الغديوي: الجزائر ما تزال معقلا للثوار    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    جبهة المستقبل تحذّر من تكالب متزايد ومتواصل:"أبواق التاريخ الأليم لفرنسا يحاولون المساس بتاريخ وحاضر الجزائر"    الجزائر تحتضن الدورة الأولى ليوم الريف : جمهورية الريف تحوز الشرعية والمشروعية لاستعادة ما سلب منها    المحترف للتزييف وقع في شر أعماله : مسرحية فرنسية شريرة… وصنصال دمية مناسبة    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    مذكرات اعتقال مسؤولين صهاينة: هيومن رايتس ووتش تدعو المجتمع الدولي إلى دعم المحكمة الجنائية الدولية    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    قرار الجنائية الدولية سيعزل نتنياهو وغالانت دوليا    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي محمد إسماعين    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    الجزائر محطة مهمة في كفاح ياسر عرفات من أجل فلسطين    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    47 قتيلا و246 جريح خلال أسبوع    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    تعزيز روح المبادرة لدى الشباب لتجسيد مشاريع استثمارية    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    4 أفلام جزائرية في الدورة 35    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    بورصة الجزائر : إطلاق بوابة الكترونية ونافذة للسوق المالي في الجزائر    إلغاء رحلتين نحو باريس    البُنّ متوفر بكمّيات كافية.. وبالسعر المسقّف    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    المغرب: لوبي الفساد يتجه نحو تسييج المجتمع بالخوف ويسعى لفرض الامر الواقع    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    الشباب يهزم المولودية    سباق الأبطال البليدة-الشريعة: مشاركة أكثر من 600 متسابق من 27 ولاية ومن دول اجنبية    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    العدوان الصهيوني: الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوء والكارثة تجاوزت التوقعات    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يزاحمن الذكور بقوة على ممارسة اللعبة الأولى في العالم
نشر في النصر يوم 08 - 03 - 2013

فتيات يكسرن الطابوهات ويحاولن ترسيخ ثقافة كرة القدم بقسنطينة
ربورتاج: مروان.ب - بورصاص.ر * تصوير: الشريف قليب
بدأت ثقافة ممارسة الجنس اللطيف لرياضة كرة القدم تترسخ في مدينة الجسور المعلقة، من خلال العدد الهائل من الفتيات المقبلات على اللعبة التي عرفت رواجا كبيرا في قسنطينة من خلال ظهور عدة أندية على مستوى المدينة، بدليل أن قسنطينة ستكون ممثلة في نصف نهائي السيدة كأس الجمهورية بناديين
و يتعلق الأمر بكل من فتيات قسنطينة وفتيات الخروب، وعلى الرغم من أن الفرق النسوية وجدت عدة صعوبات وعراقيل في بداياتها، خاصة من أجل إقناع أولياء اللاعبات للسماح لهن بممارسة كرة القدم، إلا أنه مع مرور الوقت بدأت الفكرة تأخذ انتشارا واسعا سيما في السنوات الأخيرة.
تأسيس نادي فتيات الخروب فكرة لاعبة دولية سابقة ورئيسة الفريق نجمة
وتعود فكرة تأسيس نادي فتيات الخروب الذي يعتبر عينة عن الأندية المتواجدة بالمدينة، إلى اللاعبة الدولية السابقة دراجي نجمة سنة 2006، من خلال إنشاء فريق لكرة القدم النسوية داخل القاعة، حيث أن رئيسة الفريق سبق لها و أن تقمصت ألوان عدة فرق، على غرار كل من وفاق تبسة و بجاية و سكيكدة، و كانت تجد نفسها مجبرة في كل مرة على التنقل خارج مدينة الجسور المعلقة، من أجل ممارسة الرياضة التي تستهويها وتعشقها منذ الصغر، و بعد أخذ و رد و تفكير طويل أصرت على تأسيس نادي في مدينتها بالخروب، حيث تحركت في كل الاتجاهات و طلبت المساعدة من بعض أهل الاختصاص و رجال المال و الأعمال الذين فتوحوا لها أبواب المساعدة، فتمكنت من إنشاء نادي فتيات الخروب الذي حقق أول صعود إلى القسم الأول 2008 / 2009.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن المدير العام لجريدة النصر العربي ونوغي كان صاحب فكرة تأسيس فريق كروي نسوي في مدينة الخروب، حيث ساهم إيجابا في بعث الفريق الأول "شبيبة فتيات الخروب" وكان رئيسه الشرفي ، حتى وقوف النادي على رجليه.
