الروائي رابح بوشارب يناشد المسؤولين لإنقاذ تظاهرة "الربيع القسنطيني للمثقف" اعترف الروائي رابح بوشارب بأنه واجه عراقيل في تنظيم الطبعة السابعة لتظاهرة الربيع القسنطيني للمثقف، التي نجحت في جعل بلدية بني حميدان بقسنطينة محجا للأدباء و الشعراء و المبدعين حسبه. و اشتكى صاحب مبادرة الربيع القسنطيني للمثقف من صعوبات من شأنها التأثير على استمرارية التظاهرة التي تمكنت من إخراج البلدية من عزلتها و غربتها على حد وصفه، كاشفا بأن ثمة من يقفون ضد نجاح التظاهرة و لا يريدون للمنطقة أن تكون محجا للمثقفين و تخطف الأضواء الثقافية و الإعلامية كما فعلت في السنوات الماضية باستضافتها أسماء أدبية معروفة و باحثين و مبدعين من مختلف مناطق الوطن نذكر منهم على سبيل المثال عبد الرزاق بوكبة، عبد الحميد شكيل، عاشور بوكلوة، أحسن تليلاني، ناصر لوحيشي ، ندير طيار، نادية نواصر، أحسن دواس، ابراهيم رخوم، عبد القادر شرابة و الدّكتور عبد الله حمادي...و غيرهم من المثقفين الذين لبوا الدعوة و حضروا التظاهرة التي تهدف إلى مد جسور التواصل بين المبدعين في شتى المجالات و الأدب بشكل خاص. و ذكر محدثنا بأنه رغم تبدد حلم تمديد فترة التظاهرة لأكثر من يوم مثلما وعدهم رئيس البلدية السابق، فإنهم غير مستعدين للتخلي عن المبادرة التي انطلقت من فكرة شخصية قبل أن يتبناها عدد كبير من المتعطشين للقاءات الأدبية خارج الفضاءات المغلقة و المناسبات الرسمية، و من يبحثون عن التواصل الأدبي و الفكري و التحرّر الفني في خرجات ربيعية تجمع بين السياحة و الثقافة لما يتخللها من زيارات للمعالم و المواقع الأثرية بكل من تيديس أو كالديس...صباحا و القاءات شعرية و نثرية مساء في يوم حافل قال عنه الدكتور عبد الله حمادي أنه أحسن من تظاهرة الجناديرية بالسعودية التي كان له حظ المشاركة فيها. و أكد رابح بوشارب بأن التظاهرة ستكون في الموعد ككل سنة بفضل تلقيهم الضوء الأخضر من رئيس بلدية زيغود يوسف الذي تبنى المبادرة و قدم لهم كل التسهيلات لتنظيمها في أحسن الظروف، مضيفا بأنهم في انتظار انضمام أسماء جديدة إلى قائمة الحضور التي تتسع من سنة إلى أخرى، مضيفا بأن عدد مهم من الأوفياء لهذا اليوم اتصلوا به للاستفسار عن موعده و أكدوا مشاركتهم، مشيرا إلى مراهنته على انضمام أسماء لامعة في الأدب العربي على غرار واسيني لعرج و آمين الزاوي.و ذكر بأن الروائي مراد بوكرزازة سيكون حاضرا لأول مرة معهم لإلقاء آخر إبداعاته. وناشد في الأخير المهتمين بالفعل الثقافي و الغيورين على المبادرات الثقافية الهادفة بإنقاذ هذه المبادرة المتميّزة التي احتلت مكانة مهمة في قلوب الكثيرين معتبرا بأن الوقت قد حان لأن تجد لها مكانا في رزنامة النشاطات الثقافية بقسنطينة و يتم تبنيها بشكل رسمي حتى لا تختفي و "يضيع دمها بين القبائل" على حد تعبيره. و للتذكير تعوّدت بلدية بني حميدان بقسنطينة استقبال ضيوفها من المبدعين، الكتاب والأدباء والشعراء مع حلول فصل الربيع و عادة ما يكون الموعد في نهاية شهر مارس و بداية أفريل للاحتفاء بالمثقفين على طريقتها في حفل متواضع بعيدا عن البهرجة و الميزانيات الضخمة التّي تعرفها عادة مثل هذه التّظاهرات، حيث يكتفي الضيوف بالقراءة أو الإنصات إلى إلقاء زملائهم المبدعين وسط الطّبيعة الملهمة تعوّد المشاركون على أجوائها الحميمية و البسيطة بساطة أهل المنطقة الذين يكرمونهم بطبق تقليدي موسمي ارتبط بفرحة حلول فصل الربيع "البراج". و من جهة أخرى كشف صاحب رواية "آهات الرجل المنصرم"الحائزة على جائزة الشيخ عبد الحميد ابن باديس و التي طرحت النموذج الحقيقي للرجل الثائر منذ اندلاع ثورة التحرير مرورا بالاستقلال و الحزب الواحد وصولا إلى الحرب على الإرهاب المتمسلم و الدكتاتورية المتمقرطة، بأنه بصدد وضع الخطوط الأخيرة لروايته الجديدة الموسومة "ليل القطار"و التي تناول فيها معاناة الجزائر في العشرية السوداء و تداعياتها و جراحها و توجهاتها.