الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي تتكفل شهريا بأكثر من 90 حالة خطيرة يتكفل الطاقم الطبي و شبه الطبي لمصلحة الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة ب 300 إلى 450 مصابا في حوادث المرور كل شهر، و تأتي حوادث الحافلات في المقدمة و تليها حوادث الدراجات النارية ،و تبين الفحوص بأن 90 من هؤلاء في المتوسط اصاباتهم خطيرة و يلقى أكثر من ربع الضحايا حتفهم متأثرين بجروحهم،حسب الأرقام التي قدمها رئيس أطباء المصلحة،مشيرا إلى أن السنة الجارية سجلت عددا أقل نسبيا في أعداد حوادث المرور مقارنة بالسنوات الثلاث التي سبقتها لكنها أكثر خطورة و ازهاقا للأرواح. البروفيسور مصطفى حساني أوضح للنصر،بأن الغالبية العظمى من المصابين في حوادث المرور الذين ينقلون إلى المصلحة، يقيمون بولايات قسنطينة و ميلة و أم البواقي بالدرجة الأولى، كما تستقطب المصلحة ضحايا من ولايات أخرى بالشرق الجزائري لأن مصالح الاستعجالات الجراحية الموجودة بمستشفياتها تتحفظ إذا تعلق الأمر بالتكفل بالحالات المستعصية لمتعددي الاصابات و الصدمات،فتفضل نقلها على متن سيارات الاسعاف إلى مستشفى بن باديس. و هنا حسبه يكمن سر الاكتظاظ الدائم في هذه المصلحة و احتجاجات مرافقي المصابين الذين لا يفهمون و لا يتفهمون الصعوبات التي يواجهها الفريق الطبي عندما تتوقف أمام المصلحة عدة سيارات إسعاف تقل الكثير من الحالات الاستعجالية المستعصية، مشيرا إلى أن 50 بالمائة من أسرة المصلحة مخصصة لضحايا حوادث المرور الخطيرة الذين يتطلب التكفل بهم تجهيزات و امكانيات كبيرة و دقيقة في حين لم يتم دعمها لسد الاحتياجات المتزايدة منذ ثلاث سنوات. و شدد بهذا الخصوص «أتفهم نقل ضحايا حوادث المرور الثقيلة التي وقعت بولاية قسنطينة إلى هذه المصلحة لأن المستشفيات الصغيرة بالضواحي لا تتوفر على وسائل التكفل المناسبة، لكن ما لا أفهمه هو تحويل الضحايا من مستشفيات ولايات أخرى، بها مصالح للاستعجالات الجراحية مجهزة إلى مصلحتنا دون استشارة أو موعد أو إبلاغ مسبق، مما يحتم علينا تجاوز إمكانياتنا و قدراتنا و رفع التحديات باستمرار».و المؤسف كما قال أن الانخفاض الذي يمكن تسجيله في عدد الحوادث التي وقعت خلال سنة 2012 تقابله زيادة بنسبة تفوق 8 بالمائة في خطورة الحوادث التي تؤدي إلى سقوط جرحى متعددي الصدمات و موتى. السبب الأول هو ارتفاع عدد حوادث الحافلات لأن أغلبها قديمة و كل حادث منها يخلف ضعفي أو ثلاثة أضعاف المصابين في حوادث السيارات. و السبب الثاني هو حوادث الدراجات النارية التي تفتك بحوالى 80 بالمائة من المصابين لأنهم لا يستعملون القبعات الواقية أو تؤدي إلى اصاباتهم بإعاقات حركية خطيرة لا يمكن علاجها و نشاهد يوميا أطفالا و مراهقين يتنافسون في اقتناء الدراجات النارية و تشكيل مواكب للسباقات و الاستعراضات و الألعاب البهلوانية في الطرقات.و لا أحد يتدخل لحمايتهم من أنفسهم و طيشهم. كما أن استخدام الطريق السريع يشجع السائقين بأنواعهم على مضاعفة السرعة إلا من رحم ربك.و شدد على ضرورة مشاركة المجتمع المدني في التوعية و التحسيس و الوقاية من حوادث المرور و تشديد العقوبات على المتسببين فيها. و أشار البروفيسور من جهة أخرى إلى تعدد مصادر المعلومات مما يؤدي إلى عدم ضبط احصائيات دقيقة لهذه الحوادث. بالنسبة لمصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى بن باديس ،قال بأنها تكفلت خلال سنة 2011 ب 2569 من المصابين في حوادث المرور و تكفلت في سنة 2010 ب2280 مصابا و ب 2243في سنة 2009.و الملاحظ خلال السنوات المذكورة أن وحدهم المرضى الذين تتطلب حالاتهم التدخل الجراحي الإستعجالي يفوق عددهم قليلا عدد المصابين في حوادث المرور حيث بلغ عدد هؤلاء في سنة 2011 على سبيل المثال 2757 مريضا و يأتي في المرتبة الثالثة ضحايا الاعتداءات المختلفة ب 2075 حالة و في المرتبة الرابعة ضحايا حوادث العمل ب1251 حالة ثم المحروقين الذين بلغ عددهم في نفس العام 273 حالة. إلهام.ط