إقبال كبير والفتيات يزاحمن بقوة الذكور
ورغم أن الكرة النسوية تعتبر رياضة حديثة العهد في مدينة الجسور المعلقة، إلا أنها تستقطب عدة لاعبات، وصارت الفتيات تزاحمن بقوة الذكور في اللعبة رقم واحد في العالم، و خير دليل على ذلك أن مدينة الخروب بها ثلاثة أندية لكرة القدم النسوية، و فريق فتيات الخروب على سبيل المثال يضم 18 لاعبة في فئة الأكابر منهن 12 لاعبة من خارج مدينة الجسور المعلقة، إضافة إلى 84 لاعبة في مختلف الأصناف، كما أن النادي تعاقب عليه عدة تقنيين معروفين على غرار المدرب المساعد الحالي لشباب عين فكرون محمد بلشتر و لاعب شباب قسنطينة السابق أحمد بولفلفل، إضافة إلى لاعب جمعية الخروب السابق حما حشاش.
إقرار بتفوق الرجال وإصرار على المزاحمة في جميع المجالات
هذا و هناك إقرار من جانب الجنس اللطيف بتفوق الرجال في مجال كرة القدم، إلا أن الفتيات تحذوهن عزيمة كبيرة على تجاوز و تخطي كل الصعاب، من أجل النهوض بهذه الرياضة في مدينة قسنطينة، و العمل على مزاحمة الرجال و على استقطاب أكبر عدد ممكن من المشجعين في المدرجات.
هل الفتيات يبحثن عن الشهرة و المال أم أن كل ما هو ممنوع مرغوب؟
ومن خلال حديثنا إلى بعض اللاعبات و كذلك رؤساء الأندية النسوية، لفت انتباهنا أن معظم اللاعبات تحصلن على رواتب و أجور تتراوح ما بين 10 ألاف دينار إلى 50 ألف دينار جزائري، حسب الخبرة و المردود فوق أرضية الميدان، مثلما كشفت عنه للنصر رئيسة الفريق نجمة دراجي، و هو ما جعل السؤال الأول الذي راودنا هل الفتيات من خلال ممارستهن لكرة القدم يبحثن عن الشهرة و المال، أم أن كل ما هو ممنوع مرغوب؟ وقد تضاربت تصريحات اللاعبات حول هذا الموضوع.
الفتيات يكسرن الطابوهات ويتحدين المعطيات و يتحصلن على الامتيازات
ورغم كل العوائق والمشاكل التي تواجه اللاعبات من أجل ممارسة لعبتهن المفضلة، إلا أنهن كسرن كل الطابوهات و يتحدين المعطيات من أجل تحقيق الحلم الذي راودهن منذ الصغر، بحكم أن عدد معتبر من الفتيات الممارسات لكرة القدم يعود تعلقهن بهذه الرياضة إلى الصغر أين كن يلعبن الكرة في الأحياء إلى جانب جيرانهن و أصدقائهن.
