الرئيس بوتفليقة يطالب بتحويل المؤهلات الطبيعية للبلاد إلى عروض سياحية ذات جودة أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس الأحد بالعاصمة، أن المؤهلات الطبيعية التي تتوفر عليها الجزائر لا تكفي للنهوض بالسياحة بل تبقى مرهونة بمدى القدرة على تحويل هذه القدرات إلى عروض ومنتوجات سياحية، معتبرا السياحة أحد القطاعات المحورية لدعم النمو إلى جانب قطاعات أخرى منتجة كالصناعة والفلاحة. و طالب المسؤولين بتوفير الظروف والمحيط الملائم لنمو هذا القطاع وتطويره، في ظل التدابير التي اتخذتها الدولة بغرض تشجيع الاستثمار والنشاط السياحي في إطار الحوافز الجبائية وشبه الجبائية ضمن قوانين المالية المختلفة ، إضافة إلى التدابير المتعلقة بالعقار. وقال الرئيس بوتفليقة في رسالة وجهها إلى المشاركين في أشغال الجلسات الوطنية للسياحة قرأها نيابه عنه محمد علي بوغازي مستشار برئاسة الجمهورية، أنه "يجب أن نسلم بأن جمال الجزائر لا يكفي أبدا للنهوض بالسياحة ببلادنا بل يبقى مرهونا بمدى قدرتنا على تحويل هذه القدرات السياحية من مادة خام إلى عروض ومنتوجات سياحية ذات مواصفات تؤهلها لاحتلال مكانة خاصة ومميزة". وأوضح رئيس الدولة في هذا أن المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية جاء ليشكل الإطار الإستراجي المرجعي للسياسة السياحية للبلاد والتي حددت الدولة الجزائرية بموجبه نظرتها للتنمية السياحية الوطنية عبر مراحل محددة على المديين القصير والمتوسط والمدى البعيد إضافة إلى الأدوات الكفيلة بتنفيذها وشروط تحقيقها الذي يبرز من خلالها ضمان التوازن الثلاثي المتمثل في العدالة والفعالية الإقتصادية والدعم الإيكولوجي. و اعتبر الرئيس بوتفليقة أن كل ذلك يندرج في إطار التنمية المستدامة خلال العشرين سنة المقبلة، وذلك في سياق مسعى تنويع الاقتصاد الوطني المنتج خارج المحروقات باعتباره كما قال أحد القطاعات المحورية لدعم النمو إلى جانب قطاعات أخرى منتجة كالصناعة والفلاحة وغيرها. و تنويها بالجهود التي بذلتها الدولة، أكد رئيس الجمهورية، أن هذه الأخيرة عملت جاهدة وبلا توانٍ على توفير المناخ الملائم لتجسيد هذه الرؤية من خلال إطلاقها لبرامج طموحة كتلك المتعلقة بدعم الإنعاش الاقتصادي 2001-2004 وبرنامج دعم النمو الاقتصادي 2005-2009 وكذا برامج تنمية الجنوب والهضاب العليا والبرنامج الخماسي 2010-2014 الذي قال أنه سيمكننا بعون الله تعالى من تعزيز البرامج السابقة. و استدل رئيس الدولة في هذاالسياق بعدد من المشاريع الكبرى للتجهيزات العمومية كتوسيع شبكة الطرق السيارة وعصرنة خطوط السكك الحديدية وتجسيد مشروع مترو الجزائر وترامواي الجزائر ووهران وقسنطينة وغيرها من المشاريع الضخمة المماثلة. كما ذكّر بكسب رهان توفير المياه الصالحة للشرب من خلال دعم شبكة السدود وبناء محطات تحلية مياه البحر ومشروع القرن لتحويل المياه الصالحة للشرب من عين صالح الى تمنراست إضافة إلى الورشات الكبرى لتهيئة الاقليم والتهيئة المستدامة والمشاريع الكبرى للطاقة والورشات الكبرى لتكنولوجيات الإعلام والاتصال وتطوير شبكة الهاتف بأنواعه. و شدد الرئيس بوتفليقة على أن قطاع السياحة سيستفيد حتما من هذه البرامج باعتباره قطاعا أفقيا بامتياز يتداخل مع العديد من قطاعات المؤسسات الأخرى و هو ما يتطلب حسب ما أشار اليه تجنيد الجميع لتوفير الظروف والمحيط الملائم لنموه وتطويره. كما تطرق رئيس الجمهورية في رسالته، إلى مختلف التدابير التي اتخذتها الدولة بغرض تشجيع الاستثمار والنشاط السياحي في إطار الحوافز الجبائية وشبه الجبائية في قوانين المالية المختلفة وكذا تلك المتعلقة بالعقار. وبخصوص الجلسات الوطنية للسياحة أكد رئيس الدولة بأنها تهدف إلى تشخيص وتقويم السياسات والبرامج التي تم اتخاذها منذ اعتماد الحكومة لمخطط التهيئة السياحية سنة 2008 خصوصا ما أرتبط بمحاوره الخمسة الكبرى. و يتعلق الأمر حسب الرئيس بوتفليقة بمخطط تثمين الجزائر كوجهة سياحية من أجل زيادة جاذبيتها وتنافسيتها وتطوير الأقطاب السياحية للامتياز عن طريق عقلنة الاستثمار والتنمية بهدف إبراز أصالة مكامن الجزائر السياحية. وتكمن هذه المحاور أيضا في وضع حيز التنفيذ مخطط الجودة للارتقاء بالعروض السياحية إلى مستولى المقاييس الدولية في مجال الجودة والنوعية وكذا تعزيز التعاون والتكامل بين مختلف القطاعات ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بقطاع السياحة وتسهيل الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص. أما المحور الخامس في هذا المخطط، فيتمثل حسب الرئيس بوتفليقة في دعم ومرافقة الاستثمار بهدف تعزيز طاقات الإيواء كما ونوعا وذلك بفضل تمويل واضح وإجراءات بسيطة تسمح بجلب المستثمر المحلي والأجنبي. وخلص رئيس الجمهورية إلى التأكيد على أن التنمية السياحية وتطويرها تمثل طموحا كبيرا في الجزائر والدولة من جانبها أولت دورا مركزيا ومحوريا هاما في إنعاش النشاط الخدماتي وتوسيع شبكة السياحة لخلق مناصب شغل دائمة وموسمية من خلال توفير مناخ لائق كفيل باستقطاب