الجزائر و الإتحاد الأوروبي يوقعان على مذكرة تفاهم في مجال الطاقة توجت أمس الزيارة التي قام بها رئيس اللجنة الأوروبية خوسي مانويل باروسو بالتوقيع على مذكرة تفاهم تخص شراكة استراتيجية في مجال الطاقة بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي. وقد وقع بالأحرف الأولى على الوثيقة الوزير الأول عبد المالك سلال و رئيس اللجنة الأوروبية، في قصر الحكومة بالعاصمة في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها هذا الأخير إلى الجزائر بدعوة من سلال. ويأتي هذا النص الجديد حسب ما علم من مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، لتعزيز علاقات التعاون الممتازة الموجودة بين الطرفين في مجال الطاقة إلى جانب كونه يفتح آفاقا واعدة و هامة لتطويرها. وتمت الإشارة في هذا السياق، إلى أن مذكرة التفاهم هذه تتعلق بجميع أشكال التعاون في مجال الطاقات سيما التعاقدية و والطاقات المتجددة و كذا حول الصناعة الطاقوية و تحويل التكنولوجيات و الخبرة و التسيير، كما تتعلق بضمان تموين أوروبا بالطاقة و ضمان حصص سوق الجزائر لدى الاتحاد الأوروبي، فيما تنص الوثيقة من جهة أخرى على إنشاء مجموعات موضوعاتية و قطاعية للتعاون في مجال الطاقة و التعاقد في جميع محاور هذا التعاون. وكان سلال، قد أجرى محادثات مع رئيس المفوضية الأوربية باروسو الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر تدوم يومين، بحضور وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي قبل أن يتم توسيع المحادثات لتشمل أعضاء الوفدين. و قد جرت المحادثات بحضور وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي و وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي و وزير الصناعة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و ترقية الاستثمار شريف رحماني و وزير التجارة مصطفى بن بادة و كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية في الخارج بلقاسم ساحلي إضافة إلى الوفد المرافق للسيد باروسو. و كان باروسو قد حل أول أمس السبت بالجزائر في زيارة رسمية تدوم يومين، ولدى وصوله إلى مطار هواري بومدين صرح باروسو"نحن مهتمون بتوثيق العلاقات مع الجزائر و زيارتي تهدف إلى تعزيز العلاقات في مجال الحوار السياسي و التعاون الاقتصادي". ع.أسابع سلال يتحادث مع باروسو و يؤكد الجزائر تعمل على إضفاء بعد دائم و استراتيجي على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي أكد أمس الوزير الأول عبد المالك سلال حرص الجزائر على العمل من أجل إضفاء بعد دائم و استراتيجي على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، منوها في ذات الوقت بالزيارة التي قام رئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل باروسو بها إلى بلادنا كونها جاءت " فرصة مواتية لأجراء تقييم شامل للتعاون الثنائي الذي يزداد تطورا في كل الميادين خدمة لمصالح الشعبين الأوروبي والجزائري". وأكد سلال في كلمة ألقاها خلال المحادثات التي أجراها مع باروسو، والموسعة لأعضاء الوفدين أن الجزائر تعمل منذ التوقيع على اتفاق الشراكة سنة 2002 على إضفاء بعد دائم واستراتيجي على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وهو بعد يمليه كما قال " التقارب الجغرافي والرهانات الاقتصادية وكذا العامل البشري الحاسم و مساهمته في التعارف الأمثل بين الشعوب"، معتبرا بأن هذه العوامل كفيلة بضمان التكامل الاقتصادي ومؤهلات كبيرة يمكن أن يستغلها كل واحد من الشريكين ( الجزائر والاتحاد الأوروبي ) للاستجابة لاحتياجات شعبينا والتي أشار إلى أنها تتنامى باستمرار وتزداد تنوعا أكثر فأكثر. وانتهز الوزير الأول الفرصة للإشارة إلى الإصلاحات السياسية و المؤسساتية المعمقة التي شرعت الجزائر في تجسيدها فضلا