المسرح الجزائري يعاني المناسباتية وطغيان النشاطات الاستهلاكية استغلينا فرصة احتضان مدينة سطيف مهرجان فرسان الركح للمسرح وتقديم مسرح الشلف لعمل بعنوان "صديقي الشبح" وتقربنا من الفنان عبد الحميد بلخوجة بطل ومخرج هذا العمل الكوميدي الذي نال رضا و استحسان الجمهور الذي حضر هذا العرض المسرحي. هل هي أول مرة تلتقي فيها بالجمهور السطايفي ؟ - لا، بل الثانية حيث سبق لي الالتقاء بالجمهور السطايفي في سنة 2011 تلقينا حينها دعوة لحضور فعاليات الطبعة الأولى من مهرجان فرسان الركح وشاركنا من خلاله بمسرحية بعنوان "ضيوف السيناتور" والتي لاقت نجاحا كبيرا و إعجاب الجمهور. كيف وجدتم تفاعل الجمهور السطايفي مع عرض صديقي الشبح؟ - إيجابيا و الحمد لله..فالعرض لقي استحسان الجمهور السطايفي الذواق لفن المسرح وخصوصا الأعمال الجيدة، حيث يعتبر رضا الجمهور على الأعمال الفنية مهما كان نوعها وسام على صدر الفنان يعتز به و يحفزّه على تحسين قدراته وتطويرها وتقديم أفضل ما لديه. لماذا اخترتم مسرحية لموليير بالتحديد؟ - " صديقي الشبح" مقتبسة من مسرحية "البخيل" لموليير التي أعجبتنا فكرتها الرئيسية والتي تتحدث عن ظاهرة البخل كظاهرة إجتماعية، و قد حاولنا إضفاء لمسة الحداثة والتجديد عليها من خلال تعمد استعمال عبارات فكاهية مضحكة، خصوصا وأننا أردنا علاج عدة ظواهر إجتماعية نعيشها في الوطن العربي و بالجزائر بشكل خاص في قالب فكاهي وكوميديا سوداء ننتقد من خلالها تلك الظواهر السلبية. ماهي الرسالة التي أردتم تمريرها من خلال صديقي الشبح؟ - هي في الواقع عدة رسائل منها ما هو موّجه لرجال الأعمال المزيّفين الذين يتحيّنون فرص الثراء على حساب الضعفاء، دون استثمار أموالهم لخلق مناصب شغل لفائدة البطالين، إضافة إلى ظاهرتي البخل والطمع. هل كنتم تتوقعون فوز المسرحية بعديد الجوائز ؟ - رغم حداثة هذه المسرحية التي يعود تاريخ انتاجها عرضها إلى أقل من سنة ، إلا أنها تمكنت من حصد أربعة جوائز لحد الآن أهمها تلك التي تحصلنا عليها في مهرجان المسرح الفكاهي بالمدية، حيث أفتكت جائزة العنقود الذهبي، إضافة إلى افتكاكها جائزة أحسن إخراج في ذات المهرجان، وتحصلت أيضا على جائزة الدلفين الذهبي في ذات السنة وأحسن دور رجالي في مهرجان آخر، من دون نسيان تفاعل الجمهور مع العرض أينما حللنا والذي أعتبره بمثابة أحسن جائزة. رغم تفاعل الجمهور مع العروض المسرحية وتوقه الشديد لهذا الفن إلا أن الإنتاج يبقى شحيحا، لماذا في رأيك؟ -المسرح بات يعاني من الإنتاج المناسباتي، فحن نقوم بتقديم عروض في المناسبات فقط على غرار المهرجان الذي شاركنا فيه بسطيف، حيث يعاب على القائمين على الشأن الثقافي تغييب العروض المسرحية وباقي الفنون الأخرى بالإضافة إلى طغيان التنشيط والنشاطات الإستهلاكية التي لا معنى لها. ماذا تقترح كفنان مهتم بالشأن المسرحي؟ -أتمنى أن لا تقتصر العروض المسرحية على المناسبات فقط و تعرض على مدار السنة مع توفير الدعاية الكافية من أجل حضور الجمهور بكثرة وتعوّده على ارتياد المسارح، خصوصا و أن الكثيرين يحنون إلى الأيام الذهبية للمسرح الذي كان يعد واحدا من أهم المشاهد الثقافية في كافة المدن، لكنه للأسف تراجع بشكل رهيب خصوصا في العشرية الأخيرة. لكن الجمهور يفتقد العروض النوعية؟ -بطبيعة الحال الجمهور يميّز بين العرض الجيد والعرض الرديء ، لكن في بعض الأحيان نجد نقص الدعاية يحول دون حضور المتفرجين العرض فيحكم عليه بأنه عمل فاشل، و هو ما يسبب الإحباط للفنان، لكن مع كثافة العروض المسرحية كما ونوعا ستجعل المادة متوفرة وتجعل الفنان يبدع ويقدم أحسن ما لديه من أجل لفت انتباه الجمهور وجعله يتوافد بقوة على دور العرض والمسرح.