تأهل فالنسيا بمنحها هدف التقدم عند الدقيقة 76 بكيفية رائعة، حيث تلاعب بمدافعين وبيسرى سحرية يخادع الحارس نوير، هدف رفع رصيده في هذه المنافسة إلى ثلاثة أهداف فألهب المدرجات وأكد ما ذهبت إليه الصحافة الألمانية صبيحة المباراة، حيث حذرت كثيرا رفقاء فيليب لام من النجم سفيان فغولي الذي اعتبرته أهم وأخطر عنصر في تشكيلة الخفافيش. الصحافة الإسبانية تنحي أمام الموهبة الكروية الجزائرية ومن جهتها انحنت الصحافة الإسبانية أمام تألق لاعبنا الدولي وأشادت كثيرا بإبداعاته وفنياته، وهو الذي كان في "الفرن والطاحونة" وتوج مجهوداته بهدف من الروعة بمكان، حيث تصدرت صورته وهو يتلقى تهاني تينو كوستا وروبرتو صولدادو الصفحة الأولى لليومية الرياضية "سوبر ديبورتي" التي أفرطت في الثناء على فغولي مذكرة بإنجازاته مع الخضر في تصفيات الكان والمونديال، ومشيدة ببدايته الرائعة في لاليغا الإسبانية رفقة الخفافيش، من خلال تسجيله ثلاثة أهداف محليا ومثلها قاريا في رابطة الأبطال، ومن جهتها عنونت صحيفة "أس" ذائعة الصيت "مباراة أربع نجوم" وكتبت " فغولي فعل كل شيء، فقد أمضى الساعة الأخيرة من المباراة منتقلا من الحالة الهجومية إلى الدفاعية على مدار الرواق الأيمن، أين بذل مجهودات بدنية خارقة، فكانت كرة القدم في صفه ومنحته فرصة توقيع هدفا في غاية الروعة". وذهبت الصحيفة إلى أبعد من ذلك حين وصفت فغولي بالكابوس المرعب للدفاع البافاري، مؤكدة بأن " توليه دور قائد تشكيلة فالنسيا صار أمرا لا نقاش فيه". الفرنسيون يتأسفون لرحيله وكما الصحف جاءت الإشادة بإمكانات ومؤهلات فغولي عبر المواقع الإلكترونية، من خلال عبارات المدح التي خصه بها زوار هذه المواقع وأكثرهم من الفرنسيين الذين تأسفوا لرحيله عن الدوري الفرنسي، فهناك من قال بأن القائمين على شؤون الكرة في فرنسا لا يعرفون قيمة المواهب الصاعدة، وآخرون كتبوا بأن فغولي أكبر بكثير من اللعب في فرنسا وأنه أحسن الاختيار عند انتقاله إلى لاليغا، وجميع التعليقات أجمعت على أن هذه الموهبة الكروية في الطريق الصحيح، وأنه يؤكد من يوم لآخر بأن مستقبلا كبيرا أمامه، ففي ظرف قياسي تمكن من إثبات علو كعبه في دوري إسباني عالي المستوى وفي رابطة الأبطال الأوروبية، أين أثبت بعروضه القوية قدرته على فرض نفسه، من خلال أدائه الرائع لمباريات كبيرة في صورة لقاء البايرن. فغولي يفضل الحديث عن التأهل لا عن انجازاته ورغم كل هذه الهالة الإعلامية، حافظ سفيان فيغولي على تواضعه واكتفى بإبداء سعادته بهذا المكسب المحقق أمام وصيف النسخة السابقة، والتعبير عن رضاه الكبير لنتيجة اللقاء النهائية، حيث صرح قائلا: " قدمنا مباراة كبيرة أمام منافس قوي و عنيد و يتعلق الأمر ببايرن ميونيخ، و نحن جد سعداء بهذا التعادل على الرغم من أنه كان على أرضية ميداننا، لكن المتتبع للمباراة يدرك جيدا أن هذا التعادل كان ثمينا، خاصة أننا لعبنا معظم أطوار المباراة بعشرة لاعبين فقط، و هو ما جعل المدرب يطلب مني اللعب كظهير أيمن، و أظن أنني وفقت في هذا المنصب و أنا مستعد للعبه مرة أخرى إذا ما كان الفريق في الحاجة إلى خدماتي، احتلالنا للمرتبة الأولى في مجموعتنا لم يأت من محو الصدفة، فقد حضرنا بجد لمواجهة العملاق البافاري، نتيجة التعادل مرضية رغم أننا كنا نسعى لتحقيق الفوز و إرضاء جمهورنا و تعميق الفارق في سلم الترتيب، لكن المهم أننا تأهلنا إلى الدور القادم و هو الأساس". وفيما صفق الجمهور مطولا لفغولي في نهاية المباراة، أعاد إلى الأذهان صورة الهدف التاريخي للنجم رابح ماجر في مرمى الحارس بفاف في نهائي عام 1987.