أعطت نتائج التصويت الخاصة بتحديد هوية رؤساء بلديات ولاية جيجل التي جرت يوم الخميس الماضي والتي مست 22 مجلسا بلديا من إجمالي 28، تفوقا مؤقتا للتجمع الوطني الديمقراطي بحصوله على رئاسة ست بلديات في انتظار الحسم في 6 بلديات أخرى بداية من يوم غد الأحد. وقبل ذلك جرت عملية انتخاب الرؤساء الجدد عبر تحالفات واتفاقيات في العلن والخفاء كان الخاسر الأكبر فيها حزب جبهة التحرير الوطني الذي أضاع 7 بلديات كان يرأسها في انتخابات 2007، بحيث لم يفز هذه المرة سوى بأربع بلديات وهي جيجل سيدي عبد العزيز، جيملة والأمير عبد القادر. وهذا إثر اتفاقيات أبرمها مع بعض التشكيلات الحديثة النشأة مقابل استفادة هذه الأخيرة من مناصب النيابة. وبعد أكبر خسارة تلقاها الأفلان بعد أن أزيح عن رئاسة المجلس الشعبي الولائي الذي ترأسه لعهدتين من طرف حركة الوطنيين الأحرار، ها هو يخسر واحدة من أكبر معاقله ونعني بها بلدية الميلية التي فاز بها هذه المرة حزب العمال بعد الإتفاق بالقسم على المصحف وبحضور محضر قضائي لثلاث تشكيلات وضعت نصب أعينها قطع الطريق أمام رئيس البلدية المنتهية عهدته المنتمي لحزب جبهة التحرير الوطني لكن المفاجأة التي حدثت أثناء إجراء عملية الاقتراع للتصويت على مترشحي حزب العمال لعور الطيب وحزب الأفلان بولجويجة عمر، هذا الأخير الذي شعر بأن حظوظه في الفوز منعدمة حينها انسحب تاركا المنافسة على الرئاسة لممثل حزب جيل جديد الذي تحصل على صوتين فقط مقابل 23 لمرشح حزب العمال بل الأكثر من ذلك فقد منح منتخبو الأفلان الخمسة أصواتهم لمترشح حزب العمال بما في ذلك متصدر قائمة الأفلان المنسحب من السباق. أما مفاجأة الاقتراع الخاص بالحسم في رؤساء البلديات فكانت من صنع اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية الحديث النشأة ومع ذلك استطاع الفوز لحد الآن بأربع بلديات وهي خيري واد عجول، الشحنة، ايراقن سويسي، وقاوس. هذه الأخيرة التي عرفت الانتخابات بها انسحاب منتخبي حزب جبهة التحرير الوطني الثمانية من المنافسة بعد أن تأكد لهم تحالف التجمع الوطني الديمقراطي ضدهم من خلال منح الصوتين المتحصل عليهما على خلفية "خد-هات" أي من أجل أخذ أصوات حزب بحبوح نور الدين المقدرة ب 45 مقعدا الفائز بها في انتخابات 29 نوفمبر أثناء انتخاب عضو مجلس الأمة عن ولاية جيجل خاصة وأن حظوظ التجمع الوطني الديمقراطي في مثل هذه التحالفات والاتفاقيات كبيرة على اعتبار أنه يحوز على 113 مقعدا في المجالس البلدية والولائي يليه حزب جبهة التحرير الوطني ب 110 مقاعد. الأرندي الذي يتوقع مسؤولوه بجيجل الفوز ب 10 بلديات بعد حصوله رسميا على 6 بلديات وهي أولاد رابح أولاد عسكر برج الطهر، سلمى بن زيادة، العوانة والطاهير يطمح الى بسط هيمنته على صندوق تحديد الفائز في اقتراح عضو مجلس الأمة بالاعتماد والرجوع الى تحالفاته مع الأحزاب الجديدة الفائزة معا ب 117 مقعدا في المجالس البلدية والولائي في انتظار مع من سيتحالف تكتل الجزائر الخضراء – 47 مقعدا والجبهة الوطنية الجزائرية ب 18 مقعدا والجبهة الشعبية الجزائرية ب 21 مقعدا من منطلق أن هذه الأحزاب لاحظ لها في مثل هذا الاقتراع لكن أصواتها مهمة جدا في تحديد الفائز بعضوية مجلس الأمة عن ولاية جيجل وهي العملية التي دخلت في حسابات الساعين للفوز برئاسة المجالس الشعبية البلدية تحت شعار "خد-هات"، فهل سيكون مصير حزب جبهة التحرير الوطني في اقتراع مجلس الأمة مرهونا بتوازنات هذه التحالفات ومن ثمة يلقى نفس ما وقع له في انتخابات 29 نوفمبر عندما ضيع رئاسة المجلس الشعبي الولائي ومعه 7 بلديات.