دفع الجفاف و قلة المراعي بالولايات السهبية ، الموالون مع غلاء الأعلاف هذه السنة إلى نقل مواشيهم للمناطق الشمالية التي تتوفر على مساحات رعوية بحثا على الكلأ لحمايتهم من الهلاك حيث تحدث عدد من الموالين الذي التقت بهم النصر أمس بسهول ولايتي عنابة والطارف ، والقادمين من مختلف الولايات السهبية بسكرة ، خنشلة ، الجلفة ،المسيلة ، عن الأوضاع الصعبة في المناطق التي كانوا يمارسون فيها نشاط الرعي. وفي ذات السياق أكد الموال الحاج معمر ، بأن معظم الموالين ضاقت بهم السبل بولايتي بسكرة و خنشلة بسبب تراجع نسبة تساقط الأمطار هذا الموسم ، ما دفعهم منذ أيام إلى تنظيم هجرة جماعية نحو الشمال بحثا عن الكلأ لمواشيهم . إذ تعرف عدة مناطق تدفقا كبيرا للموالين برفقة قطعانهم ينقلونها على متن الشاحنات ،التي تجوب جل الطرقات الوطنية نحو مراعي الولايات الشمالية التي تتوفر على الكلأ الطبيعي الذي يعوض الموالين عن اقتناء الأعلاف بعد أن يهجروا جل المناطق السهبية التي تواجه مناخا صعبا على السكان والموالين وكذا الثروة الحيوانية. ولا تزال مظاهر تدفقهم متواصلة إلى حد الساعة بالأخص موالي ولاية بسكرة و خنشلة حيث تشهد بعض الطرق الوطنية توافدا غير مسبوق لقوافل شاحنات الموالين محملة برؤوس الغنم والإبل تشد الرحال نحو ولايات الشمال بحثا عن المراعي وهروبا من ارتفاع درجة الحرارة خاصة في شهر رمضان الفضيل. من جهته، قال أحد مربي الأغنام، (علي .ب) 35 سنة، في حديثه ل النصر أن سبب مجيئه إلى سهول عنابة والتحديد منطقة المطار ، منذ أكثر من أسبوعين هو البحث عن مراع للأغنام والإبل التي كادت أن تهلك بسبب الجفاف الذي ضرب ولاية بسكرة ، وأضاف بأنهم لقوا حسن المعاملة من قبل أهالي المنطقة ومنحوهم مساحات رعوية شاسعة دون مقابل مادي ، كما أشار إلى أنهم سيمكثون 3 أشهر كاملة حتى حلول فصل الخريف للعودة إلى ديارهم قائلا « غلاء الأعلاف لا تسمح لنا بترك ماشيتنا دون أكل ونحن لا نستطيع تحمل المزيد من الأعباء حيث تجاوز سعر الأعلاف سقف 4000 دج للقنطار منها الشعير ،النخالة ،الخرطال ،والذرة ، نعتبرها أسعار غير معقولة أمام قلة الأمطار التي تسببت هي الأخرى في تقلص مساحات كبيرة للرعي ، هذا ما دفعنا نكتسح مساحات هامة من الأراضي الرعوية بعنابة و الطارف بحثا على البديل لمعيشة الماشية «. في حين قال مربو الأغنام (كمال . د) من منطقة شاشار بخنشلة، « أمام الأوضاع الرعوية المزرية لا مفر لدينا إلا الترحال برفقة قطعاننا أين ما توفرت الظروف الملائمة لاستقرارهم سواء شرقا أو غربا و التي تتوفر على مساحات رعوية كما هو الحال هذه الأيام بمراعي عنابة ، وأضاف بأن سنوات الجفاف دفعتهم إلى بيع ممتلكاتهم لتوفير العلف لمواشيهم وحمايتها من الهلاك ،داعيا الجهات المعنية إلى ضرورة توفير الدعم اللازم للمربين ليتمكنوا من مواصلة نشاطهم. ح دريدح