ممارسة الفتيات للكرة بين متقبل للفكرة و مستهزئ بها
و تعرف المباريات الرسمية للجنس اللطيف إقبالا لا بأس به من الأنصار، على الرغم من الاختلاف الموجود بين الحضور، فمنهم من هو متقبل و يسجل حضوره في المدرجات لمتابعة المباراة و الاستمتاع بفنيات اللاعبات، وهناك من يستهزئ باللاعبات و معارض لممارسة الجنس اللطيف لرياضة كرة القدم، فيسجل حضوره بالمدرجات من أجل إزعاج اللاعبات و العمل على تشتيت تركيزهن على المباراة.
جل اللاعبات جامعيات و مخطئ من يظن أنهن " des filles ratées"
وعكس ما يروج و يشاع عنهن في الشارع بأنهن " des filles ratées"، فقد لفت انتباهنا من خلال حديثنا إلى عدد معتبر من اللاعبات ، خاصة مع رئيسة نادي فتيات الخروب، أن معظم اللاعبات جامعيات و حاملات لشهادات عليا، و أنهن وفقن في الجانب الدراسي و الرياضي معا، و هي النقطة التي تعتبر إيجابية و تحسب للاعبات فتيات الخروب.
"مير" الخروب وعد الفتيات بمناصب شغل لتخفيف العبء المالي على الإدارة
وأمام الرغبة الجامحة التي تحذو الفتيات في ممارسة كرة القدم، كان لزاما على السلطات المحلية لمدينة الجسور المعلقة الوقوف إلى جانبهن، من خلال توفير الظروف الملائمة لهن، والتي من أهمها تقديم الدعم المادي اللازم بهدف السماح لهن بممارسة اللعبة بارتياح ودون الالتفات إلى الأموال خصوصا في ظل قلة الموارد المالية، على اعتبار أن نادي فتيات الخروب لا يملك أي سبونسور باستثناء سبونسورمؤسسة واحدة ويكتفي دوما بالإعانات المقدمة من الدولة والتي لا تغطي في غالب الأحيان احتياجات الفتيات، ولهذا فقد فضلت رفيقات المتألقة محبوبة توجيه رسالة إلى رئيس بلدية الخروب بضرورة الوفاء بالوعد الذي قطعه على نفسه في بداية الموسم، من خلال توفير مناصب شغل لهن، وهو الأمر الذي من شأنه أن يخفف الأعباء المالية على إدارة الفريق بقيادة الرئيسة الشابة.
ومن خلال حديثنا إلى المسؤولين على النادي الكروي لفتيات الخروب، تبين لنا بأن السلطات المحلية بقيادة رئيس المجلس الشعبي البلدي للخروب عبد الحميد أبركان والرئيس الشرفي لجمعية الخروب جفال إبراهيم يعملان بجهد كبير، من أجل ترسيخ ثقافة الكرة النسوية في مدينة قسنطينة، بدليل أن الرجلين يقدمان كامل الدعم المادي والمعنوي لتشكيلة الرئيسة دراجي نجمة وفي غالب من الأحيان كانا وراء التكفل بتنقلات الفتيات، وليس هذا فحسب بل يساهمان في كل مرة بتقديم المستحقات المالية، وهو الأمر الذي اعتبره المسؤولون على هذا الفريق بمثابة التشجيع الكبير لهاته الفتيات على ممارسة كرة القدم، خصوصا وأن ولايات شرق البلاد كانت تفتقد لمثل هذه الأمور في السنوات القليلة الماضية.
