تزايد المطالبين بتوسيع مهمة المينورسو في الصحراء الغربية ودعوة المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات * يجب الإسراع في تنظيم استفتاء تقرير المصير ومنع الاستغلال غير الشرعي للثروات الصحراوية دعا أمس المشاركون في الندوة الدولية الثالثة حول "حق المرأة في المقاومة: نموذج المرأة الصحراوية" المنعقدة في فندق الشيراطون بالعاصمة، الأممالمتحدة إلى تحمل مسؤولياتها بتوسيع مهمة بعثة المينورسو و الإسراع في تنظيم استفتاء حر و نزيه يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، إلى جانب الدعوة إلى تطبيق توصيات وقرارات منظمة الأممالمتحدة التي تمنع المحتل المغربي من استغلال الموارد الطبيعية للصحراء الغربية. و طالب السفير الصحراوي إبراهيم غالي في هذا الصدد الأممالمتحدة، تحمل مسؤولياتها من أجل توسيع مهمة بعثتها في الإقليم من أجل مراقبة والتقرير عن حقوق الإنسان المنتهكة يوميا على مرأى ومسمع هذه البعثة، وقال أن ندوة الجزائر تنعقد في ظرف استثنائي يميزه اجتماع مجلس الأمن اليوم الاثنين لدراسة تقرير الأمين العام الأممي حول الصحراء الغربية. بدوره طالب رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري بتوسيع مهمة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها، معربا عن قلق وانشغال الجزائريين إزاء انتهاكات حقوق الإنسان الممارسة من طرف المغرب ضد المواطنين الصحراويين. وشدد اغلب المتدخلون في الندوة على ضرورة إدراج حماية حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة للصحراء الغربية في مهمة بعثة الأممالمتحدة المكلفة بتنظيم الاستفتاء، باعتبار ان ذلك '' مطلب شرعي ينبثق من كل القوانين والتوصيات الدولية ''. كما دعا المشاركون إلى تطبيق توصيات وقرارات منظمة الأممالمتحدة التي تمنع المحتل المغربي من استغلال الموارد الطبيعية للصحراء الغربية، وفي هذا الإطار، اعتبر وزير المدن المحتلة والجاليات الصحراوي، محمد عكيف، بأنه لا جدوى بتمديد مهمة المينورسو ما لم تقم بالدور المنوط بها، ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف عملية نهب الثروات الصحراوية، كما يطمح الشعب الصحراوي إلى قيام بعثة المينورسو بدورها المنوط بها من خلال الإشراف على استفتاء حر ونزيه لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. كما أكد المشاركون على ضرورة أن يأخذ مجلس الأمن الدولي بعين الاعتبار تقرير كريستوفر روس، المبعوث الشخصي لبان كيمون في الصحراء الغربية، الذي يرفع اليوم الاثنين مسألة توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتتولى مراقبة حقوق الإنسان وحمايتها. قسنطيني: الجزائر ستبقى إلى جانب الشعب الصحراوي في كفاحه المشروع أكد رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية و حماية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني خلال تدخله في أشغال الندوة الدولية للمرأة الصحراوية، أن الجزائر ستستمر في دعم القضية الصحراوية، وقال '' إن الجزائر ستبقى إلى جانب الشعب الصحراوي في كفاحه المشروع حتى تحقيق الحرية والاستقلال مشددا على '' تضامن فاعل" مع المرأة والشعب الصحراويين لكسر جدار الصمت الذي يفرضه المحتل المغربي على مسألة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. ودعا قسنطيني هو الآخر مجلس الأمن الدولي بتوسيع عهدة المينورسو لتشمل حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة وتنظيم استفتاء يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، مبديا أسفه حيال استمرار المغرب في سياسته القمعية واختراقاته الممنهجة لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة التي وصفها ب"الخطيرة" و كذا حيال '' جدار العار '' المغربي، الذي يقسم الصحراء الغربية وشعبها إلى قسمين. واغتنم المتحدث المناسبة للتنويه بصمود الشعب الصحراوي عامة والمرأة الصحراوية بصفة خاصة في وجه هذا الاحتلال، وقال '' إن الشعب الصحراوي والشعب الفلسطيني يخوضان حربا من أجل استرجاع حقوقهما المشروعة." جدار العار بالأراضي الصحراوية "جريمة" في حق الإنسانية قالت وزيرة التعليم والتربية بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، مريم السالك، أن "جدار العار المغربي " الذي أقامه المغرب بالأراضي الصحراوية يمثل "جريمة في حق الإنسانية و خطرا حقيقيا على البيئة بما يحتويه من ألغام وحواجز رملية''. وأبرزت السيدة السالك لدى تدخلها في أشغال ذات الندوة بأن القمع لا يزال مستمرا في القرن ال 21 بإقامة جدار فصل رهيب يقسم الوطن والشعب ويفصل بين أفراد العائلة الواحدة متجاوزا كل الحدود في انتهاك حقوق الإنسان، وقالت '' إن هذا الجدار الممتد على مسافة تفوق ال 2400 كلم يمثل جريمة في حق الإنسانية ذهب ويذهب ضحيته العديد من البشر الأبرياء كما يشكل خطرا حقيقيا على البيئة بما يحتويه من ألغام ومتفجرات وأسلاك شائكة وحواجز رملية". كما أشارت المتدخلة إلى التضييق على الحريات والطوق العسكري والأمني المشدد على القرى والمدن الصحراوية والمعزز بآلاف المستوطنين المغاربة، مضيفة أن أجواء القمع كانت وراء مئات المعتقلين السياسيين والمفقودين و خلفت حالة من الحرمان للحقوق الاجتماعية و الاقتصادية للشعب الصحراوي بلغت حدا لا يطاق. أما الأمينة العامة لاتحاد النساء الصحراويات، فاطمة المهدي فأشادت بانعقاد هذه الندوة بالجزائر معتبرة أن قدوم متضامنين مع القضية الصحراوية من مختلف القارات يعد تخليدا للمرأة الصحراوية وإبرازا لصمودها وكفاحها من أجل استقلال بلادها.. وتتزامن ندوة الجزائر الدولية حول مقاومة المرأة الصحراوية مع تقرير أمريكي ينتقد الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، إلى جانب تقرير يرفعه اليوم الاثنين كريستوفر روس، المبعوث الشخصي لبان كيمون في الصحراء الغربية، إلى مجلس الأمن الدولي، وهو تقرير سيفضح مرة أخرى الممارسات القمعية المغربية، كما تأتي أيضا هذه الندوة لتكرس تأييد وتعاطف المجتمع الدولي، سياسيا واقتصاديا وحقوقيا وأمنيا للقضية الصحراوية العادلة. تجدر الإشارة إلى أن أشغال هذه الندوة والمنظمة من طرف اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي و اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية و حماية حقوق الإنسان و الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، تميزت متضامنون ومتضامنات مع القضية الصحراوية من مختلف أنحاء العالم والمنظمة من طرف اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي و اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية و حماية حقوق الإنسان و الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات تختتم هذا المساء بتقديم جملة من التوصيات.