وزير العدل المغربي يكذب الملك وضع وزير العدل المغربي، الملك محمد السادس، في حرج كبير بعد تصريحاته التي أكد فيها بأنه نبه الديوان الملكي إلى وجود اسم مغتصب الأطفال بين قائمة الأشخاص المعفى عنهم لكنه تلقى أمرا بتنفيذ توجيهات الديوان الملكي. و قرر الملك أول أمس إقالة أحد رجالات المنظومة الأمنية القديمة في المغرب، ويتعلق الأمر بالمدير العام "للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج" حفيظ بنهاشم، ليكون بذلك كبش فداء في هذه القضية التي باتت تشكل تهديدا لعرشه. و أمام تزايد الضغوط عليها، سعت الحكومة المغربية أمس إلى محاولة تهدئة الشارع و احتواء غضبه على خلفية العفو الملكي على السجين الاسباني مغتصب الأطفال، و ذلك من خلال الاعتراف بارتكاب قوات الأمن المغربية لتجاوزات في حق المتظاهرين ضد قرار الملك الذي اضطر إلى التراجع عنه بدوره. وقال وزير الاتصال المغربي الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، أن التدخل الأمني، الذي استهدف المحتجين ضد العفو الملكي عن مغتصب الأطفال الإسباني في الرباط، غير مقبول ومؤسف و أنه تخللته وقوع تجاوزات سيتم التحقيق بشأنها، مشيرا إلى أن الحكومة تتحمل مسؤولية سياسية في ما حصل. و قرر القضاء الإسباني من جهته أمس الثلاثاء إيداع مغتصب 11 طفلا مغربيا رهن السجن الاحتياطي في انتظار صدور حكم حول احتمال تسليمه. وتذرع القاضي بخطر فرار دانيال غالفان الاسباني العراقي الأصل (63 عاما) الذي حكم عليه في 2011 بالسجن ثلاثين عاما في المغرب لإدانته باغتصاب أحد عشر طفلا، والذي اثار العفو عنه في 30 جويلية موجة غضب واسعة في كل انحاء المغرب. وقال القرار الذي أعلنه القاضي فرناندو أندرو في المحكمة العليا في مدريد أن غالفان أصله عراقي و"حصل على الجنسية الاسبانية بعد زواجه من سيدة إسبانية انفصل عنها بعد ذلك". وأضاف أنه "أمضى الجزء الأكبر من حياته في العراق واسبانيا لكنه اقام أيضا في دول أخرى مثل مصر وسوريا والأردن وبريطانيا والمغرب". وقال مصدر اسباني قريب من الملف، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أن اسم دانيال غالفان كان على لائحة تحمل اسماء ثلاثين سجينا اسبانيا طلبت مدريد نقلهم إلى الاراضي الاسبانية ليكملوا عقوباتهم فيها. وينص اتفاق استرداد المجرمين بين المغرب واسبانيا على أن أيا من البلدين لا يمكن تسليم مواطنيه إلى البلد الآخر. وإلغاء العفو غير عادي في اسبانبا بما أن الحكومة في هذا البلد لا يمكنها أن تقرر اجراء كهذا. ومع الوقت تتسرب معلومات إلى وسائل الاعلام عن غالفان تكشف أنه رجل ماضيه يثير الشكوك حتى أن البعض قالوا أنه جاسوس من أصل عراقي بينما كان يقدم نفسه على أنه استاذ جامعي. وقالت صحيفة الباييس أن غالفان روى لمحاميه المغربي أنه كان مسؤولا سابقا في الجيش العراقي وتعاون مع الاستخبارات الأجنبية لإطاحة صدام حسين الذي اسقط نظامه بتدخل عسكري قادته الولاياتالمتحدة في 2003. وذكرت الصحيفة أن اسم دانيال غالفان قد يكون "الهوية التي فبركتها له الاستخبارات التي أخرجته من العراق وأمنت له وثائق إسبانية ثم حولته الى أستاذ متقاعد في جامعة مرسية".