عن التحولات الاقتصادية الطموحة " التي أكد أن من شأنها أن تمكن البلاد من رفع التحديين المتمثلين في تنويع اقتصادها وانضمامها إلى المنظمة العالمية للتجارة، فيما جدد التأكيد على تمسك الجزائر بالمضي قدما في تعزيز علاقاتها في مجال التعاون و في تعميق الحوار السياسي مع الاتحاد الأوروبي، مبرزا الأهمية البالغة التي توليها الجزائر لاستكمال المشاورات لمراجعة رزنامة تفكيك التعريفة الجمركية وفق شروط ترضي الطرفين. و اعتبر سلال بذات المناسبة أن الزيارات التي قام بها مسؤولون سامون من المفوضية والبرلمان الأوروبيين خلال الأشهر الماضية إلى الجزائر بمثابة شهادات أخرى على إرادتنا المشتركة في أن نجعل من علاقتنا الثنائية نموذجا على المستوى الأورو- متوسطي و الأورو- مغاربي و الأورو- إفريقي ، مشددا على أهمية شروع الجزائر و الاتحاد الأوروبي في محادثات استقصائية حول مشروع مخطط عمل في إطار السياسة الأوروبية المجددة للجوار التي ستشكل – كما قال - عاملا لتطوير العلاقات بين الدول و الشعوب. وأثناء تطرقه للحديث عن أهمية الزيارة التي قام بها رئيس اللجنة الأوروبية اعتبر سلال أن زيارة باروسو للجزائر تتيح فرصة مواتية لأجراء تقييم شامل للتعاون الثنائي الذي يزداد كما قال، تطورا في كل الميادين خدمة لمصالح الطرفين، مشيرا إلى أن ذات الزيارة تأتي في وقت حققت فيه العلاقات الثنائية بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي حصيلة إيجابية و ثرية بالمكاسب و الانجازات في الميادين الاقتصادية و التجارية و الثقافية. وبعد أن أشاد بالحوار السياسي و جودة الاتصالات رفيعة المستوى القائمة بين مسؤولي الأجهزة التنفيذية أو الهيئات البرلمانية، اعتبر الوزير الأول أن هذه الزيارة تمثل من جهة أخرى، مناسبة هامة لتبادل وجهات النظر و التحاليل بخصوص المساعي و الأعمال التي تمت مباشرتها خلال السنوات الأخيرة، و كذا المشاريع الواجب تسجيلها قصد إضفاء المزيد من الأهمية و الكثافة و التنوع على الشراكة بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي، مسجلا في ذات الوقت بأن زيارة باروسو للجزائر تأتي في ظرف إقليمي و دولي صعب للغاية من شأنه أن يهدد السلم و الاستقرار والأمن في الفضاء المشترك للجزائر والاتحاد الأوروبي. وقال أنها تحديات يجب علينا مواجهتها بصفة جماعية و تضامنية بفضل الحوار المثمر و التشاور الدائم. ع.أسابع أكد أن مذكرة التفاهم بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي تكتسي طابعا استراتيجيا باروسو: الإصلاحات في الجزائر من شأنها تسهيل الأعمال و تشجع الاستثمارات الأجنبية -سنعمل على تسريع انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية أكد أمس رئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل باروسو أن مذكرة التفاهم التي وقعت أمس بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى بلادنا تكتسي طابعا استراتيجيا، مشيدا بالمناسبة بالتطورات الايجابية التي شهدها التعاون بين الطرفين لاسيما بعد قرار الجزائر بالمشاركة في سياسة الجوار الأوروبية المتجددة وإبرام اتفاق مبدئي حول التفكيك الجمركي بالنسبة للمنتجات الفلاحية والصناعية. و أكد باروسو في ندوة صحفية نشطها في فندق الأوراسي بالعاصمة، أن الوثيقة التي تم التصديق عليها بالأحرف الأولى بالجزائر العاصمة من قبل الطرفين وثيقة بمحتوى و أهداف استراتيجية، وتمثل أداة لتنمية التعاون الطاقوي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، مبرزا أن هذه الوثيقة تنص على كل النشاطات التي تدخل في إطار التعاون الطاقوي لاسيما التقليدي منه والمتجدد وعلى الصناعة الطاقوية ونقل التكنولوجيات والخبرة والتسيير، فضلا على تأمين عملية تزويد أوروبا بالطاقة وضمان حصص الجزائر من السوق داخل الاتحاد