بن دراجي نجمة (رئيسة الفريق)
كرة القدم ليست حكرا على الذكور ولا أظن أن البنت تفقد أنوثتها بممارستها
رغم أنها لم تتجاوز 25 ربيعا، إلا أنها تمكنت بفضل إرادتها القوية ورغبتها الجامحة في التأكيد على علو كعبها في هذا المجال، من خلال تمكنها من كسر كل الطابوهات، متحدية بذلك كل العادات وساهمت بقسط وافر وفعال في المساهمة في ترسيخ ثقافة الكرة النسوية في مدينة الجسور المعلقة، إننا نتكلم عن رئيس نادي فتيات الخروب كرة القدم دراجي نجمة التي أكدت في الحديث الذي جمعنا بها بأنها فخورة بمساهمتها في إدخال هذه الفكرة إلى مدينة قسنطينة، خصوصا وأن هذه اللعبة كانت حكرا على العاصميات فحسب، مشيرة بأن طموحها أكبر في المستقبل وهي بحاجة إلى الحصول على الدعم فقط من أجل شق طريقها نحو النجاح، وأضافت ذات المتحدثة بأنها تدعو الفتيات المهووسات بهذه اللعبة للالتحاق بفريقها، مؤكدة بأن كرة القدم ليست حكرا على الفتيات فحسب و مخطئ من يظن بأنها تفقد البنت أنوثتها وفي هذا الصدد قالت " أنا من بين الرئيسات الأوائل اللاتي أدخلن فكرة ممارسة كرة القدم إلى مدينة الجسور المعلقة، وفخورة بتمكني من النجاح، لقد تمكنت من جعل الفتيات يقتنعن بأن كرة القدم ليست حكرا على الرجال فحسب، وليس هذا فقط بل جعلتهن يقتنعن بأن ممارستهن لهذه اللعبة لن يفقدهن أنوثتهم كما يظن ويروج الكثيرون، ولهذا نتمنى أن نواصل بذات المنوال ونتمكن من ترسيخ هذه الفكرة في كل ولايات الوطن".
أحسن لاعبة في العالم متزوجة وأم لطفلين وفخورة باختياري أصغر رئيسة في العالم
وأضافت رئيسة نادي شبيبة فتيات الخروب دراجي نجمة بأنها تستغرب من أولئك الذين يعملون جاهدين لجعل الفتاة لا تمارس كرة القدم، بحجة أن ذلك سيجعلها تفقد أنوثتها وتصبح مشابهة للرجل في الكثير من المواصفات والتصرفات، مشيرة إلى أن لديها دليل قاطع بأن هذا الكلام عار من الصحة ولعل تجربة أحسن لاعبة في العالم وهي أمريكية الجنسية خير دليل على ما تقول، حيث تعد هذه اللاعبة متزوجة وفضلا عن ذلك فإنها انجبت طفلين، بالمقابل فقد أشارت دراجي نجمة إلى أنها فخورة باختيارها أصغر رئيسة في العالم لنادي كروي عبر الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة لقدم، وهنا قالت :" من يروج لإشاعة بأن الفتاة التي تمارس كرة القدم ستفقد أنوثتها مخطئ ولعل هناك مثال حي ومقنع، وهو أن أحسن لاعبة في العالم وهي أمريكية الجنسية متزوجة وأم لطفلين، ولهذا أقول للفتيات لا داعي للخوف وعليكن بممارسة كرة القدم إن كانت لديكن رغبة، وأنا اعتبر نفسي من المشجعات على ذلك، خصوصا وأن تجربتي ناجحة في هذا المجال، وهو الأمر الذي جعل الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم يختارني أصغر رئيسة في العالم".
ليس سهلا إقناع الآباء بالسماح لبناتهم بممارسة كرة القدم والحمد لله نجحت
وقد حاولت اللاعبة الدولية السابقة والرئيسة الحالية لنادي فتيات الخروب توجيه رسالة إلى الآباء عبر صفحات النصر للسماح لبناتهم اللائي لديهن رغبة في ممارسة كرة القدم، بولوج هذا العالم ولن يندموا على ذلك، حيث من الممكن أن تصبح هذه البنت واحدة ممن يمثلن الجزائر في المحافل الدولية، وهذا من خلال تمكنها من النجاح في كرة القدم والالتحاق بالمنتخب الوطني، وقد أشارت رئيسة نادي شبيبة الخروب إلى نقطة مهمة هي أنها قد تمكنت بفضل المجهودات الجبارة التي بذلتها في السنوات الأخيرة من إقناع الكثير من العائلات القسنطينية بالسماح لبناتها بممارسة اللعبة الأولى في العالم، وهنا قالت نجمة " ليس سهلا أن تقنع الآباء بالسماح لبناتهن بممارسة كرة القدم، خصوصا في مدينة قسنطينة المعروفة بتحفظها الكبير، ولقد تمكنت بفضل المجهودات الجبارة المبذولة من قبلي وكذا من قبل بعض المقربين من ذلك من النجاح، لقد أصبحت الفتيات يقبلن بشكل كبير على ممارسة كرة القدم ولهذا أنا جد فخورة بأنني واحدة من اللائي لعبن دورا فعالا في إدخال هذه اللعبة إلى مدينة قسنطينة العريقة".
