عائلات تطالب بالترحيل من مزرعة تعود إلى الحقبة الإستعمارية بالجسر الأبيض طالبت 15 عائلة تقطن بمزرعة بيشة يوسف بالجسر الأبيض على مستوى الضاحية الغربية لمدينة عنابة بضرورة التدخل الفوري و العاجل للسلطات المحلية من أجل إتخاذ إجراءات كفيلة بإنقاذ حياة عشرات الأشخاص من خطر العيش وسط جدران آيلة للإنهيار في أية لحظة، لأن الوضع الراهن ينذر بحدوث كارثة قد تكون عواقبها وخيمة، و الترحيل إلى سكنات إجتماعية جديدة يبقى في صدارة مطالب العائلات المعنية بعد معاناة طويلة مع الأسقف المنهارة و الجدران المتصدعة. المحتجون و في شكوى رسمية وجهوها إلى والي الولاية أكدوا بأن مزرعة أول نوفمبر بشارع بيشة يوسف تابعة لديوان الترقية و التسيير العقاري، و السكنات المتواجدة على مستوى هذه المزرعة كانت محل العديد من زيارات المعاينة من طرف فرق المصالح التقنية، و التي أظهرت تقاريرها بأن جدران البنايات تعرضت لتصدعات، بسبب التشققات الكثيرة، فضلا عن تصدع جزء هام من الطابق الأرضي، هذا بالإضافة إلى مشكل التسربات المائية الذي يطفو على السطح بمجرد تساقط الأمطار، لأن السيول الجارفة تتسرب إلى السكنات، و الخطر يتزايد على السكان، على خلفية تواجد الأسلاك الكهربائية بطريقة فوضوية داخل البنايات. و أشار المعنيون إلى أن هذه المزرعة كانت محل زيارات ميدانية عديدة للسلطات المحلية، و قد تعهد أعضاء المجلس البلدي السابق بإتخاذ إجراءات ميدانية إستعجالية كفيلة بإدراج العائلات القاطنة بمزرعة بيشة يوسف ضمن قوائم المستفيدين من السكن الإجتماعي في إطار برنامج القضاء على السكن الهش، مع التأكيد على تخصيص حصة من مشروع 80 وحدة سكنية بحي ضربان بوادي الفرشة لهذه العائلات، لكن هذه الوعود لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع، مما أبقى معاناة العائلات متواصلة إلى إشعار آخر، و صرخات إستغاثتها تنتظر رد فعل من السلطات المحلية، سيما و أن الجهات المعنية كانت منذ أزيد من عشرية قد قامت بترحيل بعض العائلات التي كانت تقطن المزرعة، الأمر الذي دفع السكان إلى المطالبة بمواصلة عملية الترحيل، خاصة و أن العائلات ال-15- تقيم بهذا الموقع منذ قرابة نصف قرن من الزمن، في غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة . و أشار السكان في عريضة الإحتجاج إلى أن وضعية منازلهم الآيلة للإنهيار أجبرهم على الإعتماد على توصيلات فوضوية لربط سكناتهم بشبكة الكهرباء إنطلاقا من الأعمدة الكهربائية ذات التوتر العالي المجاورة للمزعة، الأمر الذي يهدد سلامة السكان، لأن العيش لسنوات طويلة تحت أعمدة التوتر المرتفع كان كافيا لتعرض العشرات من السكان لأمراض مزمنة كالحساسية و الربو، هذا بالإضافة إلى إشتراك جميع العائلات في مرحاض واحد على مستوى ساحة المزرعة بسبب صغر مساحة السكنات، مادام أفراد العائلات يجبرون في أغلب الأحيان على النوم بالتناوب، بصرف النظر عن معاناتهم في رحلة البحث عن الماء الشروب، لأن سكناتهم ليست مربوطة بشبكة المياه الصالحة للشرب، و التزود بهذه المادة الحيوية يكون تارة من صنبور الماء المتواجد بمركز المكفوفين المحاذي للمزرعة و تارة أخرى من العمارات غير البعيدة عن شارع بيشة يوسف. و على هذا الأساس فقد طالبت العائلات بضرورة إستجابة السلطات المحلية لمطلبها القاضي بتخصيص حصة لقاطني هذه المزرعة عند إستئناف عملية توزيع السكنات الإجتماعية المندرجة ضمن برنامج الولاية الرامي للقضاء على البيوت الهشة و القصديرية، لأن المنازل المتواجدة بهذه المزرعة تعتبر من مخلفات محتشدات المستعمر الفرنسي، إستغلتها عشرات العائلات مباشرة عند الإستقلال و إتخذت منها مقرات للإقامة، لكن المعاناة طالت لنحو نصف قرن و أصبحت متعددة الأوجه، على إعتبار أن أكوام القمامة تبقى تحاصر البيوت، فضلا عن إنتشار الروائح الكريهة، جراء إنكسار قنوات الصرف الصحي و تواجد برك من المياه القذرة الراكدة في محيط المزرعة.وقد حاولنا الاتصال بالهيئات المعنية لمعرفة موقفها من مطالب السكان غير أننا لم نتمكن من ذلك.