وقفة احتجاجية لمئات العمال بعد رفض المديرية الاعتراف بالفرع النقابي الجديد لمركب الحجار قام قرابة 900 عامل من مؤسسة أرسيلور ميطال عنابة أمس الأحد بحركة احتجاجية، اعتصموا خلالها طيلة الفترة الصباحية أمام مقر الفرع النقابي، قبل أن يحولوا احتجاجهم في الفترة المسائية أمام المدخل الرئيسي للمديرية العامة لمركب الحجار، تعبيرا منهم عن رفضهم للقرار الذي اتخذه مدير الموارد البشرية بالمؤسسة فريديريك بايل، و القاضي بعدم الاعتراف بشرعية الفرع النقابي الذي تم انتخابه أواخر شهر فيفري الماضي. ولو أن الوقفة الإحتجاجية التي تبنتها النقابة أخذت أبعادا مغايرة بعدما طالب العمال بضرورة الرحيل الفوري لمدير الموارد البشرية، و اتهامه بالتواطؤ مع أطراف محسوبة على الفرع النقابي المنتهية عهدته، فضلا عن التمسك بمطلب الإدماج الفوري ل 14 عاملا، و الذين كانت المديرية قد سلطت عليهم عقوبات من دون الكشف عن مدتها، على خلفية الصراعات النقابية التي عاشت على وقعها مؤسسة ارسيلور ميطال خلال شهر ماي من السنة الفارطة. و جاءت هذه الحركة الإحتجاجية، كرد فعل من النقابة على المراسلة التي وجهها في نهاية الأسبوع المنصرم مدير الموارد البشرية إلى مدراء مختلف الورشات و الوحدات الإنتاجية، و المتضمنة تعليمات تلزمهم بعدم التعامل مع ممثلي الفرع النقابي على مستوى كل وحدة، من دون كشف السباب الحقيقية التي استند عليها القرار المتخذ، الأمر الذي فجر موجة غليان في أوساط النقابيين الذين سارعوا إلى الاعتصام أمام مقر الفرع النقابي، مع رفع شعارات تطالب بضرورة إعفاء فريديريك بايل من مهمته في مؤسسة أرسيلور ميطال عنابة، لأن هذه المراسلة تأتي بعد أسبوع من تنصيب الفرع النقابي الذي يقوده الطاهر شاوش، و هو الاحتجاج الذي التحق به مئات العمال ، لتأخذ الأمور منعرجا آخر بعد تصعيد المحتجين من لهجتهم و التلويح بشل مختلف الورشات و الوحدات الإنتاجية، سيما و أن مجموعة من العمال أقدمت على وقف شاحنات نقل مادة “ الكوك “ من ميناء عنابة باتجاه مركب الحجار، لكن أعضاء المكتب التنفيذي للفرع النقابي ألحوا على ضرورة مواصلة العمل بصفة عادية على مستوى مختلف الوحدات، من دون التأثير على سير العملية الإنتاجية، في الوقت الذي كانت فيه لممثلي النقابة جلسة عمل مع المديرية، تم من خلالها تشريح الوضعية، حيث تبين بأن مدير الموارد البشرية استند في مراسلته الموجهة إلى مختلف المديريات الفرعية على عدم شرعية الفرع النقابي من حيث تركيبته، لأن عدد ممثلي العمال تقلص في النقابة مقارنة بما كان عليه في العهدات السابقة، و المجلس النقابي الحالي يتشكل من 129 عضوا. بينما ألح مدير الموارد البشرية على ضرورة تقليص العدد إلى ما دون 80 عضوا، في حين رفض مناقشة المطلب الثاني المتعلق بالإدماج الفوري للعمال المفصولين بصفة مؤقتة منذ نحو 10 أشهر. إلى ذلك، عقد المجلس النقابي اجتماعا طارئا مساء أمس أفضى إلى تبني المطالب التي تقدم بها مئات العمال خلال وقفتهم الاحتجاجية، و في مقدمتها المطالبة برحيل مدير الموارد البشرية فريديريك بايل، لأنه محسوب على جناح الفرع النقابي المنتهية عهدته، و الخلاف معه كان قد طفا إلى السطح منذ قرابة سنة، بعدما رفض الاعتراف بالنقابيين المحسوبين على جناح عيسى منادي. كما طالب المجلس النقابي بضرورة إدماج العمال المفصولين دون شرط أو قيد، لأن تجميد نشاطهم كان بسبب صراعات نقابية لا علاقة لها بالجانب الإداري، بالإضافة إلى مطلب الاعتراف بشرعية الفرع النقابي المنصب حديثا، رغم أن النقابة وجهت أصابع الاتهام لبايل بالتعامل مع مسؤولين من الفرع النقابي السابق، بعد قطع الطريق أمام أعضاء من المجلس المنتهية عهدته و حرمانهم من الترشح، الأمر الذي منح حصة الأسد من المناصب في النقابة لأعضاء محسوبين على صف منادي.