نحظى بدعم منقطع النظير من السلطات وهدفي إعطاء صورة جيدة عن قسنطينة
وختمت أصغر رئيسة في العالم حديثها إلى النصر بالإشارة إلى نقطة جد مهمة، وهي أنها تمكنت من الحصول على الدعم اللازم من قبل السلطات المحلية للولاية وكذا المسؤولين على شؤون بلدية الخروب، مشيرة إلى أنها يكفيها فخرا أنها تمكنت من إعادة الهيبة لمدينة الجسور المعلقة، التي لا بد أن تصبح رائدة في كل المجالات على اعتبار أنها تعد واحدة من بين أعرق الولايات في الجزائر وليس هذا فحسب بل أكدت دراجي نجمة بأنها ستواصل شق طريقها في هذا المجال وتتمنى من الجميع أن يقدموا لهؤلاء الفتيات الدعم حتى ولو كان معنويا، وفي هذا الخصوص قالت " نحظى بدعم منقطع النظير من قبل السلطات المحلية لولاية قسنطينة وعلى رأسهم السيد الوالي وكذا مدير الشبيبة والرياضة، بالإضافة إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي للخروب الذي هو في اتصال دائم معي ويؤكد لي وقوفه الدائم مع الفتيات، ولهذا أنا استغل الفرصة وأطلب المساعدة من جديد، خصوصا وأن هدفي هو إعطاء صورة جيدة عن مدينة الجسور المعلقة التي يجب أن تكون رائدة في جميع المجالات، لا سيما أن الجميع يعلم أنها مدينة العلم والعلماء وتحتاج إلى مثل هذه الثقافات".
عزيزي صبرينة(نائبة الرئيسة)
نجاحنا في كرة القدم جعلنا نفكر في بعث فرع كرة الطائرة
أكدت عزيزي صبرينة نائبة رئيسة فتيات الخروب أن نجاح الفريق على مستوى كرة القدم، جعل إدارته تفكر بكل جدية في بعث فرع الكرة الطائرة، اللعبة التي غابت عن مدينة الخروب لقرابة عشرية كاملة رغم وجود عدة مولاعات بالكرة الطائرة و متتبعين لها و قالت: "قدمت إلى فريق فتيات الخروب بفضل صديقتي رئيسة النادي نجمة، وأنا من بين المعجبات بالعمل المقدم من طرفها، مما جعلني ألتحق بهذا النادي من أجل بعث خاصة فرع الكرة الطائرة، بحكم أنني لاعبة سابقة و تحسرت كثيرا على زوال هذه اللعبة من مدينة الخروب التي كانت في وقت سابق تحظى بمكانة محترمة، كما أن غياب المنشآت و القاعات أهم نقطة نعاني منها، و هنا أفتح قوسا لأوجه تحية خاصة إلى مدير إكمالية قربوعة كحيلي الذي أتاح لنا الفرصة و سمح لنا بالتدرب في القاعة التابعة للإكمالية.
