ثلاثة مفصولين يتسللون إلى مركب الحجار و يشنون إضرابا عن الطعام داخل العيادة أقدم أمس ثلاثة عمال من قائمة المفصولين على التسلل خفية إلى داخل مؤسسة أرسيلور ميطال عنابة، و اقتحام مقر العيادة، مع اتخاذ ركن منه للاعتصام و الشروع في إضراب عن الطعام، للمطالبة بضرورة تجميد قرارات الفصل التي كانت المديرية العامة قد اتخذتها في حق مجموعة تتشكل من 14 موظفا، جلهم من المحسوبين على جناح عيسى منادي، و ذلك على خلفية الصراع الذي كان طفا على السطح من أجل زعامة الفرع النقابي في أواخر شهر ماي الماضي. و حسب المعلومات التي تحصلت عليها النصر فإن المفصولين الثلاثة الذين شرعوا في إضراب عن الطعام داخل عيادة المركب كانوا من بين أعضاء الفرع النقابي الذين انشقوا عن جناح قوادرية و انضموا إلى صفوف منادي بمجرد نشوب نزاع بين الطرفين، و قد سارعت المديرية إلى فتح تحقيق استعجالي بخصوص كيفية دخولهم إلى المركب، لأن تعليمات صارمة كانت قد أعطيت إلى عناصر الأمن الداخلي تقضي بضرورة تفتيش جميع المركبات بما في ذلك حافلات نقل العمال على مستوى مراكز الحراسة الأربعة، و ذلك تطبيقا للأمر الصادر عن القسم الاستعجالي بمحكمة الحجار الابتدائية مطلع شهر جوان المنصرم و القاضي بمنع 14 عاملا ممن تقرر فصلهم من الدخول إلى المؤسسة، و تجنب اعتراض سير الدورة الإنتاجية، لكن تواجد ثلاثة عمال من المفصولين داخل العيادة جعل الإدارة تسارع إلى اتخاذ إجراءات استعجالية لتعزيز النشاط الرقابي للمركبات على مستوى مراكز الحراسة. إلى ذلك فقد اعتصمت أمس مجموعة ثانية تتشكل من 11 عاملا ممن مستهم قرارات الفصل أمام البوابة الرئيسية لمركب الحجار، تعبيرا منهم عن تذمرهم من الوضعية التي أصبحوا يعيشونها، لأن مرتباتهم معلقة للشهر الرابع على التوالي، مما انعكس بصورة مباشرة على ظروفهم الاجتماعية، سيما و أن قرار المديرية القاضي بتجميد مرتبات المفصولين تزامنت مع شهر رمضان و عيد الفطر المبارك، و عشية الدخول المدرسي، مما جعلهم يناشدون المديرية العامة لمؤسسة أرسيلور ميطال لفتح باب الحوار، و بالتالي إعادة إدماجهم في الكتلة العمالية لمركب الحجار، سيما و أنهم كانوا قد نفذوا الأمر القضائي الصادر في حقهم طيلة الشهر الثلاثة الماضية، كما أن المديرية لم تشعرهم إلى حد الآن بقرارات الفصل النهائي، و العقوبات المسلطة عليهم اتخذت من دون استدعائهم للمثول أمام المجلس التأديبي، لأن إجراءات الفصل التحفظي كانت قد اتخذت في حق 42 عاملا، والمديرية كانت قد أخضعت ثلاث دفعات أمام مجلس التأديب، و تقرر على ضوء ذلك إعادة إدماج 29 عاملا من الموظفين الذين صدرت في حقهم عقوبة الفصل التحفظي، مقابل الاكتفاء بتسليط عقوبات مالية في حق كل واحد منهم وفقا لما هو منصوص عليه في القانون الداخلي للمؤسسة. و في سياق متصل فقد طالب المحتجون بضرورة تدخل مفتشية العمل لولاية عنابة لدى مديرية أرسيلور ميطال من أجل الحسم في الإشكال القائم، و الذي أخذ حسبهم ابعادا مغايرة، لأن تواجد هذه المجموعة تحت طائلة المتابعة القضائية كان الحجة الرئيسية التي استندت إليها مديرية الموارد البشرية في إبقاء قرارات الفصل سارية المفعول إلى إشعار آخر، مما جعل المفصولين ال 14 يستنجدون بالمركزية النقابية، حيث أوفدوا منتصف هذا الأسبوع ممثلين عنهم إلى الجزائر العاصمة لإشعار عبد المجيد سيدي السعيد بالأزمة التي تعيش على وقعها هذه المجموعة من العمال بسبب صراع على الفرع النقابي كان قد طفا على السطح بين كتلتين عماليتين بمركب الحجار. بالموازاة مع ذلك يبقى مصير الفرع النقابي يكتنفه الغموض بعد انتهاء العهدة المؤقتة التي تولى فيها مراد ضيف الله تسيير شؤون النقابة لفترة انتقالية خلفا لإسماعيل قوادرية، و هي العهدة التي امتدت من شهر جوان الماضي إلى غاية منتصف شهر أوت الجاري، على اعتبار أن الاتحاد المحلي للعمال الجزائريين بسيدي عمار كان عند فصله في الصراع بين جناحي قوادرية و منادي قد وجه مراسلة رسمية إلى مسؤولي الفروع النقابية بمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة بتاريخ 05 جوان 2012 تحت رقم 15 / 2012، موقعة من طرف الأمين المكلف بالتنظيم شاكري كحلوش، تضمنت قرار عدم الاعتراف بعريضة سحب الثقة التي كان منادي و جماعته قد تقدموا بها، مع تحديد شهر أوت القادم كموعد لتنظيم عملية تجديد الفروع النقابية لأرسيلور ميطال، لكن هذه الفروع تبقى مجمدة إلى إشعار آخر، على خلفية الأزمة التي كان المركب قد شهدها بسبب صراع النقابة، فضلا عن قضية بقاء 14 موظفا مفصولا عن العمل، من بينهم خمسة من أعضاء المكتب التنفيذي للفرع النقابي المنتهية عهدته.