عائلات تقيم تحت أعمدة الضغط العالي بمزرعة سي الساسي بالبوني طالبت العديد من العائلات التي تقطن بمزرعة سي الساسي المتواجدة بإقليم بلدية البوني بضرورة التدخل الفوري و العاجل من السلطات المحلية لولاية عنابة لإتخاذ إجراءات كفيلة بإنقاذ حياة عشرات الأشخاص من خطر العيش تحت أسلاك توصيلات كهربائية ذات التوتر العالي، لأن الوضع الراهن ينذر بحدوث كارثة قد تكون عواقبها وخيمة، و الترحيل إلى سكنات إجتماعية جديدة يبقى في صدارة مطالب السكان. المحتجون و في شكوى رسمية وجهوها إلى والي الولاية أكدوا بأن مصالح بلدية البوني كانت في وقت سابق بترحيل العديد من العائلات التي كانت تقطن المزرعة،الأمر الذي دفعهم إلى المطالبة بمواصلة عملية الترحيل، خاصة و أنها تقيم بهذا الموقع منذ قرابة نصف قرن من الزمن، و هذا في غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة . و أشار السكان في عريضة الإحتجاج إلى أن عدم توصيل منازلهم الآيلة للإنهيار بشبكة الكهرباء أجبرهم على اللجوء إلى قرصنة الطاقة الكهربائية، و ذلك بالإعتماد على توصيلات فوضوية إنطلاقا من الأعمدة الكهربائية ذات التوتر العالي المجاورة لسكناتهم، الأمر الذي يهدد سلامة السكان، لأن العيش لسنوات طويلة تحت أعمدة التوتر المرتفع كان كافيا لتعرض العشرات من سكان المزرعة لأمراض مزمنة كالحساسية و الربو . و لعل ما دفع بعائلات مزرعة سي الساسي إلى الخروج عن صمتها شروع مصالح دائرة البوني قبيل شهر رمضان في توزيع حصص من السكنات الاجتماعية المندرجة في برنامج الولاية الرامي للقضاء على البيوت الهشة و القصديرية، لأن المنازل المتواجدة بهذه المزرعة تعتبر من مخلفات محتشدات المستعمر الفرنسي، استغلتها عشرات العائلات مباشرة عند الاستقلال و اتخذت منها مقرات للإقامة، لكن المعاناة طالت لنحو نصف قرن، بعدما مست عملية الترحيل أربع عائلات فقط من إجمالي قاطني مزرعة سي الساسي، مما أرغم البقية على توجيه صرخة استغاثة إلى السلطات المحلية بالولاية لاتخاذ قرار يقضي بالترحيل الجماعي لسكان هذه المنطقة، و بالتالي وضع حد لمعاناتها مع أعمدة التوتر المرتفع، و لو أن هذه المعاناة أصبحت متعددة الأوجه، على اعتبار أن أكوام القمامة تبقى تحاصر البيوت، فضلا عن انتشار الروائح الكريهة، جراء انكسار قنوات الصرف الصحي، و تواجد برك من المياه القذرة الراكدة في محيط الحي. ص / فرطاس