70 % من الضحايا اعتدى عليهم جيرانهم و معارفهم جنسيا في أماكن عمومية بتيزي وزو كشفت دراسة أجريت بمصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي محمد نذير بتيزي وزو على عينة تتكون من 146 قاصرا من ضحايا الاعتداءات الجنسية ، بأن 70 بالمائة منهم ذكور و في 29 بالمائة من هذه الحالات وقع الاعتداء في أماكن عمومية و معظم المعتدين من جيران و معارف الضحايا. الدراسة التي أجراها الدكاترة /ب. بولعسل/ و /ك.عوالوش/ و / ر.أجلوط/ و /ح.بوركاش/و / ن.تقلال /و قدموا نتائجها خلال الأيام الطبية حول العنف الجنسي و الادمان على المخدرات التي نظمتها مؤخرا مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة ، استغرقت 36 شهرا بين جانفي 2009 و ديسمبر 2011،و قد شملت عينة من القصر متوسط أعمار الغالبية العظمى منهم 8,5 سنوات في حين توجد حالات قصوى لضحايا رضع تصل أعمارهم إلى 11 شهرا و مراهقين في ال 17. و أشار الباحثون بأن 30 بالمائة فقط منهم تم توجيههم للفحص بالمصلحة بناء على تسخيرة قضائية و الأغلبية أحضرهم أولياؤهم للمعاينة الحرة أي أنهم يمكن أن يتقدموا بشكاوى إلى الجهات القضائية لمعاقبة المجرمين بعد الحصول على شهادات طبية تثبت الأضرار و قد يحجموا عن ذلك خشية اندلاع فضائح أو لاعتبارات أخرى مختلفة. و اتضح بأن 70 بالمائة من أفراد عينة البحث ذكور.علما بأن 29 بالمائة من العدد الاجمالي لهؤلاء الضحايا تعرضوا للاعتداء بأماكن عامة و 23 بالمائة تم الاعتداء عليهم بمنازل المعتدين و 3,4 بالمائة بمنازلهم العائلية.و بينت الفحوص الدقيقة التي خضعوا لها بالمصلحة على يد أطباء مختصين بأن الاعتداءات الجنسية تمت في إطار الاعتداء بالضرب و الجرح و العنف الجسدي في 13 بالمائة من الحالات. و في 26 بالمائة من الحالات المدروسة تعلق الأمر بهتك العرض أو الاغتصاب و في باقي الحالات تعرض الضحايا لملامسات جنسية. و قد اعتمد الباحثون في هذه الدراسة على استجواب الضحايا و عائلاتهم و كذا تحليل محاضر الشرطة و الشهادات الطبية.و ذلك من أجل تحديد ملامح و خصائص كل من شخصية الضحية و المعتدي و توضيح الظروف التي تمت فيها الاعتداءت و نوعية الأضرار الناجمة عنها و عواقبها. و بينت النتائج بأن 27 فردا من أفراد العينة تقل أعمارهم عن 4 سنوات و 72 تتراوح أعمارهم بين 5 و 9 سنوات و 31 تتراوح أعمارهم بين 10 و 14 سنة و 16 بين 15 و 17سنة أي أن متوسط أعمار الضحايا هو 8.5 سنوات. و في 70 بالمائة من هذه الاعتداءات يتعلق الأمر بضحايا ذكور مقابل 30 بالمائة من الاناث.و في 13 من الحالات تم الاعتداء الجنسي تحت غطاء العنف الجسدي و الضرب و في 14 بالمائة من الحالات يتعلق الأمر باعتداءات متعددة من طرف مجموعة من الوحوش البشرية. و لاحظ الباحثون بأن 33 من الضحايا يتم إحضارهم أو توجيههم إلى المصلحة للمعاينة بعد مرور أقل من 72 ساعة عن تعرضهم للاعتداء و في 57 بالمائة من الحالات تتم معاينتهم بعد انقضاء أكثر من 72 ساعة من تعرضهم للاعتداء و في 10 بالمائة من الحالات لا يتم أصلا تحديد المدة الفاصلة بين وقوع الاعتداء و احضار الضحايا للكشف و الفحص بالمصلحة. بالنسبة لعلاقة المعتدين بالضحايا من أفراد عينة البحث اتضح بأنهم جيران في 63 حالة و معارف في 27 حالة و من أفراد العائلة في 18 حالة و لا تربط بينهم أية علاقة(غير معروفين)في 20 حالة و تربطهم علاقات عمل في5 حالات و أصدقاء في 4 حالات و علاقات أخرى في 9 حالات ...أما مكان الاعتداء فهو عمومي في 29 بالمائة من الحالات و مكان العمل في 3 بالمائة من الحالات و منزل المعتدي في 23 بالمائة منها و منزل الضحية في 3 بالمائة من هذه الحالات و يتعلق الأمر بأماكن أخرى متعددة في 20 بالمائة من الحالات و أماكن لم يتم تحديدها أصلا بالنسبة ل 22 بالمائة من الحالات المسجلة.أما عن نوعية الاعتداءات فهي في 26 بالمائة من الحالات عبارة عن انتهاك للعرض أو اغتصاب و في 74 بالمائة من هذه الحالات يتعلق الأمر بالملامسات الجنسية. بخصوص الأضرار التي تمت معاينتها سجل الأطباء تمزق حديث في غشاء بكارة طفلة واحدة بينما تعرضت طفلة أخرى لتمزق مماثل قديم قبل وقوع الاعتداء و شخص الأطباء جروحا على مستوى العضو التناسلي لطفلة ثالثة و اصابات شرجية لدى طفلة رابعة كما سجلت اصابات شرجية لدى 34 صبيا في حين لم يتم تشخيص أية آثار لاصابات عضوية جلية لدى 40 طفلة و 68 طفلا و الملاحظ أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات هم الأكثر استهدافا بنسبة تزيد عن 67 بالمائة من أفراد العينة و الذكور يشكلون أغلبية الضحايا.توصيات بفتح وحدة معاينة متعددة الاختصاصات و مركز للتكفل بالضحايا نظرا لتزايد أعداد ضحايا هذا النوع من الاعتداءات الخطيرة على البراءة و منطقة تيزي وزو مجرد عينة تعكس ما يحدث بباقي المناطق ببلادنا.وأوصى الأطباء الذين قاموا بهذه الدراسة بالاقتداء بالعديد من الدول الأجنبية و العربية التي أعلنت الحرب على هذه الظاهرة بدءا بكسر الطابوهات و التحسيس و التوعية بضرورة المعاينة و التشخيص السريع و التكفل الفعال من النواحي الطبية و الشرعية و النفسية و الاجتماعية بالضحايا و تقديم الأدلة و جمع كافة المعلومات التي تمكن من تحديد هوية المعتدين و من ثمة متابعتهم قضائيا و معاقبتهم.مع الدعوة الملحة لفتح وحدة متعددة التخصصات و مركز لاستقبال الأطفال من ضحايا الاستغلال الجنسي و التكفل المتخصص بهم فالطفل الذي لا يحظى بالعلاج الشامل الكامل المناسب في الوقت المناسب يتحول عندما يكبر الى مريض نفسيا و شاذ جنسيا يعتدي على أطفال أبرياء كما اعتدى عليه ذئب بشري بدافع الانتقام و هلم جرا.