اتهم لاجئون من مدينة “تمبكتو"، في مالي، القوات المالية بممارسة التطهير العرقي ضد العرب والتوارق. و نقلت وكالة الأناضول التركية أمس، عن محمد ولد خدامين، أحد اللاجئين الماليين، الذين التقتهم ، على الحدود الموريتانية مع مالي، أن القوات الحكومية تمارس تمييزا ضد مجموعات عرقية في البلاد، وهي تخرج العرب والتوراق من بيوتهم وتضع يدها على ممتلكاتهم، مشيرا أنه «لا يوجد حرب في مالي، وإنما تطهير عرقي بحق العرب والتوارق". وقال ولد خدامين، أن المقاتلات الفرنسية تقصف مناطق واسعة بحجة وجود مقاتلين من حركة أنصار الدين، وتستهدف محطات البترول، والأماكن التي يؤمن السكان منها احتياجاتهم اليومية. وذكر هذا اللاجئ أن الجيش المالي يستخدم بعض المجموعات العرقية مثل “بامبارا" و»سونغاي"، التي تعيش شمال البلاد كميليشيات، متهما إياها بتلفيق إدعاءات حول مساعدة العرب للمجموعات المسلحة، الأمر الذي أدى إلى اعتقال بعضا منهم. وفي ذات السياق، نقلت الوكالة عن حسن آغ حسينو، و هو الآخر لاجئ من تمبكتو، حيث روى معاناتهم أثناء رحلة اللجوء إلى موريتانيا، وكيف حلقت المقاتلات الفرنسية على علو منخفض فوق سيارتهم أثناء فرارهم من المنطقة ظنا منها أنهم من المسلحين، حيث اضطروا لاحقا للترجل من السيارة والركض بعيدا إلى أن حلقت الطائرة مبتعدة عنهم. وقال حسينو أنهم تركوا منازلهم خوفا على أرواحهم، بعدما تناهى إلى مسامعهم خبر إعدام عدد من أقاربهم، مشيرا أن غالبية العرب والتوارق تركوا المنطقة. يذكر أن عدد اللاجئين الفارين من العمليات العسكرية شمال البلاد نحو الحدود الموريتانية فقط تجاوز 60 ألف شخص، ووصل المخيمات التي أقيمت على الحدود، خلال 20 يوما الماضية، 15 ألف شخص. و كان المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل الوقاية من الإبادة أداما ديانغ، قد حذر في وقت سابق من الخطر المتزايد المتزايد للثأر من السكان المدنيين من التوارق و العرب في مناطق تمبوكتو و كيدال و غاو في شمال مالي. كما كانت منظمتا منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش لمراقبة حقوق الإنسان قد أكدتا وقوع أعمال القتل خارج القانون على أيدي القوات الحكومية في مالي لعشرات المدنيين في بلدتي سيفير وكونا. وتحدثت المنظمتان عن هجمات انتقامية عرقية قام بها الجيش المالي، وقالت منظمة العفو الدولية إن خمسة مدنيين على الأقل قتلوا في هجوم بطائرة هليكوبتر في أول يوم للتدخل العسكري في مالي.