الإشاعة تهز الشارع بقسنطينة وأولياء يلازمون أبناءهم في كل مكان تواصلت أمس حالة البسيكوز بولاية قسنطينة بعد تداول إشاعات عن العثور على جثتي هارون وإبراهيم المختفيين منذ يوم السبت الماضي من أمام مقر سكنيهما بالوحدة الجوارية رقم 18 بالمدينةالجديدة فيما لا تزال التحريات الأمنية وعمليات التمشيط متواصلة.أجواء حزينة خيمت على المدينةالجديدة علي منجلي أمس و بكل شبر بولاية قسنطينة بعد أن امتزج التذمر بحالة من الهلع جعلت الحادثة حديث العام والخاص لتتوسع دائرة التضامن و تشمل كل الفئات، بعد أن بادر مواطنون بنسخ صور عن إعلانات البحث عن الطفلين وتوزيعها في الأماكن العامة والمدارس والمؤسسات التربوية والجامعية مع القيام بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تم أمس ترويج إشاعات على نطاق أوسع زادت في تخوفات الأولياء من الظاهرة وأربكت سكان الوحدتين الجواريتين 18 و13 تحديدا، حيث أكد لنا شباب أنهم قد تنقلوا إلى المستشفى العسكري بعد أن تم تداول خبر العثور على أجزاء بشرية ونقلها للمرفق وهي إشاعة تم نشرها بقوة على فيسبوك وفي الشارع أيضا. وبالوحدة الجوارية رقم 18 وجدنا من قال لنا أن حالتي إختطاف جديدتين قد سجلتا أمام مدرسة بجبل الوحش و أكد آخرون انه عثر على متشردة من حي بوذراع صالح جثة هامدة ومنكل بها بعد أن جردت من الأعضاء، وعبر لنا أطفال عن تخوفهم الشديد من تعرضهم إلى نفس مصير هارون وإبراهيم فيما تحدث أولياء عن ظهور أعراض صدمات نفسية كقلة النوم والبكاء المفاجئ واضطرابات نفسية وسلوكية على أبنائهم وعن عزوف كثيرين عن الذهاب إلى المدارس وإصرار البعض على مرافقة الأولياء لهم ما جعل نسبة كبيرة لا تلتحق بمقاعد الدراسة لليوم الثاني على التوالي، وعبر الآباء عن قلقهم مما سيأتي، وبمنزل إبراهيم كانت الأجواء “ جنائزية أين وجدنا والدة الطفل غارقة في بكاء لا متناه وتحدثت إلينا بصعوبة ، حيث قالت أنها تطلب من الخاطفين إخلاء سبيل ابنها وأن يرحموا عائلته التي لم تعرف النوم منذ يوم السبت، بينما قالت لنا سيدات جئن ليواسينها أن الحادثة لم تمس عائلتي حشيش وبودايرة فقط وإنما طالت قلب ووجدان كل أم و اهتزت النفوس للحادثة التي وصفتها بالشنيعة. أما والدة هارون فقد وجهت نداء لضمير من قاموا بالفعل وعبرت عن استعداد العائلة لأن تتنازل عن حقها والمهم أن يعود الابن سالما وتساءلت قريباتها عن السبب الذي جعل الجهات الأمنية على المستوى الوطني تتجاهل ظاهرة بهذه الخطورة رغم تسجيل عدة حوادث وجزمت أخريات أن الأمر لا يتعلق بحادثة معزولة وإنما بشبكة تنقل نشاطها من مكان إلى آخر. السكان: أطراف تستعمل الأطفال لتحريك الشارع وقد عبر سكان الحي عن تخوفات من أن تكون الحادثة مجرد وسيلة لتحريك الشارع وقال لنا أحد الشباب ان" جهات مجهولة تستخدم الأطفال لتأليب المواطنين وخلق فوضى لأغراض ما و علق آخر “أنه على الجهات الأمنية أن تتفطن للأمر وتضرب بيد من حديد وتنقذ حياة طفلين من الممكن أن يستخدما للعبث بأمن البلاد و استقرارها وخلق اضطرابات تسهل على تلك الأطراف تحقيق أغراض غير معروفة، مع التماس حالة تذمر من عدم الوصول إلى نتائج بعد مرور 48 ساعة على اختفاء الطفلين مطالبين بأن يشمل التمشيط ولايات مجاورة لأن احتمالات تنقل الفاعلين واردة جدا برأيهم وان كانت الدراسة قد استؤنفت تدريجيا في أوساط سكان الوحدتين الجواريتين 18 و13 فإن هاجس الاختطاف سيطر على تفكير الأولياء وخاصة الأمهات اللواتي أكدن أنهن كن يرافقن أبناءهن بشكل متقطع لكنهن ومنذ تلك الحادثة أصبحن يقضين معظم الوقت أمام المدرسة، حيث قالت سيدة أنها تقطن بأعلى نقطة بالمدينة و ابنتها تدرس بمدرسة بعيدة وهي مضطرة لإيصالها وعدم العودة إلا بعد خروجها من المدرسة لبعد المسافة وعلقت أخرى أنها قد أهملت شؤون البيت وأصبحت ملازمة لبوابة المدرسة، وقد لاحظنا جموعا من النسوة أمام المدارس الابتدائية بعلي منجلي وهي ظاهرة امتدت إلى مدارس أخرى خارج علي منجلي و قال المتحدث باسم مدير التربية أنها مسجلة منذ سنتين تقريبا لكن سيدات اعترفن لنا أنها قد توسعت بداية الأسبوع بسبب خوف من تعرض أبنائهم للاختطاف. مروحية من السرب الجوي للدرك تستعمل في التمشيط مصالح الأمن والدرك تواصل منذ ليلة السبت عملية البحث عن الطفلين بتفتيش كل الورشات والمحلات المغلقة التي تم فتحها وأيضا الفضاءات التي يحتمل أن تتخذ وكرا للاختباء وعزز الدرك تواجده بمروحية من السرب الجوي بعنابة مع تكثيف التحري دون الكشف عن ما تم التوصل إليه فيما يعمل السكان على استجماع معلومات أو تصيد اي شخص مشكوك فيه، وقد بلغوا أمس عن شخص بدت تحركاته مريبة بالنسبة إليهم أخضعته مصالح الأمن للاستجواب وواصلوا تحرياتهم بشأن تلك السيارة الغامضة وظل الحي يعيش على وقع أجواء غير عادية سادتها روح تضامن واسع مع عائلتي الطفلين الذين لم تظهر أي معلومات عنهما.