الأوروبي وكذلك على إنشاء مجموعات موضوعاتية وقطاعية للتعاون في مجال الطاقة وترسيم كل محاور هذا التعاون. واعتبر المتحدث أن هذه الوثيقة عبارة عن مذكرة تفاهم ذات محتوي استراتيجي، وقال ما يهم الاتحاد الأوروبي حاليا هو ما عسانا فعله فيما بعد، في إطار تنفيذ هذه المذكرة التي قال أنها تضع إطارا للتعاون في مجالات المحروقات والطاقات المتجددة والفعالية في ميدان الطاقة وتنظيم ونقل التكنولوجيا. وأضاف بأنه وفقا لهذا المنظور تم استدعاء الطرف الجزائري للمشاركة في اجتماع المجموعة الأورو - متوسطية للتعاون في مجال الغاز المقررة في ديسمبر المقبل في العاصمة البلجيكية بروكسل والتي ستكرس جدول أعمالها للمخطط الشمسي المتوسطي، مؤكدا بأن الجزائر ستقول كلمتها في هذا الاجتماع. وأثناء تطرقه للحديث عن مسار انضمام الجزائر لمنظمة التجارة العالمية، شدد المتحدث على سعي الإتحاد الأوروبي إلى المساهمة في تسريع انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة، وقال " إن هذه النقطة من أهم المحاور التي تحظى بالأولوية في العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي" وأضاف " إن الاتحاد الأوروبي يعطي الأولوية القصوى لانضمام الجزائر للمنظمة باعتبار ما لذلك من أهمية بالنسبة لتنويع الاقتصاد الجزائري وإرسائه ضمن المسالك الاقتصادية والتجارية العالمية". من جهة أخرى، نوه رئيس المفوضية الأوروبية بالتقدم الذي طرأ على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي باشرتها السلطات الجزائرية والتي من شأنها كما قال أن تسهل الأعمال وتشجع الاستثمارات الأجنبية وخلق مناصب الشغل، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يدعم هذا التقدم. وأشاد في ذات الوقت بالتطورات الايجابية التي شهدها التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي لاسيما بعد قرار الجزائر بالمشاركة في سياسة الجوار الأوروبية المتجددة وإبرام اتفاق مبدئي حول التفكيك الجمركي بالنسبة للمنتجات الفلاحية والصناعية. من جهة أخرى، شدد رئيس المفوضية الأوروبية على أهمية الدور الذي تلعبه الجزائر في الفضاء الأورو متوسطي، و هو ما جعلها – كما قال – تعتبر الشريك الأول للاتحاد الأوروبي في شتى المجالات، وقال أنه اقترح على المسؤولين الجزائريين فتح حوار شامل حول قضية تنقل الأشخاص والتأشيرات، وذلك من أجل تنقل النخبة الجزائرية من طلبة وباحثين إلى الضفة الأخرى من حوض البحر الأبيض المتوسط. كما أوضح بأن الجزائر تعد بلدا أساسيا في إفريقيا خاصة في منطقة الساحل فيما يتعلق بمعالجة وحل الأزمات التي تشهدها المنطقة، وتحدث عن تشجيع إجراء لقاءات منتظمة مع السلطات الجزائرية من أجل الوقوف على آخر المستجدات، مؤكدا بأن المسؤولين الجزائريين أطلعوه على حقيقة الوضع في منطقة الساحل، و هو ما جعل الإتحاد الأوروبي يولي اهتمامه كما قال للتنمية في هذه المنطقة. و أكد رئيس المفوضية الأوروبية في ذات السياق أن المحادثات مع الجزائر ستسمح بتعميق الحوار والتشاور حول مختلف المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، سيما بعد تراكم القضايا التي تدخل في حيز اهتمام الجانبين، لاسيما الوضع في مالي، فيما أشاد بمبدأ التمسك المشترك بقيم الديمقراطية ودولة القانون وحماية وترقية حقوق الإنسان و التي بناها الحوار السياسي في الجزائر. وبخصوص موقفه من الوضع الحالي في مصر، الناجم عن عزل الرئيس محمد مرسي، أكد خوسي مانويل باروسو بأن الإتحاد الأوروبي مستعد لتقديم يد العون للشعب المصري، و يقف إلى جانبه من أجل إحداث التغيير السياسي و التحول الديمقراطي المنشود، حيث أوضح في هذا الإطار بأن الديمقراطية العميقة ليست فقط إجراء انتخابات والحصول على الأغلبية، وإنما أكثر من ذلك بكثير، و هي الإصغاء للمواطنين وتقديم تنازلات .