افرزت انتخابات تجديد المجالس البلدية والمجلس الشعبي الولائي ببسكرة خارطة سياسية جديدة جراء دخول بعض العوامل المؤثرة، وبالعودة للنتائج فإن الخاسر الأكبر فيها هو حزب جبهة التحرير الوطني الذي فقد رئاسة عدد من البلديات التي كانت في وقت سابق من معاقله الكبرى بعد أن رجعت رئاسة المجلسين البلدي والولائي بعاصمة الولاية الى الأرندي رغم تولي الأفلان رئاستهما منذ سنوات متتالية، إضافة الى بلديات اخرى كانت تحسب عليه خاصة بالجهة الشرقية على غرار بلديات سيدي عقبة، زريبة الوادي ، والحوش وأخرى بالجهة الغربية كطولقة، لغروس، وفوغالة. في المقابل حافظت بلديات أخرى على تقاليدها ووفائها للحزب العتيد من خلال اسنادها الرئاسة له رغم محاولات الإطاحة به وسحب البساط من تحت أقدامه في ظل المنافسة الشرسة من بعض الأحزاب في مقدمتهم الأرندي، كما مكنت التحالفات المبرمة مع عدد من التشكيلات السياسية التي خضع بعضها لمبدأ الانتماء العشائري في ترجيح الكفة لصالح بعضها على الآخر، حيث اسفر التحالف المبرم بين الأفلان المتحصل عل ىسبعة مقاعد من أصل15 مقعدا بعين الناقة من الظفر بالرئاسة بعد تحالفه مع حزب العمال المتحصل على مقعد واحد ما كان سببا في اقصاء الأرندي. وكذلك الأمر بالنسبة لبلدية الفيض التي ظفر فيها الأفلان بالرئاسة بعد تحالف مع الأفانا والأمبيا على حساب الأرندي المقصى من رئاسة المجلس رغم سعيه بكل السبل للظفر بها لاعتبارات عشائرية بحتة، وعلى الرغم من فوز الأفلان في بادئ الأمر بخمس بلديات بالأغلبية المطلقة على غرار عين زعطوط، اولاد جلال، مشونش وتحقيقه الفوز عبر15 بلدية بالأغلبية النسبية على غرار ما حصل بعاصمة الولاية ، سيدي عقبة و الحوش، إلا أن التحالفات افقدته بعضها بعد أن عادت فيها الرئاسة لأحزاب أخرى لم يفكر متصدرو قوائمها يوما في الفوز بمنصب الرئيس، لكن هذا لم يمنع من فوزه ببلديات عين زعطوط، لوطاية، بوشقرون، سيدي خالد، البسباس، أولاد جلال، مقابل فوز الأرندي ببعض البلديات الأخرى منها ليشانة و مزيرعة ذات التحالفات بقدر ما كانت نقمة على الأفلان تحديدا فإنها في المقابل كانت نعمة على بعض التشكيلات السياسية الأخرى المتحالفة رغم عدم توافق بعضها سياسيا ما أدى إلى ظهور بعض التشكيلات السياسية غير المألوفة لدى المواطن البسكري والتي نجحت في الفوز برئاسة 06 مجالس بلدية منها بلدية سيدي عقبة التي عادت الرئاسة فيها لحزب الحرية والعدالة بعد تحالفها مع الأرندي ما مكن الشيخ الامام مبروك جمالي من التربع على عرش البلدية،وعلى مستوى بلدية الحوش حققت فيها جبهة المستقبل بدورها المفاجأة بإزاحتها للأفلان حيث اثمر تحالفها مع الأرندي بافتكاكها لرئاسة البلدية، وكذلك الأمر بالنسبة لبلدية زريبة الوادي الذي قلبت فيها جبهة النضال الطاولة على الأفلان و الأرندي بعد تحالفها مع الأمبيا وفوزها برئاسة عاصمة التبغ والحنة، وبعاصمة التمور طولقة. فجرت حركة الانفتاح مفاجأة أخرى بعد ظفرها بالرئاسة جراء تحالفها مع الأرندي كما حققت الحركة الشعبية ببلدية الشعيبة نفس المفاجأة بعد تحالفها مع الأرندي وفوزها بمقعد الرئاسة. أما حزب الفجر الجديد ففاز برئاسة بلدية فوغالة. كما كان للقوائم الحرة نصيب من النجاح بعد ظفر قائمة حرة ببلدية لغروس برئاسة المجلس البلدي. احزاب التيار الاسلامي بدورها كان لها نصيب محدود بعد ظفر حركة حمس برئاسة بلدية الدوسن والنهضة المتحالفة مع الأرندي ببلدية شتمة وتحالف حمس اصلاح ببلدية الحاجب.