استنفار أمني.. اقتحام السكنات الفارغة والدرك يستعين بالكلاب غضب وغليان عند شباب الحي والوالي يستقبل ممثلين عنهم اهتز حي السوطراكو الذي تم ترحيل عائلاته إلى المدينةالجديدة علي منجلي بقسنطينة منذ شهور، على وقع حادثة اختطاف طفلين من أمام مقر سكنهما ويتعلق الأمر بكل من الطفل “إبراهيم حشيش “ وكذا “هارون بودايرة"، يبلغ الأول من العمر 10 سنوات. أما الطفل الثاني فيبلغ 9 سنوات. وحسب رواية الجيران وشباب الحي وأخت الطفل إبراهيم “عبير “ وخاله “سليم" الذين التقتهم “البلاد"، فإن عملية الاختطاف تمت بين الساعة الثالثة والنصف إلى حدود الرابعة مساء وهو توقيت مباراة الفريق الأكبر شعبية بالولاية شباب قسنطينة ضد مولودية الجزائر، حيث يكون الخاطف قد استغل غياب شباب الحي ليقوم باستدراج الطفلين إلى مكان مجهول.. هذا الخبر جعل كل سكان الحي يعلنون حالة الاستنفار القصوى ويتنقلون على الساعة الثانية صباحا من أول أمس إلى مفرزة الدرك الوطني الموجودة بحي زواغي سليمان، لمطالبة عناصرها بالتحرك والبحث عن الطفلين اللذين لم يعودا، ونفس الغضب كاد يمس عناصر الأمن الوطني، حيث رفض السكان وخاصة شباب الحي الشعبي المرحل مؤخرا إلى المدينة، أي تبريرات قانونية بضرورة مرور 24 ساعة على عدم ظهور الطفلين حتى يباشروا التحريات والبحث، ما جعل القيادة الأمنية على مستوى الأمن الوطني وحتى الدرك الوطني يعطيان أوامر صارمة بضرورة البحث عن الطفلين، لأن عامل الوقت ليس في صالح الطفلين ولا السلطات الأمنية بالولاية، وذلك بعد صدور أوامر واضحة في هذا الأمر من الجهات الأمنية العليا على المستوى المركزي، رغم أن السلطات الأمنية بمختلف أجهزتها لم ترد تأكيد حادث الاختطاف لحد الآن، لأن البحث والتحري حول مكان تواجد الطفلين لا يزال ساري المفعول من طرف عناصر الأمن الوطني وكذا عناصر الدرك الوطني، والذين لم يتوانوا عن الاستعانة بالكلاب المدربة لتتبع آثار الطفلين. فيما قامت عناصر الشرطة وكذا الدرك الوطني باقتحام السكنات الفارغة بالحي المجاور الذي كان كل من “هارون وإبراهيم “ يلعبان فيه. كما تنقل مدير ديوان والي الولاية إلى مقر سكن الطفلين وتحدث مع والديهما. كما استقبل والي الولاية ممثلين اثنين عن شباب الحي الذين كانوا في قمة الغضب، بسب اختطاف الطفلين والذي أرجعوه إلى غياب الأمن بالمنطقة وكذا عدم توفر الحي أ ف 13 بالمدينةالجديدة علي منجلي على مركز أمني، حيث كاد هذا الحادث أن يتحول إلى محاكمة للسلطات المحلية من أجل توفير المرافق الضرورية الغائبة عن الحي الجديد غير أن تعقل البعض جعل الجميع يختصر المطلب في جدية البحث عن الطفلين إبراهيم وهارون فقط، ليعدهم الوالي بالتكفل الشخصي بهذا الملف الإنساني والذي هز قسنطينةوالجزائر ككل. وقد شكلت خلية أزمة على مستوى الولاية لمتابعة هذا الحادث والذي تحول إلى حديث العام والخاص بعاصمة الشرق الجزائري، حيث القادم إلى حي أف 13 بالمدينةالجديدة على منجلي يخيل له أنه تنقل إلى مكان يحتضن تجمهع شعبي. والدا إبراهيم ل«البلاد": “نريد عودة ابننا إلينا فقط.. يا رب استجب" لم نجد من حل سوى أن ننقل معنا عبير أخت إبراهيم والذي يعتبر الابن الأصغر لأبيه عزوز والذي رزقه الله ب6 بنات وهو الطفل الوحيد والأصغر بالعائلة، وعند حديثنا مع أب إبراهيم لم يجد من كلمات كما كان الحال مع أم إبراهيم سوى أنهم لا يريدون سوى أن يعود لهم ابنهم وفقط، خاتمين تصريحهم بدعاء يا رب استجب ولاشيء غير ذلك. أما أخته “عبير “ فروت لنا قصة جد مؤثرة وهي أن “إبراهيم الذي كان رفقة صديقه هارون طلب في الليلة التي كانت قبل اختطافه طلب من أبيه أن ينام معه في حضنه وأن والده كان يحب إبراهيم أكثر من عينيه، ما جعل الأب ورغم رفضه الأمر في بادئ الأمر يلبي طلبه وبالتالي نام في حضنه لتنفجر بعدها بالبكاء، متمنية أن يعود شقيقها لحضن العائلة. والدة هارون “هارون حياتي يا ناس أريده حيا فقط" والدة هارون وجدناها في حالة يرثى لها، بل لم تقوى حتى على الكلام وبعدما أدركت بأننا صحافة ورغم صعوبة الموقف، إلا أنها قالت لنا كلمة جد معبرة جعلتنا نذرف معها الدموع عندما أجابتنا بالقول “هارون حياتي يا ناس أريده حي فقط". أما خاله سليم والذي التقيناه أمام منزل جدة هارون فأكد لنا أن الخاطف طلب من إبراهيم أن يقول له أين يجد حي أف 19 فذهب معه إبراهيم وهارون والذي كان في زيارته عند جدته، باعتباره أنه جار قديم لإبراهيم من أيام بحي السوطراكو، مختتما حديثه معنا بالقول نتمنى الخير ونطلب من جميع الجزائريين الدعاء والصلاة من أجل عودة إبراهيم وهارون سالمين إلى عائلتيهما.