غول ينوه بموقف الجيش الرافض لتجاوز صلاحياته الدستورية -أطراف تريد تشكيل تكتل جهوي للاستيلاء على الحكم نوه أمس رئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمار غول بالموقف الأخير للمؤسسة العسكرية الذي عبرت فيه عن رفضها تجاوز صلاحياتها الدستورية والتدخل في صلاحيات ليست مخولة لها في الشأن السياسي، ودعا الشعب الجزائري إلى الالتفاف حول الجيش المرابض على الحدود وفي كل مكان من أجل ضمان أمن البلاد والمواطنين. وفي كلمته الافتتاحية المطولة لأشغال الندوة الولائية لإطارات '' تاج '' بالجزائر العاصمة أعرب السيد غول عن اعترافه وتقديره للموقف الذي رد فيه الجيش الوطني الشعبي على ما نسب من تصريحات لعضو مجموعة 22 ( المجاهد محمد مشاطي ) والذي أكد فيه ( أي الجيش ) بأنه يبقى مجند دوما لتحمل مهمته النبيلة في ظل الاحترام الصارم للدستور والنصوص القانونية التي تحكم سير الدولة الجزائرية تحت قيادة رئيس الجمهورية. واعتبر غول بأن هذا الموقف الذي صدر في بيان رسمي للجيش الأربعاء الماضي جاء للتأكيد على أن '' جيشنا جيش دستوري سليل جيش التحرير الوطني، يحترم كل مؤسسات الدولة ويرفض الزج به في الميادين التي يمكن أن تعكر أمن واستقرار البلاد ''. من جهة أخرى أعرب رئيس حزب تاج عن ارتياحه لتماثل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للشفاء، كما أعرب بالمناسبة عن استغرابه لمن حاولوا أن يستثمروا في مرض الرئيس و'' استغلال هذا الملف في الاتجاه السلبي''، مؤكدا رفضه لمن يشمت في من يصاب بالمرض وقال '' لا نقبل في أخلاقنا وثقافتنا الشماتة في أي جزائري أصابه مكروه أو مرض ولا نقبل أن يتعرض أي رمز من رموز البلاد إلى الأذى من طرف جزائريين". و في رده عن سؤال صحفي على هامش اللقاء عما إذا سيدعم ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة بعد تماثله للشفاء قال غول '' نحن منذ تأسيس الحزب موقفنا ثابت وواضح نريد أن يكون تجمع أمل الجزائر رقم فاعل في المعادلة السياسية في البلاد ورقم فاعل في كل المحطات ومن بينها رئاسيات 2014 التي نريد أن نكون فيها رقما أساسيا في لعب الأدوار الأولى، ولا يمكن أن أوجه كلاما مشخصا أو أن أعبر عن طموح شخصي، كما أنني لا أريد ان أتكلم مكان الرئيس بوتفليقة فهو من يقرر ونحن سنبقى أوفياء له سواء وهو في الحكم أو خارج الحكم''. وأكد عمار غول بالمناسبة بأن أولى الأولويات اليوم هي الحفاظ على الوطن داعيا الجميع إلى الوقوف '' بكل قوة '' في وجه '' كل مغامر أو مقامر يحاول المساس باستقرار وبتنمية البلاد ''، محذرا بالمناسبة من وجود مخطط رهيب في بعض الأجندات لتقسيم البلدان الإسلامية والعربية إلى دويلات وخاصة دول الطوق المحيطة بفلسطين لإضعاف المنطقة اقتصاديا وامنيا وضرب استقرارها لحماية أمن إسرائيل وجعلها تستقوي أكثر، وقال '' هناك سعي اليوم لإثارة النعرات الطائفية والعرقية والفئوية و الجهوية في البلدان العربية لضرب تماسكها، وأعطى مثالا بما حدث في العراق وما يحدث في سوريا ولبنان ومصر وليبيا وتونس. وحذر غول بالمناسبة من وجود أطراف داخل الوطن تحاول زرع النزعات الطائفية والمذهبية والعرقية و الجهوية في البلاد لأغراض شخصية أو لتحقيق مكاسب ذاتية وقال '' لا يجب اللعب بالنار ولكم الدروس في دول الجوار على يميننا ويسارنا وجنوبنا '' مضيفا '' يجب الحفاظ على وطننا اليوم أكثر من أي وقت مضى لأنه لو تنطلق شرارة واحدة في البلاد لا قدّر الله لن تنطفئ وسيكتوي بها الجميع''. واعترف غول بالمناسبة بوجود نقائص وأخطاء إلى جانب وجود الكثير من المطالب الشرعية وأيضا وجود مناطق تحتاج إلى تنمية وترقية، لكنه دعا إلى عدم استغلال هذه الأخطاء والنقائص لضرب استقرار الوطن وتفشي حالة اللاأمن وقال '' من يريد تشكيل تكتل جهوي حتى يستولي من خلاله على الحكم فلن يتركه الطرف الآخر لحاله ومن يريد أن يقود البلاد إلى الخراب والدمار لأجل الوصول إلى الحكم فسيجد نفسه يسير هذا الدمار، مؤكدا رفضه لكل من يريد الدخول إلى الساحة السياسية أو الوصول إلى السلطة مدفوعا من جهات أو ممارسة ضغوط باستعمال أوراق لا تخدم الجزائر. وفي هذا الصدد دعا غول كل الأطياف السياسية في البلاد إلى ضرورة التفطن إلى وجود مثل هذه المخططات، كما دعاها إلى الجلوس معا إلى طاولة الحوار وأن تضع قواعد لخلافاتها من أجل تسيير هذا الاختلاف كما قال '' بصورة حضارية '' وان يكون اختلافها تكاملا وتجميع للآراء والتصورات، رافضا ان يؤدي الاختلاف بين الأحزاب إلى تعطيل تنمية البلاد وقال أن ذلك خط احمر. كما أكد بأن حزب '' تاج '' حزب مستقل ولكنه يمد يده إلى كل التيارات السياسية في البلاد معربا عن استعداده للعمل والتعاون مع الجميع وتنسيق مواقفه وبرامجه معها بشرط ان ينصب كل ذلك في خدمة الوطن. كما دعا بالمناسبة مختلف الطاقات والكفاءات الوطنية والنخبة وفي كل المستويات إلى الانخراط في الساحة السياسية لكي تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية حتى تكون لبنة قوية في بناء الجزائر لأن تهميشها في المجال السياسي كثيرا ما ترك – كما قال - فراغات ملأتها الرداءة.