تتحول معظم المحلات عبر مختلف ولايات الوطن خلال شهر رمضان المبارك إلى التخصص في بيع أنواع معينة من الحلويات التي تتماشى مع هذا الشهر المبارك، مما يفضي عليه نكهة مميزة تميزه عن باقي الشهور كالبقلاوة وقلب اللوز والزلابية التي تتميز بذوق لا يقاوم، حيث أصبحت تعرف تهافت المواطنين عليها من أجل تزيين موائدهم، إذ تعتبر من بين العادات الرمضانية التي يصعب الإقلاع عنها لدى الجزائريين بالرغم من سعرها الذي يرتفع من سنة إلى أخرى ويختلف الإقبال في هذا الشهر الكريم على مختلف أنواع الزلابية ومنها التونسية. وتشتهر خلال شهر رمضان وككل سنة مناطق عديدة عبر مختلف ولايات الوطن الجزائري في بيع مختلف أنواع الحلويات وعلى رأسها الزلابية التي يشتهر بها هذا الشهر الفضيل بالرغم من الغلاء الذي يميزها، إلا أنها تعرف إقبالا واسعا للمواطنين كونها ذات نكهة خاصة لم تتغير منذ القدم، فهي نوع من أنواع الحلويات الشعبية تعرف بشهرتها في العديد من الدول العربية إذ تحتوي على قيمة غذائية عالية فالحصة الواحدة منها تحتوي على 200 غ تقريبا، إضافة إلى احتوائها على السعيرات الحرارية حوالي 800 حريرة، إضافة إلى الدهون بنسبة 14 منها المشبعة التي تصل قيمتها إلى 1، وللإشارة فإنها خالية تماما من أي نسبة للكوليسترول أما الكربوهيدرات فقد وصلت إلى 161 إلى جانب البروتينات حوالي 8 وتوجد بكثرة في كل من الجزائر وتونس إضافة إلى بلاد الشام. ومن خلال زيارتنا إلى المحلات التي اشتهرت ببيع هذا النوع من الحلويات التقليدية ذات القيمة الغذائية العالية والنكهة المميزة، حدثنا بعض الباعة الذين اعتبروا شهر رمضان فرصة سانحة للترويج لعملهم ومنهم نجد (محمد) بقوله: (أقوم بصنع أنواع مختلفة من الحلويات في شهر رمضان أهمها البقلاوة بأنواعها التي يزداد الطلب عليها إلى جانب الزلابية حيث يستمر العمل ولا يتوقف طيلة الشهر حسب الطلبية)، ليضيف البائع: (أنه وككل رمضان يشتد الطلب على هذه الحلوى حيث يعمد الكثير من التجار على تغيير نشاطهم للتخصص في بيع الزلابية بكل أنواعها منها (الزلابية الصفراء) أصابع العروسة (زلابية بوفاريك) حتى تتكيف مع مقتضيات السوق الرمضانية). وما لفت انتباهنا فعلا هو تحويل بعض التجار لنشاطهم التجاري هؤلاء الذين وجدوا فرصتهم الذهبية خلال هذا الشهر الفضيل للعمل في بيع الزلابية، حيث استفادوا من تجارتها في شهر رمضان دون غيره والتي من خلالها يتمكنون من جمع أموال معتبرة للإنفاق على أنفسهم وأسرهم، خاصة وأنها تلقى رواجا كبيرا خلال هذا الشهر، إذ لا يكاد يخلو شارع واحد في المدن من بائعي أصناف الزلابية المختلفة، حيث عمد هؤلاء إلى التفنن في عرض منتجاتهم على الزبائن الذين لا يدخرون جهدا ولا دينارا في شراء كل ما لذ وطاب. وفي الحديث نفسه أضاف عامل آخر: (شهر رمضان بالنسبة لي شهر رزق واستنفاع وبما أنني لا أملك محلا لترويج منتجاتي فقد قمت بتحويل محلي الذي كان عبارة عن مكتبة صغيرة إلى محل للحلويات، وباعتبار مدينة باش جراح من الأحياء الشعبية فإن هذا النوع من النشاط وجد إقبالا لا مثيل له لطلب شراء الحلويات التي يقبل عليها الصائمون بعد الإفطار من أجل التلذذ بما أقوم ببيعه في الوقت الذي يجتمع فيه الناس حيث تستمر السهرة في أجواء بهيجة إلى غاية صلاة الفجر).