"باستوس " ماركة تجذب الصائمين في رمضان تتحول مدينة المعذر بولاية باتنة إلى قبلة للصائمين كلما حل شهر رمضان حيث يقصدها المواطنون من مدينة باتنة ومختلف البلديات لاقتناء بعض لوازم مائدة الإفطار وتحديدا اللبن الطبيعي الطازج، باعتبار المنطقة تشتهر بتربية الأبقار وإنتاج الألبان، ويقصدها البعض الآخر لشراء الزلابية كون المنطقة تشتهر أيضا بزلابيتها خصوصا تلك التي يصنعها أبناء عمي محمود المعروف بباستوس والذي توفي قبل أشهر إلا أن الزلابية لا تزال مقترنة باسمه بالمعذر بعد أن توارث صناعتها أبناؤه. تشتهر بلدية المعذر، التي تبعد ب 23 كيلومترا شمال عاصمة الولاية باتنة، بتربية الأبقار وإنتاج الألبان وهو ما جعلها قبلة حقيقية يقصدها سكان ولاية باتنة من أجل جلب الحليب واللبن الطبيعي خاصة في شهر رمضان. حيث يزداد استهلاك الحليب ومشتقاته ويفضل الصائمون التوجه للمعذر لضمان الجودة الطبيعية من الحليب واللبن والقشدة، والأكيد أن زائر المعذر، بعد أن يقتني الحليب الذي ينتجه مربو الأبقار سيتأكد بأنه من نوعية ممتازة .الأمر الذي يفسره الإقبال المتزايد واليومي على نقاط البيع المنتشرة بشكل لافت بالمدينة مما يدل على أن المنطقة فلاحية وتعود المحلات سواء لأصحابها الفلاحين من مربي الأبقار أو تجار الحليب ويخضع ما يعرضه الباعة للرقابة البيطرية والتجارية حسب ما أكده لنا أحد الباعة في جولة قادتنا لمدينة المعذر التي تشتهر على غرار إنتاج الحليب بالزلابية وخاصة تلك التي يصنعها سليم الذي توارث صناعتها عن والده المدعو باستوس حتى أن الزلابية اقترنت باسمه بمدينة المعذر فيقال زلابية باستوس، وكان قد دلنا على سليم عدد من المواطنين بالمدينة كونه يعد أقدم من يصنع الزلابية بالمعذر. يقع محل سليم سوالمية صاحب الخمسين ربيعا في قلب مدينة المعذر في شارع لا يزال يحتفظ بالهندسة المعمارية التي تعود للحقبة الاستعمارية الفرنسية وهو ما أضفى على المحل لمسة عتيقة توحي بأن المكان توارثت فيه صنعة الزلابية وهو ما أكده لنا سليم الذي فتح لنا قلبه، فيقول بأنه توارث صنعة الزلابية عن والده الذي توفي شهر ديسمبر من السنة الماضية عن عمر ناهز ال88 عاما وكشف لنا بأنه ومنذ نعومة أظافره كان يعرف بأن والده يصنع الزلابية الأمر الذي جعله يتعلم الصنعة رفقة شقيق له استقل هو الآخر بمحل له لبيع الزلابية، وأكد سليم في حديثه معنا بأنه غير نادم على تعلم صناعة الزلابية عن والده رغم أنه يحمل شهادة جامعية مهندس دولة لم تمنح له فرصة العمل في مجال تخصصه وأشار إلى أنه تفرغ لصنع الزلابية ويُشغل معه ثلاثة أشخاص آخرين في محله، وعن سر تسمية باستوس وراء الزلابية، فأوضح محدثنا بأنها تتعلق بكنية والده منذ خمسينيات القرن الماضي والتي تعني في الأصل تسمية ماركة للسجائر كان والده يبيعها وبعد اشتغاله بالزلابية ألصق من يعرفه التسمية بالزلابية وهكذا أصبحت الزلابية مقترنة باسم صانعها باستوس، وأكد لنا عدد من الزبائن التقيناهم بمحل سليم بأنهم اعتادوا شراء زلابية باستوس منذ سنوات لذوقها المميز والذي أوضح سليم بأنه يصنعها نزولا عند أذواق الزبائن الذين يأتون بالمكسرات التي يرغبون في مزجها مع العجينة التي يعدها للزلابية. تجدر الإشارة إلى أن مدينة المعذر بولاية باتنة تشتهر بنظافة شوارعها وأزقتها وزائرها إن كان سيشتري الزلابية واللبن فإنه سيضرب عصفورين بحجر واحد حيث سيستمتع بجمال المدينة الصغيرة الهادئة وبطبيعتها الخلابة المحيطة بها التي تأسر الناظرين.