خالد زنور (مدرب الفريق)
أتشرف بتدريب البنات وطموحاتي كبيرة في النجاح
أكد مدرب نادي شبيبة الخروب بأنه يتشرف بتدريب الفتيات ولم يجد مانعا في الالتحاق بالعارضة الفنية لهذا الفريق لما اتصلت به رئيسة الفريق، مشيرا بأنه سعيد لمساهمته في إدخال هذه الثقافة الجديدة على مدينة الجسور المعلقة، بالمقابل أكد هذا المدرب الشاب بأن طموحاته كبيرة جدا مع هؤلاء الفتيات اللائي يستحقن التشجيع، خصوصا وأن لديهن الإمكانات للوصول إلى أبعد الحدود وهنا قال خالد " أتشرف بتدريب البنات كتشرفي بتدريب الذكور، لم يكن من السهل علي الالتحاق بالعارضة الفنية لأحد الفرق النسوية وأنا الذي لم يسبق لي العمل معهن، ولكن كلام الرئيسة وطموحاتها وأهدافها جعلتني أقبل بذلك، ولم أندم على الإطلاق، خصوصا وأنني اعتبر نفسي واحدا من المساهمين في إدخال هذه الثقافة الجديدة على مدينة الجسور المعلقة".
أحمد مدرب الحراس
تدريب الفتيات صعب، إلا أنني رغبت بخوض هذه التجربة
وأضاف مدرب الحراس أحمد بأنه هو أيضا يتشرف بتدريب الفتيات والمساهمة في إدخال هذه الثقافة الجديدة على مدينة قسنطينة، مشيرا إلى نقطة مهمة وهي أن تدريب الجنس اللطيف صعب مقارنة بالرجال، إلا أنه يعتبر ذلك تجربة تستحق المغامرة وفي هذا الصدد قال " صحيح أن تدريب الفتيات صعب للغاية، على اعتبار أن التعامل معهن يختلف بشكل كبير على التعامل مع الذكور، إلا أنني فخور بخوض هذه التجربة التي اعتبرها ناجحة، على اعتبار أنها مكنتني من الوقوف على الإمكانات الكبيرة للبنات واللائي يحتجن كل التشجيع سواء من المجتمع أو السلطات".
اللاعبة بكوش محبوبة
عائلتي رفضت ممارستي لكرة القدم ولكن التحاقي بالخضر شفع لي
تؤكد بكوش محبوبة أحسن لاعبة في الفريق وواحدة من اللائي يصنعن الحدث في نادي الخروب والمنتخب الوطني، بحسن مداعبتها للكرة إلى درجة أن الكثيرين أصبحوا يلقبونها بميسي بأن عائلتها قد رفضت في بادئ الأمر ممارستها لكرة القدم، على اعتبار أن هذه اللعبة تخص الرجال فقط، ولكن التحاقها بالخضر فيما بعد قد شفع لها، خصوصا وأنها تمكنت من إثبات علو كعبها وأكدت بأن اختيارها كان صائبا وفي هذا الصدد قالت محبوبة:" لقد واجهت صعوبات كبيرة في بداية مشواري، لم يكن أمرا هينا أن أقنع عائلتي المحافظة بممارسة كرة القدم، وأتذكر أن أبي وأخي قد عارضاني في بادئ الأمر، ولكني تمكنت من إقناعهما، وليس هذا فحسب بل جعلتهما يشعران بالفخر، بعد أن تلقيت دعوة المنتخب الوطني لكي أصبح لاعبة دولية".
أما بخصوص الأسباب التي جعلتها تمارس كرة القدم وهل خشيت أم لا من تأثيرات ممارسة هذه اللعبة على مستقبلها، خصوصا وأن الجميع يعلم أن المجتمع الجزائري محافظ إلى درجة كبيرة، وقد يؤثر ذلك على عدم تمكنها من الزواج فقد ردت محبوبة بأنها لم تنظر للأمر من هذا المنطلق، بل على العكس فقد توجهت للممارسة كرة القدم بعد أن شعرت بأن بإمكانها النجاح في هذا المجال بالنظر للإمكانات الفنية التي كانت تتمتع بها منذ الصغر والتي جعلتها تحترف بعديد النوادي داخل الوطن، مشيرة بأن ممارسة البنت لكرة القدم لا يؤثر على مستقبلها وهناك الكثير من الفتيات اللاتي لعبن إلى جانبها قد تزوجن بشكل عادي وهنا قالت محبوبة " لقد شعرت منذ الصغر بأنني قادرة على النجاح في مجال كرة القدم بالنظر إلى أنني كنت أجيد ممارسة هذه اللعبة، وهو الأمر الذي جعلني أتجه إلى هذا المجال والحمد لله نجحت فيه إلى درجة كبيرة، بدليل أنني تمكنت من تمثيل المنتخب الوطني وهل يوجد أجمل من ذلك، أما بخصوص أن ممارسة الفتاة لكرة القدم قد يحرمها من الزواج فهذا غير صحيح، بدليل أن العديد من زميلاتي قد تزوجن وليس هذا فحسب، بل حتى أنا سأتزوج في أقرب وقت ممكن، ولهذا سأحاول أن أضع حدا لمسيرتي الكروية هذا الموسم، خصوصا وأنني تمكنت من تقديم الكثير وحان الوقت للاعتزال وتعليق الحذاء".
بولفلفل كريمة(الملقبة ببيكام)
عكس زميلاتي والدي من شجعني فحققت حلمي بتقمص ألوان المنتخب
-هل لنا أن نعرف كيف كانت بدايتك مع رياضة كرة القدم؟
ترجع فكرة ممارسة كرة القدم إلى الطفولة، حينما كنت صغيرة كنت ألعب في الشارع برفقة صديقاتي و حتى جيراني و أنا مولوعة برياضة كرة القدم، حيث كنت أتابع جل المباريات عبر الشاشة الصغيرة، خاصة المباريات الأوروبية.
- ومتى كان التحاقك بنادي فتيات الخروب؟
التحقت بنادي فتيات الخروب منذ تأسيسه في 2006، و أتذكر جيدا أنني شاركت في إحدى الدورات المدرسية، و هناك تعرفت برئيسة الفريق نجمة التي عرضت علي فكرة الإنضمام إلى نادي فتيات الخروب، و كنا يومها ننشط في البطولة الجهوية داخل القاعات.
- وهل واجهت صعوبات من أجل إقناع العائلة بممارسة كرة القدم؟
أنا عكس بعض زميلاتي اللائي واجهن صعوبات جمة من أجل ممارسة كرة القدم، فأنا من عائلة رياضية و لدي شقيق لاعب سابق في كرة القدم، كما أنني وجدت مساندة منقطعة النظير من قبل الوالد، الذي حفزني على ممارسة كرة القدم و هو سر تألقي و نجاحي في هذه الرياضة التي أحبها حتى النخاع.
- وما هي طموحاتك الشخصية ؟
الحمد لله أنني حققت الحلم الذي راودني منذ الصغر و هو تقمص ألوان المنتخب الوطني، حيث سبق لي و أن شاركت في دورة دولية بالبحرين مع المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة في 2008 و تمكنا من الظفر بلقب الدورة آنذاك.
- هل لك أن توضحي لنا سبب منحك لقبك بيكام؟
أنا من بين المعحبات باللاعب الإنجليزي دافيد بيكام، و بحكم أنني أتحدث كثيرا عنه و حينما أسدد المخالفات أمازح زميلاتي بأنني سأنفدها على طريقة بيكام و من هنا بدأت تسمية بيكام.
- هل من كلمة أخيرة؟
أريد في الختام أن أحيي والدي الذي ساعدني بشكل كبير، كما أنني أتمنى التألق لفريق شباب قسنطينة و أنا مناصرة له منذ الصغر، و سبق و أن حظيت بفرصة متابعة إحدى مبارياته موسم الصعود أمام نصر حسين داي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.